انغمست الزوجة (ص.ح) ذات العقد الثالث من عمرها، بالحديث مع رجل جمعتها به "صداقة إلكترونية" عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، متبادلة معه أطراف الحديث دون عِلم زوجها الذي يعمل لساعات طويلة، ويشغل نفسه مع أصدقائه في أوقات فراغه، فاتحاً بذلك المجال أمامها للبحث عمن يشبع فراغها العاطفي وحاجتها للشعور بأنوثتها المدفونة بتجاهل زوجها لاحتياجاتها كامرأة.
الفراغ الذي سبّبه الزوج بترك زوجته لأوقات طويلة دون اهتمام أو تلبية لحاجاتها، انتهى بها للتفريغ والحديث مع جارهم عبر موقع "فيسبوك"، شاكية له إهمال زوجها وحاجتها وطفلهم الوحيد!
وبعد فترة من تواصل الرجل مع الزوجة، تصفّح الزوج (أ.ح) حسابها الشخصي على الموقع، ليجد رسائل ومحادثات طويلة بينهما، يُذكر فيها بالسوء وفق اتهامه، مهاجماً الزوجة، ليُقدِم على "فضحها عند أهلها واتهامها بالخيانة"، وقد انتهى بها المطاف إلى الطلاق بسبب محادثة على "فيسبوك".
"الرسالة" تسلّط الضوء على هذه القضية الحساسة بعد ازدياد حالات الطلاق في قطاع غزة والخلافات الزوجية والأسرية؛ بسبب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الموقع العالمي فيسبوك، مقارنة مع الأعوام الماضية التي لم تشهد انتشارا واسعا لتلك المواقع بين الأسر الفلسطينية.
ووجد معدّ التحقيق خلال التحريات، أن نسبة لا بأس بها من حالات الطلاق والخلاف الزوجي التي اطّلع عليها، قد تطوّرت الأحداث فيها بسبب الانجذاب لطبيعة تلك المواقع، خاصة فيسبوك وتطبيق واتساب، وقد شهدَ أحد مراكز الإصلاح المجتمعي ثماني حالات طلاق أواخر العام الماضي.
مشكلة حقيقية
ولم يُتح لنا المجال بعد التقصّي مع الجهات القضائية والمؤسسات النسوية، للوصول إلى رقم أو نسبة محددة لحالات الطلاق والخلافات الزوجية والأسرية الناشئة عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي؛ بدعوى أنها قضايا خاصة جداً ولا يُقبل الخروج بأرقام محددة عنها، ومع ذلك فإن جميع من حاورهم معدّ التحقيق في مقدمتهم القضاء الشرعي أكّدوا أن نسبة الطلاق في غزة قد ارتفعت بسبب موقع فيسبوك، ووسائل التواصل الحديثة الأخرى.
القضاء الشرعي: المحاكم الشرعية بغزة طلّقت أزواجا بسبب مواقع التواصل الاجتماعي
وفي آخر إحصائية نشرها جهاز الإحصاء الفلسطيني ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فإن 48.3% من الأسر في فلسطين لديها اتصال بالإنترنت، بواقع 51.4% في الضفة، و42.2% في قطاع غزة، أما بخصوص استخدام الانترنت لدى الأفراد (10 سنوات فأكثر) في غزة فقد بلغت 52.2%، بينما وصلت نسبة الأطفال (5- 17 سنة) الذين يستخدمون الحاسوب إلى 51.9%. وتظهر الإحصائية أن 75% من مستخدمي الانترنت في فلسطين ضمن الفئة العمرية 10 سنوات فأكثر في العام 2014، يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، فكيف هو الحال بعد عامين من آخر احصائية رسمية توضح حجم الاستخدام المثير للمواقع؟!.
ويبلغ عدد حالات الطلاق للعام الماضي (3.281) حالة بنسبة 15.8%، وهي نسبة أقل من عام 2014، حسب القضاء الشرعي بغزة، فيما تعلن احصائية العام الحالي في نهايته.
ومن خلال جهات قضائية ومجتمعية عديدة مطّلعة على سير القضايا في المحاكم ولدى جهات الاصلاح المجتمعي، توصلنا إلى وجود حالات طلاق وخلافات زوجية معقدة في المحاكم بغزة على خلفية استخدام تلك المواقع الاجتماعية، ما يهدد نسيج الأسرة وتماسك المجتمع الفلسطيني، إذا لم تُطرح القضية ليتم علاجها.
