اسمها جنى جهاد، عمرها 10 سنوات، لكنها لا تهتم كثيراً بألعاب الأطفال ولا بمشاهدة الأفلام الكرتونية، لأن حلمها أكبر من ذلك - في نظرها -؛ هو كبير كبر القضية التي سكنتها في وقت مبكر من حياتها القصيرة؛ قضية فلسطين.
“جنى جهاد.. فلسطين المحتلة”، هكذا تختم أصغر صحافية في العالم تقاريرها الإخبارية المصورة في كل مرة تقف فيها أمام كاميرا لتنقل ما يعيشه الفلسطينيون يومياً من معاناة، ومن أجل ذلك تجول في الضفة الغربية بشكلٍ مستمر وبيدها ميكروفون صغير.
وحينما يسألها أحدهم عن حلمها حين تكبر، تجيب بإصرار منذ سنوات، "أريد أن أصبح صحافية، لقد قتلوا صديقي مصطفى، عمر رشدي أيضاً، وباقي أصدقائي جرحى، وحينما وقع كل ذلك لم يكن هنا أي صحافي، وبالتالي لم ينقل أي أحدٍ خبرهما".
وتضيف جنى في حديثها لموقع الجزيرة ترك أنها بعد تلك الحادثة قررت أن تصبح صحافية، "سألت نفسي لماذا لا أصبح صحافية وأنقل للعالم كله رسالتي كطفلة فلسطينية؟".
تدرس في الصف الرابع بإحدى مدارس قرية النبي صالح حيث ولدت، ومن هناك أيضاً تنشر عبر الشبكات الاجتماعية تقاريرها الإخبارية، خصوصاً على منصات فيسبوك ويوتيوب وسناب تشات التي تنشط فيها كثيراً.
يبلغ عدد متابعي هذه الطفلة على فيسبوك وحده أكثر من 31 ألف شخص، ومنذ سنتين وهي تنشر بشكل مستمر تقاريرها الخاصة عليها من أجل "إسماع صوت فلسطين الواقعة تحت الاحتلال لكل العالم"، كما تُلخص هدفها.
ورغم حداثة سنها الذي لا يتجاوز الـ 10، فإن جنى تقف أمام الكاميرا مثل باقي الإعلاميين في العالم، وتقول عن ذلك "أنا مثل كل الصحافيين، وكيفما كانوا، فأنا كذلك أكون أيضاً".
وتفيد الفتاة أنه رغم كون بعض الأخبار التي تنتشر على الشبكات الاجتماعية حول فلسطين أحياناً إيجابية وداعمة لها، إلا أنها "لا تعكس الحقيقة كما هي وبعضها كاذب، ولذلك فإني لا أهتم بها".
وتضيف الصغيرة وكأنها توجه نداءاً للعالم، "هنا أحداث كثيرة تقع، ولمعرفة الصحيح منها ومشاهدتها بعيونكم تعالوا إلى فلسطين".
تصف جنى البلد الذي تريد أن تعيش به فتقول "أريد فلسطين لا يُقتل فيها الأطفال، لا يرمى بهم فيها إلى السجون، أريد فلسطين حرة نلعب فيها ألعابنا يوم الجمعة". وحتى يتحقق حلمها، ستستمر تلك الطفلة في ممارستها للصحافة، حيث تريد أن تدرسها في الجامعة أيضاً.
لكنها لا تمانع تغيير مهنة الصحافة حال تحقق ذلك الحلم، وتؤكد، "لو أصبح حلمي حقيقة وأصبحت فلسطين حرة، حينها فقط سأريد أن أكون لاعبة كرة قدم لأني أحبها".
هافنغتون بوست