قائمة الموقع

"عاصمة المقاومة" تبقي الانتفاضة مشتعلة بعملياتها النوعية

2016-07-04T07:24:23+03:00
عملية طعن في الخليل (أرشيف)
الرسالة نت - لميس الهمص

منذ مطلع أكتوبر الماضي سجلت مدينة الخليل حضورا قويا بعملياتها النوعية التي تخطت حدود أراضيها حتى وصلت قلب الكيان "الإسرائيلي"، فبات الاحتلال يواجه معضلة مع عاصمة الانتفاضة والمقاومة التي لم تفلح معها وسائل القمع والحصار.

حالة الظلم والتقسيم التي عانى منها سكان المدينة، بالإضافة لجغرافيتها المعقدة، أسباب جعلتها في مقدمة المدن المنفذة للعمليات النوعية والتي شهدت تطورا في الأداء والتكتيك.

وتعد مدينة الخليل الأكثر قربا من المستوطنات الإسرائيلية التي تحيط بالمدينة وتقسمها إلى نصفين وهو ما قد يفسر أيضا كثرة العمليات للاحتكاك الدائم بين المواطنين والمستوطنين الذي تسببوا بحالة ضغط وغضب دائم لدى السكان.

الحالة الثورية في الخليل تعزّزها ممارسات المستوطنين والاحتلال وإغلاق الشوارع، حيث لم تتوقف المعاناة ولم يشعر السكان بالأمن والأمان طوال السنوات الماضية سواء في ظل الهدوء أو التصعيد بالمشهد الفلسطيني برمته.

ويقول محلل الشؤون العسكرية يوسف الشرقاوي إن الخليل أصبحت عاصمة المقاومة والانتفاضة لما تتمتع به من تماسك أسري وعشائري يسمح لمنفذي العمليات بالاختباء بأمان، بالإضافة لكثرة عدد السكان بها وسعة أراضيها، كما أنها تمتلك عشرات المنافذ لكل قرية موجودة بها.

وكان مقاومون قد نفذوا عملية إطلاق نار من سيارة مسرعة تجاه سيارة للمستوطنين على الشارع 60، قرب المستوطنة المقامة قرب بلدة السموع قضاء الخليل مساء الجمعة الماضية فيما سبقتها بيوم عملية في كريات أربع.

وشهدت المدينة العديد من عمليات إطلاق النار والقنص للمستوطنين، وهو ما سبب للاحتلال حالة من الارباك في ظل استمرار البحث عن المنفذين لأيام.

ونقل موقع واللا العبري، مساء السبت، إنه تم اعتقال مشتبه بهم لكنه لا يزال مبكرا الحديث عن اعتقال منفذي عملية مطلقي النار الاخيرة.

ويؤكد جغرافيون وعسكريون أن وعورة الضفة المحتلة عموما ومدينة الخليل خصوصا تمثل نقطة قوة بيد السكان وقد تمكنهم من الفرار دون العثور عليهم.

وتعد الخليل متباعدة الأطراف وتبلغ مساحتها أكثر من ثلاثة أضعاف قطاع غزة وهي ذات طبيعة جبلية وتضاريس معقدة، كما أن أبعادها المترامية وطبيعتها الصحراوية من ناحية الشرق والتي تخلو من العمران ودوريات الجيش تسهل التنقل والحركة والمناورة.

الخليل هي المنطقة الجبلية الاكبر في الضفة فهي عبارة عن منطقة جبال تمتد من شمال نابلس مرورا برام الله والبيرة والقدس وبيت لحم وصلولا للخليل، منوها إلى أنها ترتفع من 500 لـ 900 متر.

ويعتبر الشرقاوي أن نجاح المقاومين في تخطي الاحتلال والتغلب على التنسيق الأمني وتبعاته هو النجاح الأهم للمنفذين، مشيرا إلى أن المجموعات الفدائية أصبحت أكثر ذكاءً في تعلم الدروس من التجارب السابقة.

ويتوقع محلل الشأن العسكري أن تشهد الانتفاضة المزيد من العمليات النوعية والأكثر جرأة لأن الشبان سيلجأن لتقليد أقرانهم خاصة أذا ما رأوا أن شابا في السابعة عشر من عمره استطاع ان يقض مضاجع الاحتلال بعمليه داخل تل أبيب.

وبين أن عجرفة الاحتلال بالإضافة ممارسات السلطة في الحكم والتي تعتبر نفسها دولة رغم استمرار الاحتلال هي عوامل ستزيد من اشتعال الانتفاضة وزيادة العمليات بها.

وعزت صحف إسرائيلية استمرار الهجمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، بخاصة في جنوبها في منطقة الخليل، إلى جملة أسباب، منها الالتزام الديني وسيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس في المحافظة.

ونقل المراسل عن "عنات كورتس" الأكاديمية في جامعة "تل أبيب" والمتخصصة في الجماعات الإسلامية، قولها إن من أسباب تزايد هذه العمليات في هذه المنطقة من الضفة الغربية خاصة، هو أن سكان منطقة الخليل متدينون أكثر من سواهم من سكان الضفة الغربية، بل إن هناك ما وصفته "بتدين راديكالي" بنسب متزايدة.

وأضافت كورتس أن العديد من سكان منطقة الخليل ليس لديهم ما يخسرونه قياسا بسكان المدن الفلسطينية الأخرى في الضفة الغربية، فضلا عن زيادة مستويات الاحتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين والجيش الإسرائيلي، وهذه الأسباب توفر الأرضية المناسبة لتنفيذ الهجمات ضد الإسرائيليين.

أما "إيلي كرمان" الباحث في شؤون الهجمات المسلحة في المعهد الدولي للسياسات ضد "الإرهاب" بمركز هرتسيليا فقال إنه يجب النظر بصورة فاحصة إلى حجم تأثير حركة حماس في زيادة هذه العمليات، لأن منطقة الخليل بصورة شبه شاملة تخضع لتأثير مباشر وكامل من قبل الحركة.

وأضاف أنه في الخليل وما حولها من القرى والبلدات عشائر وعائلات كاملة تابعة لحماس، وفي حالة اعتقال أحد أفراد هذه العشيرة أو تلك تنتشر رغبات متزايدة في أوساط باقي الشبان والفتيان بالانتقام من الإسرائيليين.

اخبار ذات صلة