أكد الملك سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية عزم المملكة على الضرب "بيد من حديد" على كل من يستهدف عقول وتوجهات الشباب السعودي، مشددا على مواجهة مظاهر الغلو والتطرف، وأن المجتمع شريك للدولة في جهودها لمحاربة الفكر الضال.
وقال ملك السعودية -في كلمة بمناسبة عيد الفطر نشرتها وكالة الأنباء السعودية- "إن أكبر تحد تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية وأمل مستقبلها وهم الشباب من المخاطر التي تواجههم، خاصة الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المضللة التي تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية، ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وثوابت وقيم مجتمعاتنا الإسلامية".
وأضاف أن المملكة "عاقدة العزم على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي، وعلى المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال".
وأكد أن "ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من فرقة وتناحر يدعونا جميعاً إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل سوياً لحل مشاكل الأمة الإسلامية ونصرة قضاياها"، وفي مقدمتها قضية فلسطين.
الأمن مستتب
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف طمأن السعوديين قائلا إن أمن المملكة مستتب وفي أعلى درجاته، وأكد أنه يزداد قوة كل يوم.
وجاءت تصريحات ولي العهد السعودي أثناء زيارته جرحى التفجير الذي استهدف القنصلية الأميركية في مدينة جدة (غربي السعودية)، ضمن سلسلة الهجمات التي استهدفت مناطق متفرقة من المملكة أمس.
وقتل أمس أربعة من رجال الأمن السعودي، وأصيب آخرون، في تفجير وقع بالقرب من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وقالت وزارة الداخلية -في بيان- إنّ انتحاريا فجّر نفسه في موقف للسيارات قرب المسجد النبوي.
من جهة ثانية، أفادت وزارة الداخلية بأنه تم العثور على ثلاثة أشلاءٍ بعد تفجير استهدف مسجدا في القطيف (شرقي المملكة).
وأوضح متحدث أمني أن تفجيرا انتحاريا وقع وقت أذان المغرب أمس قرب أحد المساجد المجاورة لسوق مياس، مضيفا أنه تم العثور على أشلاء بشرية لثلاثة أشخاص يجري التحقق من هويتهم.
من جهته، قال مراسل الجزيرة إنه لا أنباء عن قتلى من المصلين أو المارة جراء تفجير القطيف، مضيفا أن أنباء تحدثت عن تفجير مزدوج لاثنين من الانتحاريين؛ أحدهما كان في سيارته والآخر ترجل من السيارة باتجاه الحسينية أثناء أداء الصلاة.
وقال شهود عيان إن أحد الانتحاريين لم يتمكن من دخول الحسينية في القطيف، ففجّر نفسه خارجها.
وفي ما يتعلق بالتفجير الانتحاري الذي وقع في جدة صباح الاثنين، قال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية إن مرتكبه هو عبد الله كلزار خان من مواليد باكستان، ويقيم في مدينة جدة مع زوجته ووالديها، بعد أن قدِم إليها قبل 12 عاماً للعمل سائقا خاصا.
وكانت جهات أمنية أعلنت أمس عن إحباط هجوم "انتحاري" قرب القنصلية الأميركية في جدة، مشيرة إلى مقتل المهاجم وجرح شرطيين في العملية.
في الأثناء، توالت ردود الفعل المنددة بالتفجيرات التي وقعت في كل من المدينة المنورة والقطيف وجدة.