تتوازى مع خطط السعودية الواسعة لإصلاح اقتصادها في السنوات المقبلة مقترحات لإحداث تحول اجتماعي يتسع نطاقه ليشمل وسائل التصدي للعنف الأسري، وزيادة المساحات الخضراء في المدن، وخفض الوفيات في حوادث الطرق.
وبينما جذبت إصلاحات "رؤية السعودية 2030" الرامية إلى خفض اعتماد الرياض على عائدات النفط وتعزيز دور القطاع الخاص معظم الانتباه؛ فإن بعض أهم التغيرات المرتقبة في السعودية ستكون في المجتمع.
وقال عادل الطريفي، وزير الثقافة والإعلام في السعودية، للصحفيين: "رؤية 2030 أو البرامج الأخرى تستهدف إحداث تحول ليس فقط في الاقتصاد؛ إنها تستهدف أيضاً إحداث تحول في المجتمع، وتلبية احتياجات الجيل الأصغر، وما يتطلعون إليه من طموحات".
إصلاحات صارمة
ويرى المحللون السياسيون والاجتماعيون في السعودية على نطاق واسع أن إصلاح التعليم هو أهم مجال لإحداث التغيير، لكنه أيضاً المجال الأصعب.
وقال خالد المعينة، رئيس التحرير السابق لصحيفتي عرب نيوز، وسعودي جازيت: "في حين أن الخطط تبدو جيدة أخشى ألا يكون الجهاز البيروقراطي عند المستوى، لا بد أن تكون هناك إرادة سياسية حقيقية لدفع هذا الأمر إلى الأمام".
وتهدف الخطة الجديدة للوصول بأعداد الأطفال المقيدين في التعليم من سن ثلاث إلى ست سنوات إلى أكثر من الضعف، بتكلفة 2.5 مليار ريال، وكذلك تقديم فرص تدريب جديدة لأعداد ضخمة من المدرسين، بتكلفة تبلغ ملياري ريال.
والمستهدف هو تحسين متوسط درجات مادتي الرياضيات والعلوم للطلاب بنحو 15% خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتهدف الخطة أيضاً إلى زيادة عدد السعوديين الذين يمارسون الرياضة أسبوعياً من 13% إلى 20%.
ومراكز الرياضة للنساء مرخصة باعتبارها مراكز صحية، وهو ما يجعلها أغلى بصورة كبيرة، وتتطلب إحدى المبادرات في الخطة الجديدة إنفاق 10 ملايين ريال لتحسين إجراءات ترخيص المراكز الرياضية للنساء.
وتهدف خطط الإصلاح إلى إنفاق 9 ملايين ريال على خدمات لضحايا العنف الأسري، و19 مليون ريال أخرى لتحسين الوعي بالقضية.
وتحدد الخطة أهدافاً، تتمثل في زيادة عدد وحدات حماية ضحايا العنف الأسري من 58 إلى 200 وحدة، وحل ثلاثة أرباع مشاكل العنف الأسري خلال ثلاثة أشهر من تلقي البلاغات بها.
المساحات الخضراء
تقدم الخطة للسعوديين مزيداً من الفرص لارتياد المساحات الخضراء التي أهملت غالباً في الاندفاع نحو توسيع المدن مع الزيادة الكبيرة في السكان بعد الخمسينات.
أحد الأهداف زيادة المساحات الخضراء في المناطق الحضرية بنسبة الربع، وتحقيق زيادة تصل إلى خمسة أمثال في مساحات الحدائق العامة، بتكلفة 417 مليون ريال؛ بهدف زيادة أعداد زائريها سنوياً بنسبة 60% إلى 5.6 ملايين زائر.
وتتضمن خطط "رؤية 2030" تشكيل هيئات للثقافة والترفيه، وهو ما يرى بعض السعوديين أنه تمهيد محتمل للسماح بإنشاء دور للسينما للمرة الأولى منذ السبعينات.
وفي النهاية فإن هذه الخطط يمكن أن ينتهي بها المطاف ببساطة إلى الإقرار بتحولات اجتماعية حدثت بالفعل في السعودية، التي يصعب على غير أهلها رصد ما يجري بها من تغيير؛ لأنه يحدث تدريجياً.
وقال الناشط السعودي، إبراهيم مقيطيب: "ما قيل عن التغيير الاجتماعي لا يصل حتى إلى 10% من التغييرات التي ستحدث بهدوء على الطريقة السعودية، الغرب الغبي يتوقع منا أن نفعل أشياء بتوقيته، الحكومة السعودية تفعل الأشياء بالتوقيت السعودي".
الخليج أونلاين