تجاوزت كل ظروف الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من عشر سنوات، وصلت صابرين محمد الشيخ أحمد، لقمة التفوق، ونالت المركز الأول في "التوجيهي"، لتؤكّد أن الحصار والدمار لا يمكن أن يفتّت من قوة وعزيمة الغزيين.
من مدينة خانيونس التي قدّمت أكثر من 600 شهيد خلال عدوان 2014، حصدت صابرين معدل 99.4% في نتائج التوجيهي، لتكون الأولى على مستوى قطاع غزة لفرع العلوم الإنسانية.
ورغم الحصار والدمار الذي خلفه الاحتلال، تمكنت صابرين كغيرها من متفوقي القطاع ومبدعيه، من التميّز والارتقاء.
وقالت الأولى على القطاع في حديث خاص لـ "الرسالة نت": "بدراستي وتفوقي نبعث رسالة أن الحصار لا يمكنه النيل منّا، وبإمكاننا أن نكون أكبر بكثير من حصار يفرض علينا"، في رسالة تحدٍ للاحتلال الذي يستمر في حصاره لغزة منذ عقد من الزمن.
وأضافت: "أهل غزة دوما مرفوعي الرأس بإصرارهم وإقدامهم على التفوق رغم الظروف المحيطة بهم، وأن كل فرد في القطاع بإمكانه التغلب على خنق غزة ومنعها من الحياة".
عبارات الحمد والشكر جرت على شفاه صابرين، مبرقةً بتهانيها لذويها الذين سعوا لتوفير كل أجواء الدراسة التي فتحت أمامها الطريق للتفوق وتهيئة كل ظروف النجاح.
وبتفوقها تؤكد الطالبة صابرين التي قرّرت أنها ستدرس ترجمة لغات في الجامعة، أنّه رغم كل الصعوبات التي واجهتها كما غيرها من طلبة القطاع، إلّا أن بإمكانهم أن يكونوا أكبر من كل تلك الظروف الصعبة.
أما والد المتفوقة صابرين فقال لـ "الرسالة نت"، إن الفرحة دخلت بيتهم اليوم، وما تمنّته ابنته وعملت لأجله قد حصلت عليه.
وأهدى الشيخ أحمد تفوق ابنته إلى الشعب الفلسطيني الصامد، إلى كل المحافظين على شعبنا المحاصر بغزة، متمنيا أن تأتي أيام أفضل ينتهي معها الحصار ويتحقق حلم كل طلبة غزة وتفتح أمامهم سبل التفوق والنجاح.
وشدّد على أن الظروف الصعبة والتي كان أمرها انقطاع الكهرباء في أوقات الدراسة، كانت أكبر همّهم وأكثر ما يشغل بالهم، مضيفا أنه عمل على توفير إنارة بديلة بسيطة "الليدات"، لتستطيع صابرين الدراسة رغم عدم قوة الإنارة ومناسبتها لطلبة الثانوية العامة.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم عن نتائج الثانوية العامة لعام 2016، صباح الإثنين، وقال صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي أن أعداد الناجحين في الثانوية العامة بلغت 50284 طالبا، بنسبة 64.66%.