لم ينتظر الاحتلال طويلا بعد رسائل القسام الثلاث بخصوص جنوده المفقودين في قطاع غزة في العدوان الاخير 2014 حتى أعلن عن تغيير تصنيفهم من قتلى إلى قتلى مفقودين وأسرى لدى حماس، والحديث هنا يدور عن الجنديين (هدار غولدين، وأورون شاؤول) اما الجنديين الاخرين مغنيستو والسيد فهما ليسا بحاجة إلى تغيير تصنيفيهما لأن وضعهما معلوم لدى الاحتلال والرأي العام في الكيان الصهيوني.
هذا التغيير لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة ضغط من عوائل الجنود على رئيس الوزراء الصهيوني (بنيامين نتنياهو) والذي حتى اللحظة يجهل وضعهما الحقيقي هل هما بالفعل قتيلان ولكن جثتيهما لدى كتائب القسام أو أنهما أحياء؟ ، لأن هذا التصنيف الحقيقي لا يعلمه إلا الله ثم كتائب القسام .
ضغط عوائل الجنود جاء في اعقاب الرسائل الثلاث التي بثتها كتائب القسام في الفترة الماضية كان من ضمن الاهداف المرجوة من هذه الرسائل هو العمل على تحريك مشاعر هذه العوائل، وكذلك تحريك الرأي العام المساند والمؤيد لهذه العوائل والمطالبة من نتنياهو العمل على الكشف عن مصيرهما والذي أول ما بدأ بتغيير تصنيفهما كما حدث مؤخرا.
والسؤال هنا هل سينتهي الامر إلى هنا وسيبقى نتنياهو مغفلا لهذا الموضوع؟، أو أنه سيتحرك في اتجاه البحث عن وسيط يمكنه من خلاله الحصول على معلومات حول مصيرهما ثم البدء بمرحلة تفاوض جديدة مع حماس وكتائب القسام لإنجاز صفقة تبادل جديدة على غرار صفقة وفاء الأحرار التي جرت بعد أسر الجندي (جلعاد شاليط) ، وكتائب القسام أكدت أن الصفقة القادمة بعد صفقة وفاء الأحرار ستكون مختلفة عن الصفقة الأولى ، وهي تؤكد ذلك لأنها تعلم ما لديها من جنود أسرى و ما لديها من جثث لجنود قتلوا خلال العدوان الأخير لم تفصح بعد عن عددهم والاحتلال لم يتحدث عن هذه الجثث أو عددها ممن تركهم خلفه عقب انسحابه من قطاع غزة بعد عدوان استمر واحدا وخمسين يوما.
نحتاج اليوم من كتائب القسام إلى رسالة جديدة تحمل مضمونا جديدا، هذه الرسالة ليست لنتنياهو أو ليبرمان ، لا بل إلى المجتمع الصهيوني وعلى رأسه عوائل الجنود الأسرى سواء المعلن عنهم أو الجثث الموجودة لدى القسام والتي لم يتناولها أي مسئول صهيوني لا من قريب و لا من بعيد من أجل أن تتحرك فئة جديدة من هذا المجتمع لتوسيع دائرة الضغط على نتنياهو كي يتحرك بشكل اسرع مما هو عليه لأننا بتنا أكثر شوقا لرؤية أبنائنا بين أحضاننا وأن ندخل الفرحة على قلوب أسرانا وشعبنا الفلسطيني ونبعث الأمل والنور من جديد كي نبدد هذا الظلمة الحالكة ونفجر حالة الاحباط قبل أن تجد لها مكانا وتستقر.
نحن على ثقة بأن كتائب القسام لم تغفل الأمر وهي تفكر فيه ليل نهار من أجل الوفاء الذي قطعته على نفسها أمام الله على تحرر الأسرى من سجون الاحتلال، وإن تمكنت من تبيض السجون وإخراج كافة الأسرى منها، فعلتها سابقا وستفعلها لاحقا بإذن الله ، وكما يقولون وعد الحر دين عليه ، ونحن أمام أحرار أوفياء سيكونون عند حسن ظن إخوانهم الأسرى وأبناء شعبهم ، إنما النصر صبر ساعة، فلا تستعجلوا أمركم الفرج قريب بإذن الله فقضيتكم في أيدي أمينة اسمها كتائب القسام.