ويشهد قطاع غزة كباقي مناطق العالم انفتاحا وتطورا تكنولوجيا وصل حدًا قد لا يمكن السيطرة عليه، فالهواتف الذكية غزت البيوت، والأزواج قبل الأبناء يقضون ساعات طِوالا عبر مواقع التواصل الاجتماعي باختلاف مسمياتها واستخداماتها، فهي سيف ذو حدّين إما تُستثمر جيدا، أو تُستغل سلبياً فتضرّ الفرد والمجتمع.
محادثة فيسبوك قادت للطلاق
وتتحفظ "الرسالة" عن ذكر حالات توصلت إليها عبر البحث طويلاً، وانتهى بعضها بالطلاق والسجن، نظراً لخصوصيتها، واستشعاراً للدور الاجتماعي للصحيفة، حيث توصل معدّ التحقيق عبر جهات مطّلعة إلى قضايا طلاق وخلاف زوجي بسبب استخدام خاطئ لمواقع التواصل، ومنها حالتان قبلتا الحديث معنا، حيث انتهت أمورهما إلى الانفصال، بعد توتر العلاقات بين الزوجين بشكل حاد.
د. الجوجو: لا إحصائيات حول معدل الطلاق بسبب فيسبوك وغيره من المواقع
ومن القضايا التي نذكرها بالتحقيق، الزوجة (ح) التي خطّت رسالة كبيرة مملوءة بكلمات الحب والغزل التي لا تُحكى ولا تكتب إلّا لزوجين فيما بينهما، لترسلها إلى رجل تعرفت عليه عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لكنّها أخطأت الهدف لتصل الرسالة إلى زوجها الذي صُعق لذلك.
ومن هنا بدأت حكاية خراب أسرة بأكملها، فبعد أن كشف الزوج (49 عاماً) علاقة زوجته البالغة ٣٥ عاماً بالرجل عبر فيسبوك، تلقفها بسيل من الاتهامات بالخيانة وهاجمها بالضرب والطرد لمنزل أهلها، معلنا أنه لا رجعة لها للبيت، لينتهي بها المطاف إلى الطلاق تاركة خلفها ٣ من الأبناء.
الشاب (محمد. و) قابلنا في منزله جنوب القطاع، ليحكي سبب انفصاله عن خطيبته شيماء-اسم مستعار-، بعد خطوبة امتدت نحو ثمانية أشهر، حيث بدأ الخلاف بينهما لمجرد رفضها السماح له بالدخول لحسابها الشخصي عبر فيسبوك؛ "لأنها صفحة خاصة ولديها صديقات كثُر تحادثهم على الموقع".
رفضت شيماء استفزازات خطيبها الهادفة للسماح له بدخول الموقع والاطلاع على حسابها، وزاد التوتر حسب محمد، حينما أعدّ لها مفاجأة بمنزله في يوم ميلادها، لتقابله بالانشغال بالحديث عبر الجوال وتتبّع صفحتها الشخصية ونشر صور بعض مما أعدّه لها. ما دفعه لاصطحابها مباشرة لمنزل والدها، مضيفا: "انفصلنا بعد تعنتها ووالدها (المنفتح جدا) -كما وصفه-، " خاتماً حديثه "خلي الفيسبوك وصديقاتها ينفعوها".
الحالة الأخرى التي استطاع معد التحقيق التحدث معها، لامرأة تبلغ 35 عاماً، اكتشفت عبر فتح هاتف زوجها أنه يحادث امرأة كان قد تعرف عليها منذ دراسة الجامعة، ويقضي ساعات في الحديث معها عبر تطبيق المحادثة "واتساب".
"شؤون العشائر": واجهنا قضايا خلافات زوجية وأسرية كثيرة بسبب فيسبوك
وقالت الزوجة (م.م) إنها صارحت زوجها بكشفها المحادثات، وأنها تحبه ولم تقصر معه يوماً، متسائلة عن سبب تواصله مع المرأة، وانشغاله عنها وأطفاله الأربعة، وهو ما لم يتقبله، مهدداً إياها بأنها إنّ شكَت لأحد سيطلقها!. وأضافت دامعة، إن علاقتهما قد تراجعت كثيراً ولم يعد يهمها زوجها بعد اليوم، مشيرة إلى أنها لم تترك المنزل وتذهب لمنزل والدها خوفاً على أطفالها من التشتت.
