قائد الطوفان قائد الطوفان

مراقبون: عملية تل أبيب الأكثر ايلامًا منذ اندلاع الانتفاضة

من مكان العملية
من مكان العملية

الرسالة نت- محمود هنية

ساعات قليلة فصلت بين احتفال النخب الأمنية والسياسية الإسرائيلية بوهم "توقف الانتفاضة"، وبين الضربة القاسمة التي تلقتها سلطات الاحتلال في قلب مدينة تل الربيع المحتلة، في عملية فدائية نفذها فلسطينيان من مدينة الخليل، في مقهى (بتل أبيب) مساء أمس الأربعاء، أقر الاحتلال فيها بمقتل أربعة جنود وإصابة 9 آخرين.

عملية تل الربيع المحتلة، وصفت بحسب مراقبين  بأنها الأعقد والأكثر صدمة لدى الكيان على كافة أصعده السياسية والأمنية والمحلية، وهي تعبير عن مرحلة جديدة في مسار الانتفاضة.

وقال المختص في الشأن "الإسرائيلي" علاء الريماوي، إن العملية الفدائية التي نفذت في تل الربيع المحتل أمس الأربعاء، تعد صفعة من "العيار الثقيل" للمنظومة الأمنية "الإسرائيلية" بكل المعايير والمقاييس.

وعزا الريماوي رأيه إلى أربعة أسباب مهمة، الأولى تتمثل في موقع مكان العملية، وهي إلى جانب وزارة الحرب "الإسرائيلية"، وهو يعد "اختراقًا أمنيًا كبيرًا لدولة الاحتلال خاصة ونحن نتحدث عن منفذين من الضفة المحتلة".

وأوضح أن السبب الثاني يتمثل في توقيت العملية التي جاءت بعد حديث "إسرائيلي" عن تراجع انتفاضة القدس وقدرة "إسرائيل" على المضي في مشاريعها خاصة في القدس بعد مسيرة الاعلام التهويدية التي عبثت بمشاعر الفلسطينيين.

وأشار الريماوي إلى أنّ العملية من حيث النتائج هي الأكبر والأكثر احكاما مما يفتح الحديث عن الجهة وطبيعة تخطيط العملية خاصة وأن الإعلام "الإسرائيلي" بدأ يتحدث عن قرب المنفذين من حركة حماس.

وشدد على أن العملية شكلت صفعة للائتلاف الحاكم في الكيان ومن شأنها تفتح المجال امام المعارضة لمهاجمة نتنياهو وليبرمان.

أمّا على صعيد ما سيقوم به الاحتلال من ردود فعل، فتوقع أن تبقى في إطارها الذي كان يقوم به سابقا، مستبعدًا في الوقت ذاته أن ينعكس الأمر على غزة وفتح مواجهة جديدة.

وقال: "إن التهديد باجتياح الضفة لم يعد مؤثرًا لأنها مستباحة ومجتاحة أساساً، وبالتالي فقد الإسرائيلي كل معايير التأثير الممكنة لضرب الضفة المحتلة وتطويعها".

ويؤكد  أن العملية ستعد الأكثر أثراً وستقرأ على أنها أحد العمليات التنظيمية، ما يعني أن الانتفاضة قد دخلت مرحلة جديدة خاصة على صعيد تنظيم العمليات، خاصة بعد إعلان الكيان العبري مرارًا عن كشفه لمجموعات وخلايا لفصائل فلسطينية حاولت تنفيذ عمليات فدائية من هذا النوع.

ونوه بأنه لا يمكن التنبؤ بما تحمله الانتفاضة من مفاجآت جديدة على صعيد مسارات المواجهة مع الاحتلال.

أمّا الخبير الأمني والعسكري أمين حطيط، فاعتبر تخطي الشابان لكافة الحواجز الممتدة من الخليل لتل أبيب دون كشفهما أو حتى الاشتباه بهما بـ "الضربة الأمنية والاستخباراتية تحطم ما تبقى من أسطورة الجيش الذي لا يقهر والدولة التي تُهزم".

وأوضح حطيط أن العملية متقنة تماماً ومخطط لها جيداً، وتنفيذها بهذا الاسلوب يشير الى أنهم قد قاموا بجولة استطلاع قبل التنفيذ سواء لمرة أو عدة مرات وهذا أيضا ضربة مضاعفة، بالاضافة لقدرتهم على اخفاء سلاحهم والذي إن كان بدائياً إلا أن حجمه ليس صغيراً، فضلاً عن مهاراتهم العالية في عدم لفت الانتباه إليهم.

خيارات مفتوحة

من جهته، قال محمود مرداوي المختص في الشأن السياسي، إن عملية تل أبيب دليل على استمرارية الانتفاضة ووصولها إلى الذروة، وإجابة شافية على فشل كل الإجراءات الأمنية وعجزها عن مواجهة الإرادة الفلسطينية في التصدي للاحتلال.

وأضاف أن العملية هي الأهم خلال الأشهر الستة الماضية من عمر انتفاضة القدس الثالثة، وقد شكلت صدمة موجعة للاحتلال.

وأشار مرداوي إلى أن تعرض ليبرمان للاختبار العملي الأول بعد توليه وزارة الحرب لم يكن سوى مسألة وقت، لكن ما لم يكن متوقعا ان يكون بهذه السرعه والقسوة، مبيناً أن مدينة الخليل تثبت أنها بالفعل أيقونة انتفاضة القدس وعليها تكسر الوهم الاسرائيلي بالأمن.

وأوضح أن الفلسطينيين سيبحثون عن طرق ووسائل أكثر إيلامًا لمعاقبة الاحتلال، ما يعني أن كل الخيارات ستكون مفتوحة في المواجهة مع الاحتلال.

ضربة مزدوجة

بدوره، أكدّ صالح النعامي المختص في الشأن الإسرائيلي، أن عملية تل ابيب جاءت كضربة مزدوجة للاحتلال والسلطة على حد سواء، فهي من ناحية نسفت رواية المستوى السياسي والعسكري داخل الكيان، حول قدرتهم على تقليص عمليات الدهس والطعن، و"أن التباهي بذلك كان سابقًا لأوانه".

وقال النعامي لـ"الرسالة نت": العملية جاءت ضربة للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس الذي تباهى بقدرته على وقف العمليات والحد منها بسبب التنسيق الأمني".

وأضاف أن "العملية أعادت الحياة للمقاومة الفلسطينية، وتسببت بخلط الأوراق بشكل كبير داخل الكيان".

ويجمع المراقبون على أن عملية تل أبيب تمثل تدشين لمرحلة جديدة على صعيد استمرار الانتفاضة، وتنذر بإمكانية دخول أشكال وأساليب جديدة في مسارها.

البث المباشر