قال مراسل الجزيرة من واشنطن إن عائلة أسطورة الملاكمة العالمية محمد علي كلاي طلبت من وسائل الإعلام أن تحترم خصوصيتها وتبتعد عنها وهي تعيش ظرفا عصيبا بفقدانه.
وأضاف أن محمد علي توفي صباح اليوم عن 74 عاما بعد صراع طويل مع المرض، وأدخل يوم الخميس بشكل مفاجئ لمستشفى فينيكس في ولاية أريزونا بعد معاناة في الجهاز التنفسي، وذكر أن الأطباء رجحوا أن مرض الشلل الرعاشي (داء باركنسون) -الذي أصيب به عام 1984- هو السبب، وأنهم بدلوا مجهودا كبيرا لكنهم فشلوا وأسلم الروح لبارئها صباح اليوم.
وأوضح المراسل أن متحدثين من العائلة قالوا إنهم يفكرون في دفنه بمدينة لويفيل، كبرى مدن ولاية كنتاكي في الغرب الأوسط للولايات المتحدة الأميركية، لكنهم لم يحددوا متى سيوارون البطل الأسطورة الثرى.
وتوقع أن يكون تشييع محمد علي كلاي في جنازة مهيبة، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الجالية الإسلامية بالولايات المتحدة تعتبر نفسها من أكبر الخاسرين بوفاته لأنه قدم الإسلام بوجه مشرق ومشرف.
وحصل محمد علي كلاي على أول ألقابه العالمية عام 1964، وفاز خلال مسيرته بما إجماليه 56 مباراة منها 37 بالضربة القاضية، ولم يخسر في حياته سوى خمس مباريات. وتوج بلقب أفضل رياضي في القرن العشرين عام 1999.
وشهدت حياة صاحب أسرع وأثقل لكمة -عادلت قوتها نصف طن- تحولات رئيسية جعلت منه حديث الأجيال المتعاقبة ومحل اهتمامها على مدى خمسين عاما، وأهم تلك التحولات رفضه المشاركة في الحرب في فيتنام حيث تحوّل من بطل العالم الشهير إلى المجرم الذي حكم عليه بالسجن وتم حرمانه من ألقابه، لكن تمت تبرئته لاحقا وعاد للحلبة ليواصل حصد الأرقام القياسية.
وشكل إسلام محمد علي كلاي أهم تحوّل في حياته على الإطلاق بدعوة من صديقه مالكوم إكس أشهر الدعاة المسلمين الأميركيين، ورفض تكريمه بوضع اسمه على الأرض في شارع المشاهير في هوليود مثل الباقيين، واشترط أن يوضع الاسم على الجدار احتراما لاسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فكان الاسم الوحيد على الجدار.
أصيب بمرض الشلل الرعاشي عام 1984 بعد اعتزاله الملاكمة بنحو ثلاث سنوات، لكنه لم يفقد بريقه بين جماهيره من الأجيال المتعاقبة وشارك في الأعمال الإنسانية، وحصل على ميدالية الحرية تكريما له على ما قدمه من مساعدات إنسانية خيرية، كما حصل على جائزة القيادة العالمية من جمعية تدعم نشاط الأمم المتحدة لدوره القيادي في دعم القضايا الإنسانية.