استخدام سيء
طرق معدّ التحقيق باب رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي ورئيس المحكمة العليا الشرعية الدكتور حسن الجوجو، ليضع على طاولته تساؤلات حول قضية الخلاف الأسريّ وتأثير مواقع التواصل والمواقع الإلكترونية على العلاقات بين الأزواج ونسبتها في خراب بيوت الأسر بالقطاع.
الجوجو أكّد في حديث مع "الرسالة" أن المحاكم الشرعية في القطاع شهدت حالات طلاق وخلافات زوجية بسبب استخدام فيسبوك ومواقع التواصل. وقال إنّ "غزة كغيرها من البلدان ليست تجمعا ملائكيا لا يخطئ، وأحيانا يخضع الانسان لتأثير الشيطان ووسواسه ومكائده، ووسائل الاتصال الحديثة هي سلاح ذو حدين تنتفع منها فتكون أداة بناء وتستخدم بشكل سيء فتكون أداة هدم".
وأضاف الجوجو أنه من ضمن الاستخدام السيء لهذه المواقع استغلالها في أمور تعود بالدمار على الأسرة، "فقد يلجأ الزوجان إلى إشباع رغباتهما الجنسية بطرق غير شرعية"، مستشهداً بوقائع حصلت في غزة، بأن يلجأ الزوج إلى فتح مواقع إباحية، وأن تلجأ الزوجة إلى ممارسة علاقة غير شرعية مع رجل آخر عن طريق فيسبوك (بالتعريّ والحديث بأمور جنسية).
المختارة حسونة: 8 قضايا انتهت بالطلاق نهاية العام الماضي
الأمثلة السابق ذكرها، أوضح الجوجو أنها نماذج موجودة لدى المحاكم الشرعية، وغيرها أيضا، كأن يكتشف الخاطب علاقة سابقة لخطيبته عن طريق الانترنت ومواقع التواصل فيحصل الانفصال، "وهذا ما حصل في المحاكم الشرعية"، حسب الجوجو، مضيفاً: "من الممكن أن تكون صور أكثر من ذلك على نطاق أوسع لا نستطيع التعمق فيها نظراً لحساسية القضية".
لا إحصائيات رسمية
وشهدت المحاكم الشرعية بغزة تسجيل حالات طلاق بسبب فيسبوك وغيره من المواقع الاجتماعية، وقد أكّد رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي أن "هناك حالات انفصال وطلاق في المحاكم الشرعية جراء الاستخدام السيء لوسائل الاتصال الحديثة"، معقبا أنها تُسجل تحت بند (خلاف زوجي) وليس خيانة زوجية، وأن "الأمر ليس ظاهرة، ولا يمكن حصرها بنسبة أو إحصائية".
اتجهنا إلى الهيئة الوطنية لشؤون العشائر التي تتابع قضايا مجتمعية في كل مناطق القطاع وشهدت حالات خلاف زوجي بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، وأكّد عاكف المصري مفوض العلاقات الوطنية والعامة في الهيئة أنهم واجهوا كثيرا من حالات الخلافات الزوجية والمشاكل الأُسرية بسبب فيسبوك وغيره، دون وجود عدد يمكن حصره.
وقال المصري إن موقع فيسبوك خاصة ومواقع التواصل استُخدمت في مرات كثيرة بشكل سلبي، وأكثر الحالات هي نشر مشاكل العائلة والدخول في مناكفات علنية وإظهار مشاكل العائلة على الموقع، ما يفاقم المشكلات.
وأضاف "الفرد أولا ثم المجتمع يتحملون المسؤولية، ويجب أن تستخدم مواقع التواصل بشكل صحيح، لتفادي استغلال البعض في فتح علاقات، أو السيطرة على صور فتيات وزوجات ودبلجتها وإرسالها بأسماء مستعارة للأزواج؛ بهدف خلق مشاكل أسرية".
ويتضح من خلال البحث عن نسب حالات الطلاق والمشاكل بالمحاكم التي سُجلت بسبب مواقع التواصل، أنها لا تُسجل من جانب الأزواج على أنها حالات خيانة أو "بسبب فيسبوك ومواقع التواصل"، إنما تحت بند خلافات زوجية وغيرها، إلّا نسبة قليلة ممن تفاقمت قضاياهم يسجلها الأزواج كما هي.
ولأن أكثر الأمور حساسية تتعلق بالمرأة في مجتمعنا المحافظ، توجّه معدّ التحقيق إلى المختارة رضا حسونة (أم ماجد) المصلحة الاجتماعية بجمعية المستقبل لرعاية ضحايا العنف، والتي كانت شاهدة على قضايا طلاق وخلافات زوجية وأسرية معقدة، سببتها مواقع التواصل.
