واصلت القوات العراقية لليوم الثاني على التوالي عمليتها العسكرية شمال بغداد في إطار إعدادها للهجوم على الموصل مركز محافظة نينوى شمال العراق، في وقت قتل فيه عشرات الجنود في مواجهات مع تنظيم الدولة الإسلامية بالفلوجة والرمادي بمحافظة الأنبار غرب بغداد.
وقال مسؤولون أمنيون إن القوات العراقية طهرت قريتين وتقدمت نحو 20 كيلومترا على طول طريق صحراوي غربي بيجي في أول تقدم بعد المدينة منذ استعادتها في أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إن الهجوم يمثل بداية عمليات لطرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من القيارة الواقعة شمال بيجي حيث يمكن استخدام المطار الموجود بالمنطقة نقطة تجمع للقوات لشن هجوم على مدينة الموصل التي تبعد 60 كلم شمال القيارة.
وحاول مسلحو تنظيم الدولة إبطاء تقدم القوات العراقية إلى شمال بيجي بهجمات بقذائف الهاون. ودمرت ضربات جوية سيارات ملغومة ومخابئ وقتلت عناصر من التنظيم قبل أن يبلغوا أهدافهم رغم صعوبة استهدافهم بسبب الجو المحمل بسحب الغبار.
وفي محافظة الأنبار قالت مصادر أمنية بمدينة الفلوجة (نحو 50 كلم غرب بغداد) إن أكثر من عشرين من أفراد القوات العراقية قتلوا خلال مواجهات عنيفة في محيط مستشفى الفلوجة مع تنظيم الدولة.
وأضافت المصادر أن مقاتلي التنظيم شنوا هجوما واسعا على القوات العراقية المتمركزة هناك وفجروا أربع سيارات ملغمة، وأعقبت التفجيرات اشتباكات ما زالت مستمرة.
وأشارت المصادر إلى أن التنظيم يستقدم مزيدا من مقاتليه من حي الضباط المجاور للمستشفى.
كما أفادت مصادر عسكرية بمقتل ثلاثين جنديا عراقيا في مواجهات مع تنظيم الدولة شمال غرب الرمادي.
وذكرت المصادر أن تنظيم الدولة تمكن من نصب كمين لقوة مؤلفة من مئة مقاتل تابعة للفوج الثاني من لواء المغاوير التابع لقيادة عمليات الأنبار في منطقة الزنكورة.
وتعليقا على مجريات المعارك في الفلوجة والرمادي، قال الصحفي العراقي حسين الدليمي في بغداد إن المبادرة في الفلوجة انقلبت لصالح تنظيم الدولة حيث أخذ يتوغل في الأحياء الجنوبية للمدينة التي أعلن الجيش العراقي أمس دخولها والسيطرة عليها.
وأضاف أن تنظيم الدولة على ما يبدو تمكن من خداع القوات العراقية واستدراجها إلى داخل الفلوجة ليوقعها في كمائن كبيرة ويخوض معها حرب شوارع يُحيَّد فيها سلاح الجو والمدفعية والصواريخ.
أما في الرمادي، فقد أفاد الدليمي أن المقاطع الشمالية في المدينة صارت تحت سيطرة التنظيم، في حين أصبح الجيش العراقي محاصرا وهو ما سهل أن يكون تحت مرمى نيران التنظيم ليوقع خسائر كبيرة في صفوفه.