قائمة الموقع

استقواء على "البسطات" بنابلس وعجز عن مواجهة "الزعران"

2016-06-30T14:00:30+03:00
أجهزة أمن السلطة (الأرشيف)
نابلس- الرسالة نت

تلاشى حلم الشاب العشريني عمرو فؤاد بجني رزقه واقفاً أمام بسطته تحت أشعة الشمس الحارقة بالقرب من ميدان الشهداء وسط مدينة نابلس، بعد أن منعت الأجهزة الأمنية تواجد البسطات في شوارع المدينة حتى ولو بشكل مؤقت في آخر أيام شهر رمضان المبارك.

يرفع يديه للسماء، ويقول: "ربنا وحده من يعلم بحالنا، اشتريت بضاعتي من ألعاب للأطفال واكسسوارات لأبيعها على البسطة التي أعتمد عليها في توفير مصروف العيد لعائلتي، إلا أن الشرطة والأجهزة الأمنية تمنعنا".

ويضيف عمرو: "وكأن البلد تعيش في أمن وسلام ورفاهية ولم يعد هناك مشكلة غير البسطات ليحاربونا في رزقنا، لقد نسوا "الزعران" الذين يملؤون الشوارع ويطلقون النار 24 ساعة في نابلس، دون أن يعترضهم أحد".

وكانت أجهزة السلطة قد انتشرت وسط مدينة نابلس ومنعت أصحاب البسطات من التواجد على جنبات الطريق قبل أيام، ما أدى لوقوع مناوشات بين الطرفين، سرعان ما اتسعت ووصلت لاشتباكات عنيفة أسفرت عن إصابة خمسة مواطنين بينهم عناصر من الأمن، وصفت جراح أحدهم بالخطيرة، بعد أن تعرض لطعنة بالصدر.

وعادة ما تنتشر البسطات في شوارع المدينة قبيل الأعياد، حيث يجد العشرات من العاطلين عن العمل فرصتهم للحصول على بعض المال لإعالة أسرهم وتوفير مستلزمات العيد.

كما يجد المتسوقون حاجاتهم عند باعة البسطات، بأسعار أقل في ظل لهيب ارتفاعها داخل المحال التجارية الكبيرة، حيث تكون ملاذ محدودي الدخل، الذي يقبلون على شراء البضائع التي تتناسب مع دخلهم وقدرتهم الشرائية.

وفي ظل محاربة البسطات، ورزق الفقراء، في تجسيد لمقولة "حكم القوي"، يقف المواطن النابلسي مستهجناً للوضع الأمني السائد بالمدينة، والذي تزداد سوداويته يوماً بعد يوم، حيث بات أزيز الرصاص يؤرق حياة المواطنين ويقض مضاجعهم ليل نهار، دون أن تنجح أجهزة السلطة في كبح جماح المنفلتين والمسلحين "الزعران".

وفتحت أحداث الليلة الماضية الباب أمام التساؤلات عن الوظيفة التي يقوم بها عناصر الأجهزة الأمنية المنتشرين في أسواق المدينة وشوارعها، في ظل عجزهم عن حفظ أمن المواطن، حتى وصل الأمر للتهكم عبر صفحات التواصل الاجتماعي بالقول: "على المواطنين ارتداء الستر الواقية من الرصاص والخوذة لدى تجولهم في شوارع المدينة".

وشهدت نابلس الليلة الماضية أكثر الليالي دموية، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحين من حركة فتح والأجهزة الأمنية، خلال محاولة الأخيرة فض نزاع بين أحد المسلحين وعنصر في جهاز الأمن الوقائي، أسفرت في بادئ الأمر عن إصابة زوجة الأخير بالرصاص.

وذكر شهود عيان لـ"الرسالة نت" أن قوة كبيرة من أجهزة السلطة وصلت في محاولة لتطويق الحادث، إلا أن تبادل إطلاق النار أسفر عن مقتل الضابط بجهاز المخابرات عنان الطبوق (31 عاماً) والضابط بالأمن الوطني عدي الصيفي (25 عاماً).

كما أصيب خلال الاشتباك الشاب محمد عطا الله كوسا (23 عاما) بجراح خطرة بالرأس، والشاب عمر عاشور وقد وصفت إصابته بالطفيفة.

بدورها، طالبت لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس، بتطبيق سيادة النظام والقانون وحماية أمن المواطن، وإنزال أقصى العقوبات لكل من يخرج عن القانون.

وطالبت في بيان وصل "الرسالة نت" نسخة عنه "القيادة السياسة أخذ القرار الوضح وصريح في جمع كل السلاح العبثي دون استثناء، وتشكيل لجنة وطنية وشعبية لحماية المواطن الفلسطيني من هؤلاء العابثين".

كما دعت اللجنة "لتعزيز الجبهة الداخلية والشعبية في وجه هؤلاء الخارجين عن القانون، ورفع الغطاء الوطني بشكل واضع وصريح عن هؤلاء المرتزقة والبلطجة من فصائل العمل الوطني، وترسيخ وتعزيز ثقافة الموطن الفلسطيني حول السلم الأهلي والمجتمعي".

اخبار ذات صلة