ومن واقع مشاكل وقعت فيها نساء وفتيات، بسبب استخدام مواقع التواصل، عالجت المختارة حسونة بعضها، قالت إنّ الإفراط في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أثّر سلبياً وبشكل مدمّر على العلاقات الأسرية، فخلق مشاكل بين الأزواج وضياع للأبناء، واستخدام غير أخلاقي لتلك المواقع.
مشكلات متفاقمة وحالات موجودة
المختارة حسونة أكّدت أنها في أواخر عام 2015، تلقت أكثر من ثمانية قضايا متعلقة بخلافات زوجية على إثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، منها ما انتهى إلى الطلاق وتدمير علاقات بعض العائلات، مضيفة أنّه لا يمكن حصر تلك القضايا، بسبب خصوصيتها وموقف الأزواج الحساس منها.
أخصائية نفسية: الفتيات يقعن في فخّ مواقع التواصل أكثر من الشبان
واتفقت الأخصائية النفسية رائدة وشاح مع سابقتها، بأن مشكلة الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل واستغلالها لإقامة علاقات، تتزايد ولا تتراجع في ظلّ التطوّر المشهود، والفراغ الذي يعيشه الناس. وقالت إن الأمر الأخطر الذي يجب الوقوف عليه هو تطوّر العلاقات من مواقع التواصل الاجتماعي لتنتقل إلى الواقع الملموس ما يمثل خطراً حقيقياً يوجب تسليط الضوء عليه.
وقالت وشاح إن التكنولوجيا التي يمتلكها الصغار والكبار مؤثرة على الجميع؛ لأن الخصوصية انتُقصت، وأيّ شخص بإمكانه انتحال شخصيات عبر مواقع التواصل والتواصل مع الأفراد بشخصيات وهمية، مضيفة أن علاقات الأسرة تأثرت بانشغال الأزواج عبر مواقع التواصل واستخدامها بشكل خاطئ.
ليست النساء فقط المُدانات
وعلى ذات الموقع الشهير "فيسبوك" كشفت الزوجة (ع) محادثات "غير لائقة" بين زوجها "سائق سيارة أجرة" بامرأة أخرى بعدما تعرّف عليها صدفة على الموقع، وقد اشتاطت غضبا، لتهجره، تاركة خلفها ثلاثة أبناء مطالبة بالطلاق، وحتى نشر التحقيق لم تنته القضية بعد، فلا طلاق قد تمّ ولا عودة للعلاقة بينهما، فقد تفتت جذور الثقة بينهما، كما قالت.
في حالة أخرى، اطّلعنا على تفاصيلها، فتاة تعرفت على شاب عبر الفيسبوك وامتدت علاقتهما لدرجة إرسال صور خاصة بها بعدما أمّلها بأنه سيتزوجها، وبعد مماطلاته وعدم جهوزيته للتقدم لخطبتها، أصرّت عائلة الفتاة على تزويجها من عريس مناسب تقدم لها، لكنّ الشاب هدّد "حبيبته" بأنه سينشر صورها ويرسلها إلى خطيبها.
حاولت الفتاة عبر مركز نسويّ بغزة، أن يقنعوا الشاب بترك الفتاة وحذف الصور، إلّا أنه رفض وأرسل الصور لخطيبها، ليسبب انفصال الفتاة عن خطيبها وتعرضها للتعنيف من عائلتها، فيما تحوّلت القضية إلى خلاف بين عائلتين.
وهنا يؤكّد حسن الجوجو رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، أنه لا مبرر لأحد أن يُقدم على مثل هذه الأفعال إن لم يكن قادراً على الزواج، مستشهدا بالحديث الشريف "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
سبب الخلافات!
وبالعودة للأخصائية النفسية وشاح، للتعرف على أسباب الخلاف الزوجي والأسريّ الناجم عن استخدام مواقع التواصل، قالت إن الفتيات يقعن في فخ الاستخدام الخاطئ للمواقع أكثر من الشباب، كونهن يجلسن في المنازل لمدة أطول، فتعتبر الفيسبوك وغيره طريقة تواصل مع العالم.
