قال الأب مانويل مسلم رئيس دائرة العالم المسيحي في منظمة التحرير، إن هناك محاولة اقليمية ومحلية لزج الفلسطينيين في أتون صراعات داخلية مجددًا، خاصة في ظل تلاعب القيادة الفلسطينية في الشعب الفلسطيني.
وانتقد مسلم في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، أداء قيادة السلطة تجاه ملف المصالحة، مؤكدًا عبثية المسار الذي تسير فيه من خلال المفاوضات مع الاحتلال.
وأوضح أن السبب الأساسي في فشل المصالحة الفلسطينية، يتمثل في اختلاف البرامج السياسية بين الطرفين، مشددًا على ضرورة الاتفاق على برنامج سياسي يحفظ كرامة الشعب الفلسطيني ويحميه، خاصة بعد ثبوت فشل برنامج التسوية.
واتهم الأب مسلم قيادة السلطة بالتلاعب بالشعب الفلسطيني، من خلال القبول بمشاريع دولية هادفة لتصفية القضية الفلسطينية، عبر ما يطرح من مبادرات تشطب حق العودة والقدس من حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف "السلطة تبحث عن دولة بدون القدس وحق العودة"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن فشل التوصل في تشكيل حكومة وحدة وطنية " قد يكون امرًا مفيدًا للفلسطينيين كي لا تتورط هذه الحكومة بالتوقيع على اتفاقات تعيد بقضيتنا إلى الوراء مثل القبول بمبادرات أوروبية أو حتى الكونفدرالية مع الأردن"، على حد تعبيره.
وجدد تأكيده على رفض الشعب الفلسطيني بكل اطيافه لهذه المبادرات التصفوية، "فهو لا يريد الا المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب فقط وليس أي مبادرة اخرى تشطب حقوقه"، وفق قوله.
وعن ملفات المصالحة، فأكدّ أن قضية الموظفين قضية انسانية خالصة، واصفاً إياهم بـ "الثوار القابضين على جمر الوطن".
وقال الأب مسلم " إن هؤلاء الموظفين هم نواة الثورة الحقيقية"، مشيرا إلى وجود محاولات من البعض لإقحام القطاع في حرب أهلية من خلال الضغط على الموظفين وحرمانهم من الوظيفة.
وأكد ّ أن السلطة تتذرع بعدم قدرتها على دفع رواتبهم، في الوقت الذي لا يعرف احدًا أين تذهب اموالها .
وأضاف الأب مسلم إن وضع السلطة الحالي "ضعيف"، والملايين التي تأتي لها لا أحد يعلم اين تذهب " فهم محترفين في تضييع الأموال".
ورأى أن مجمل ما يجري في المنطقة يهدف الى نزع ارادة المقاتل الفلسطيني في قطاع غزة، وهي مسألة لا يمكن أن تتم إطلاقاً، "وقد هدد قيادات بالسلطة من قبل أن يفعلوا ذلك، ولكن حذرتهم من أن غزة ستهزم كل من يحاول الهجوم عليها"، وفق قوله.
وجدد دعوته لحركة حماس بضرورة فتح الافاق في العلاقات السياسية مع الغرب، واقناعهم بقوة "أن الشعب الفلسطيني ليس ارهابيًا"، وأن تقدم لغة مختلفة للعالم الغربي خاصة بعد فشل سفارات السلطة في توصيل رسالة الشعب الفلسطيني للغرب.
