قائد الطوفان قائد الطوفان

"الكارلو" يطعن (إسرائيل) في قلبها ويحرج "طخيخة الجنازات"

غزة-محمود فودة

التفت مئات المتابعين لعملية (تل أبيب) التي هزت (إسرائيل) قبل عدة أيام، وأسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين وإصابة آخرين، للسلاح المستخدم من قبل المنفذين والذي كان عبارة عن "كارلو" المصنع محليا، وذي القدرات البسيطة في القوة النارية.

النسخة الفلسطينية من "الكارلو غوستاف" السويدي، والذي يظهر للوهلة الأولى وكأنه "خردة"، إلا أنه أوجع (إسرائيل) أكثر من آلاف قطع السلاح المتطورة التي يمتلكها عناصر أمن السلطة الفلسطينية وناشطو حركة فتح أو ما يسمونهم في الشارع الفلسطيني بـ"طخيخة الجنازات" الذين يفرغون مخازن أسلحتهم في الهواء خلال الحفلات وجنازات الشهداء.

وعلى مدار سنوات الصراع مع العدو الإسرائيلي، لجأ الفلسطينيون إلى صناعة السلاح من العدم، وهذا ما كان أيضاً مع الكارلو، الذي يصنع في مخارط محلية منذ سنوات الانتفاضة الأولى، وكان عددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

واشتهر باستخدام هذا السلاح القائد في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الشهيد عماد عقل، حيث نفذ عددا من العمليات ضد قوات الاحتلال باستخدام الكارلو، وقتل العشرات من الجنود والمستوطنين في الضفة وغزة، وفق ما وثقته الكتائب.

ومنذ ذلك الحين، يحاول الاحتلال الاسرائيلي إيقاف تصنيع هذا السلاح، الذي عاودت الخلايا العسكرية تصنيعه بعد عملية السور الواقي في الضفة عام 2002؛ بعد أن صادر الاحتلال مئات القطع من السلاح، وكذلك جهود أمن السلطة في جمعه من المقاومين طيلة السنوات الماضية.

ورغم إعلان الاحتلال بشكل شبه يومي عن العثور على أسلحة بدائية المقصود بها الكارلو، ومصادرة مخارط يزعم أنها تستخدم في تصنيعه، إلا أن صلية واحدة منه كانت كفيلة بتحويل قلب (إسرائيل) إلى بحر من الخوف والفزع بعد أن فارت دماء 20 إسرائيلياً بين قتيل ومصاب في عملية نفذها شابان فلسطينيان الأربعاء الماضي.

وعن ذلك يقول الكاتب الإسرائيلي غودا آري غروس في مقالٍ صحفي له نشر مؤخرًا: إن "الكارلو الفلسطيني كفيل بإحداث الفوضى والموت ومن شبه المستحيل منع تصنيعه على يد الفلسطينيين، كل ما تحتاجه لصنع كارلو هو ثاقبة ضغطية وأدوات لحام ومخطط من الإنترنت لصنع كارلو فتاك، وهذه تشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن الإسرائيليين".

وتابع: "إن مهمة الجيش في البحث عن معدات لتصنيع الكارلو بالغة الصعوبة؛ فتشابه معدات الحدادة التي تنتج عددًا هائلاً من اللوازم المعدنية المنزلية تُربك عناصر الجيش الذين قد يُداهمون أي ورشةً للحدادة وعجزهم عن إثبات أن هذا الشيء له علاقة بتصنيع الكارلو".

وبحسب ضابط إسرائيلي تحدث لإذاعة الاحتلال فإن أسعار الأسلحة الآلية في المناطق الفلسطينية هي الأعلى عالميًا، "بفضل الجهود المشتركة مع أمن السلطة الفلسطينية لمصادرة السلاح والذي أدى إلى انخفاض نسبة السلاح، مما دفع الفلسطينيين إلى اللجوء إلى استخدام السكاكين لكنهم عادوا إلى تصنيع الكارلو مجدداً".

سلاح مرغوب

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين: "إن سلاح الكارلو يعتبر مرغوباً جداً لمنفذي العمليات خلال انتفاضة القدس؛ لصغر حجمه، مما يسهل إخفاءه خلال التنقل، وكذلك ثمنه الرخيص".

وأوضح أن الحملات الأمنية التي يشنها الاحتلال لملاحقة ورشات صناعة الكارلو، تزايدت خلال الشهور الماضية، مشيرا إلى أنها البندقية الأكثر استخدامًا في الانتفاضة، رغم أنها أقل فتكًا وفعالية من الكلاشنكوف والأم 16 لكن المقاومين يلجأون لها كونها الأكثر انتشارًا في الضفة.

وأكد أن استخدام هذا السلاح في عملية (تل أبيب) الأخيرة يمثل ضربة قوية لكل جهود أجهزة أمن الاحتلال والسلطة لوقف المقاومة والانتفاضة خلال الفترة الأخيرة.

ويقابل سعي الفلسطيني لامتلاك السلاح مهما كان نوعه وكفاءته؛ لتنفيذ عمليات نوعية ودقيقة ضد أهداف الاحتلال، القبضة الأمنية التي تجمع (إسرائيل) والسلطة في خندق واحد ضد كل من ينادي بالمقاومة، مما يقيض الجهود الرامية إلى تصعيد الانتفاضة.

البث المباشر