وأضافت "الجهل في استخدام مواقع التواصل والتعامل مع الخصوصية وإجراءات الأمان، زاد من المشاكل الزوجية، فسُجلت قضايا خلاف زوجي لمجرد قبول الزوجة لصداقة رجل مجهول عبر فيسبوك"، وهي قضية حدثت مع فتاة متزوجة حديثا وعادت لبيت أهلها قرابة الشهر، قبل أن يتدخل الأهل والمصلحون متفقين على منعها من استخدام أيّ هاتف محمول أو مواقع التواصل كنوع من العقاب.
أزواج وزوجات: مواقع التواصل دمّرت الترابط الأسري وأدّت للانفصال
وبتأكيد من جميع الجهات السابقة، نقف على حقيقة أنّ أعمار الأفراد الذين يقعون في خلافات زوجية، بسبب استخدامات خاطئة لمواقع التواصل الاجتماعي، وإقامة علاقات غير مرغوبة لدى كلا الزوجين، هي من (30 - 45 عاما)، ونسبة أقلّ بين الشبان والفتيات.
وحقيقة أن مجرد الانشغال بالهواتف الذكية وفيسبوك وغيره، حتى إن كان الشخص لا يتحدث مع أحد عبرها، وهو مُطالع فقط، فهو بذلك يُهمل أسرته، ويفتت الروابط فيما بينه وزوجه.
ومما لا يمكن اغفاله أن نساء في غزة يواجهن تحديات في التعامل مع أزواجهن حال اكتشاف علاقات لأزواجهن قد تعدها بعضهم "خيانة"، فلا تستطيع الزوجة أن تكشف الأمر بإبلاغ مؤسسات معنية أو عائلتهن؛ خوفاً من تعصب الزوج واتخاذ إجراءات حاسمة، فتكتفي الغالبية بالصمت وكتمان الأمر، مع تنافر علاقتهن بأزواجهن، وهذا يؤكده حالة الزوجة (م.م) السابق ذكرها في التحقيق.
ضمير حي
"الرسالة" استعرضت مع الشيخ الجوجو والاختصاصية النفسية وشاح توصيات يجدر بالأفراد والأسرة والمجتمع الفلسطيني أن يهتم بها، لتفادي الوقوع في مشكلات زوجية قد تصل حال الطلاق والخلاف الزوجي العقيم.
"على الفرد أن يستشعر الرقابة الإلهية ويكون لديه ضمير حيّ، فيفكر في عواقب الأمور؛ لأن ذلك سيردعه"، يقول الجوجو، متسائلاً: "لماذا نقدم على البديل الحرام مع وجود الأصل الحلال وهو الزواج؟"، مضيفا أن القضايا المتعلقة باستخدام الأزواج والزوجات لمواقع التواصل مصيرية وفتاكة، والانسان العاقل يفكر في العواقب فلا يُفضّل لذة عابرة على حساب تدمير حياته".
وقال فيما يتعلق بالتعامل مع المشكلات الأسرية التي يسببها استخدام مواقع التواصل: إن الأمور تقاس بقدرها، فإذا كانت القضية بسيطة يمكن أن يغفر الزوج والزوجة فــ"لا تنسوا الفضل بينكم"، واجعلوا الأمر وراء ظهوركم وواصلوا حياة زوجية مبنية على الأمل والتناصح".
وأضاف: "لو كانت القضية صعبة (كالتعري وممارسة علاقات غير شرعية) قد يلجأ الزوج أو الزوجة للطلاق حينها"، مطالبا كل مكونات المجتمع خاصة الأسرة بتسهيل أمور الزواج لأن تعقيدها يتحمل مسؤوليته الجميع.
أما الأخصائية النفسية وشاح، التي تعاملت مع كثير من الحالات منها ما عولجت ومنها ما انتهت بالطلاق وتدمير العلاقات الأسرية، فأكّدت أن على الجميع تقنين استخدام مواقع التواصل، فلا تنتقل كل تفاصيل الحياة عليها، وعلى الزوج والزوجة والأبناء الاجتماع بعيدا عن استخدام الهواتف الحديثة ومواقع التواصل، معقبة "تواصلوا فيس تو فيس (وجها لوجه)، بدلاً من الفيس".
القضية التي طرحها التحقيق تدق ناقوس الخطر في المجتمع الفلسطيني خاصة المحاصرين في قطاع غزة، لتكون الحالات التي استعرضها وهي جزء من قضايا أكثر لم تُعرض، بمثابة تنبيه للأسر الفلسطينية وللأزواج، بالانتباه لخطر مواقع التواصل الاجتماعي إذا ما استُخدمت بشكل كبير وخاطئ.