قائمة الموقع

محمد عوض.. تفوق ليدرس طب العيون بعد فقدانه إحدى حبيبتيه

2016-07-11T17:38:39+03:00
الطالب محمد برفقة والده
الرسالة نت-محمود فودة

بعينٍ واحد رأى المتفوق محمد عوض الصورة المفرحة للتفوق قبل عام من الحصول النتيجة التي حصدها في امتحانات الثانوية العامة، ليبدأ رحلة المثابرة في دراسته حتى حاز طموحه على علامة الامتياز.

في مسكن ضيق لجأ إليه محمد برفقه عائلته بعد أن دمر الاحتلال منزلهم في العدوان الأخير على غزة صيف عام 2014، جلس يستقبل المهنئين بحصوله على معدل 96,4% في الثانوية العامة التي أعلنت نتائجها اليوم.

حينما اهتز جوال الحاج نايف والد محمد بوصول رسالة نصية، أغمض عينه الأخرى، وتحركت شفتاه بحروف، تعمد حجبها عن الجميع، ليصطدم بعد ثوان بسجود والده شكراً لله، أن منح ابنه ما كان يتمنى.

وعن اللحظات الأولى يقول محمد لـ"الرسالة نت": "تذكرت ما فكرت به قبل عام، عن طعم فرحة النجاح، والوصول إلى الطموح من بوابته الواسعة، ومن ثم تداركت نفسي أن بت في الواقع وليس الحلم".

محمد الذي شعر نفسه عريسا وسط الحضور، الذين تزاحموا على تقبيله، وتهنئته بالنجاح والتفوق، لم يخف دمعاته عن أعين الحضور كما الكلمات، التي حضرت مبكرا، مع قراءته للنتيجة على جوال والده للمرة الرابعة على التوالي.

قبل اثتني عشر عاما، فقد محمد إحدى عيناه، ليبدأ مسيرته التعليمية في الصف الأول الابتدائي بعين واحدة، إلا أنه رأى طريق التفوق بشكل جلي، كما تقول نتيجته المميزة في الثانوية العامة.

وفي اختيار التخصص الجامعي حكاية قبل سنتين، إذ قرر محمد الدراسة في الفرع العلمي، ليلتحق في كلية الطب، تخصص العيون، ليداوي من فقد حبيبتيه أو إحداهن، مع أنه برهن للجميع أن فقدهن لا يسد طريقاً للنجاح.

والد محمد انشغل في توزيع الحلوى على المهنئين الذي تقاطروا إلى المنزل من كل حدب وصوب، يباركون لمحمد المثابر، وعائلته الصابرة على ألم النزوح من منزلها المدمر منذ سنتين.

ويديه على كتف نجله محمد، يقول لـ"الرسالة نت": "الحمد لله الذي عوض محمد خيراً، وكان تفوقه مبعث سرور لي وللعائلة والأحباب جميعاً، ومن ثم الشكر لمحمد الذي علمني أنا والده درسا في المثابرة".

ويضيف: "كنت أرى التعب في وجه محمد من ساعات الدراسة الطويلة، وعينه التي كانت على عاتقها التركيز المضاعف، عدا عن انقطاع الكهرباء، وابتعادنا عن جو المنزل الذي تدمر، فعلا محمد تمكن من التفوق على الظروف الصعبة".

رغم ما سبق، وللأسف، يبدو أن الوضع الاقتصادي لعائلة محمد سيقف حائلا دون تحقيقه حلمه الذي رسمه منذ سنوات طويلة؛ نظرا للتكاليف الباهظة التي ستفرض على طالب علم الطب.

وفي رسالته للطلبة المقبلين على دراسة الثانوية العامة خلال الأعوام المقبلة، قال محمد: "لا أظن أني سأتذوق طعم سعادة كالتي عشتها اليوم، أكاد أنسى ساعات التعب من ذاكرتي، ولكل مجتهد نصيب".

يجبرنا محمد أن نستحضر المقولة من رحم المعاناة يولد الأمل، إذ تجاوز أزمة تتجاوز الجسد بفقدانه إحدى عيناه، ومن ثم بيته الذي كان يشكل له كيانا ماديا، وها هو يتفوق ويرسم الفرحة على وجوه أفراد عائلته، ويكمل طريقه نحو الطموح الذي لا ينتهي.

اخبار ذات صلة