لا ينفك الشعب التركي وقيادته يدق جدران خزان الصمت تجاه الحصار المفروض على قطاع غزة، في وقت توشك فيها المفاوضات التركية - الإسرائيلية الاقتراب من النهاية والتوصل إلى اتفاق ينهي الخصومة بينهما، تزامنًا مع الذكرى السادسة للعدوان الإسرائيلي على سفينة مرمرة.
ومع حلول الذكرى، يشدد الشعب التركي الذي طاف عدة شوارع رئيسية داخل البلاد، على ضرورة رفع كامل للحصار عن غزة، وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني كاملة، وعدم الاكتفاء بإجراءات تخفيف الحصار عن القطاع.
وقد تسبب الهجوم الإسرائيلي على سفينة مرمرة وقتله لـتسعة متضامنين أتراك، بقطيعة سياسية بين أنقرة والاحتلال، قبل دخولهما في مباحثات منذ ثلاثة أعوام في سويسرا، رست آخر محطاتها قبل أشهر في باريس، وسط تأكيد تركي بقرب توقيع الاتفاق نهاية الشهر المقبل.
فارول: قريبًا ستستأنف جولات جديدة من المباحثات بعد توقفها لفترة
ويؤكد مسؤولون أتراك، أن الاتفاق ينص على فتح ممر مائي بين قبرص التركية وغزة، يسمح فيه الاحتلال بإدخال كافة ما يلزم لغزة من مستلزمات وأدوات.
وقد تجمدت المباحثات خلال الشهر الماضي، بسبب التغير الحكومي في تركيا، عقب استقالة حكومة الدكتور احمد داوود اوغلو، بحسب ما قاله القيادي في حزب العدالة والتنمية أحمد فارول.
وقال فارول لـ"الرسالة نت": إنّ المباحثات توقفت بسبب فترة المرحلة الانتقالية، مرجحًا أن تنطلق مرحلة جديدة من المباحثات خلال الأيام القليلة القادمة.
وأوضح أن الطرفين توصلا إلى نقاط متقدمة في قضية المباحثات حول الممر المائي ووصول سفينة كهرباء عائمة، إضافة إلى قضية تتعلق بـإمداد غزة بمحطات تحلية ومشاريع تنموية وإغاثية أخرى. وشدد على مطلب تركيا بتحقيق شروطها القاضية برفع الحصار وتعويض عوائل الشهداء الـتسعة، الذين أكدوا أنهم سيتبرعون بهذه الأموال للشعب الفلسطيني في غزة، بحسب قوله.
وأضاف لن يتحقق أي اتفاق لا يلبي رغبة الفلسطينيين في غزة، والعمل على فتح ممر آخر بديل عن معبر رفح المغلق في وجه الفلسطينيين.
وحول الدعاوي التي رفعتها منظمة الـihh ضد الاحتلال، فأكدّ أن الأهمية تكمن في رفع الحصار عن غزة وتحقيق مطالب الشهداء الرامية لإنهاء الحصار كاملاً.
وجدد تأكيده على تمسك تركيا برفع الحصار بشكل كامل عن غزة، وضمان وصول الاحتياجات لسكان القطاع المحاصر، كي تعود العلاقة مجددًا مع (إسرائيل). وشدد فارول على أن تركيا ستواصل دورها الفاعل سواء من خلال الدعوة إلى تعاون دولي أو تعاون مع دول إقليمية، بغرض رفع الحصار عن غزة كلياً.
بدوره، قال المتحدث الإعلامي باسم هيئة الإغاثة الإنسانية التركية "IHH" عمر غول، إن أنشطة كسر الحصار عن قطاع غزة متواصلة، "وما زلنا مستمرين بملاحقة الاحتلال في المحاكم الدولية على إثر قضية الهجوم على سفينة مرمرة".
وأوضح غول لـ"الرسالة نت"، أنّ الهيئة تتابع عن كثب المحادثات الجارية بين تركيا وإسرائيل بشأن فك الحصار عن غزة.
غول: نتابع إرسال سفينة كهرباء لغزة
وأضاف أنّ الهيئة تتابع إرسال سفينة توليد الكهرباء إلى القطاع وإدخال المساعدات الإغاثية وفتح ميناء غزة البحري، موضحًا أنّ "إسرائيل تعرقل وصول السفينة، ولا ترغب باستلامها"، وفق قوله.
ولفت غول إلى أنّ الهيئة أرسلت طلبًا إلى الحكومة التركية والأمم المتحدة بشأن فتح مطارٍ يربط غزة بالعالم الخارجي، "ولكن إسرائيل تراوغ في ذلك". وأشار إلى أن "إسرائيل" سمحت بإدخال مواد البناء التركية إلى غزة، ولكنها عاودت للمماطلة والتأخير بتنفيذ وعودها، حيث قدمت الهيئة عددًا من المشاريع لكن منع الاحتلال دخول مواد البناء أوقف تنفيذها.
مشينش: الشعب التركي يضغط تجاه رفع كامل للحصار
من جانبه، رصد محمد مشينش رئيس الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين "فيدار"، المطالب الحقوقية والشعبية التركية تجاه المطالب التي تتعلق برفع الحصار.
وقال مشينش لـ"الرسالة نت"، من أنقرة، إنّ الشعب التركي طالب قيادته برفع الحصار كاملاً عن غزة، وعدم إعادة العلاقات إلا بخطوات عملية تنهي الحصار المفروض.
وأكد وجود التحام بين القيادة التركية وشعبها حول دعم الفريق المفاوض بضرورة تحقيق ما يريده الفلسطينيون.