قائد الطوفان قائد الطوفان

استخدموا الرصاص والصعق الكهربائي

متضامنون يروون تفاصيل مجزرة أسطول الحرية

إسطنبول/ القاهرة- وكالات-الرسالة نت

كشف متضامنون كانوا على متن السفن التي اعترضتها القوات البحرية الإسرائيلية، في المياه الدولية للبحر المتوسط، عن لجوء أفراد البحرية الإسرائيلية لإطلاق الرصاص الحي والرصاص البلاستيكي، وكذلك استخدام الهروات والصعق الكهربائي أثناء هجومهم علىالنشطاء المشاركين في أسطول الحرية.

وبحسب ما أوردته مصادر إعلامية تركية نقلاً عن مجموعة من النشطاء اليونانيين الذين رحلوا؛ تم احتجاز النشطاء من ركاب السفن الذين رفضوا التوقيع على أوراق قدمتها السلطات الإسرائيلية.

وتنقل المصادر تأكيدات عن أحد الناشطين اليونانيين وهو "أريس بابادوكوستوبولوس"، الذي كان على متن سفينة (فري ميديتيريان)؛ بأن جنود البحرية ضربوا الركاب على متن السفن الأخرى، فيما واجه البعض الضرب بالهروات والصعق الكهربائي، مشيراً إلى أن ناشطين محتجزين لدى القوات الإسرائيلية  تعرضوا كذلك للضرب الشديد خلال التحقيقات.

أما "ميهاليس جريجوروبولوس"، وهو عضو طاقم السفينة المذكورة، والذي كان في غرفة القيادة وقت وقوع الاعتداء الإسرائيلي، فقد أشار إلى أن العديد من النشطاء تعرضوا للضرب بالصعق الكهربائي والرصاص المطاطي.

وهو ما أكده "ديمتريس جيلاليس"، من النشطاء اليونانيين على متن سفينة (سفيندوني)، حيث ذكر أنهم تعرضوا للضرب والصعق الكهربائي وإطلاق الرصاص البلاستيكي من قبل الجنود الإسرائيليين، مشيراً إلى أنهم استخدموا معهم كافة الوسائل التي يمكن أن تخطر بالبال.

أما الناشط التركي "موتلو  ترياكي"، والذي كان على متن سفينة (غزة) التي حملت 18 ناشطاً دولياً، فقد أكد أنه كان بإمكانهم رؤية ما تتعرض له سفينة "مرمرة الزرقاء" من إطلاق عشوائي للنيران، وفقاً للمصادر ذاتها.

وفي العاصمة المصرية القاهرة، كشف كل من الدكتور محمد البلتاجى والدكتور حازم فاروق نائبا البرلمان المصري وعضوا "أسطول الحرية"، واللذان كانا ضمن 700 شخصية من جنسيات مختلفة تحتجزهم قوات الاحتلال الإسرائيلية، وعادا إلى القاهرة صباح اليوم الثلاثاء (1/6) النقاب عن وقائع مخزية قام بها جنود الاحتلال ضد أعضاء قافلة الحرية وصلت لحد الضرب المباشر بالرصاص مرة واثنتين، وتقييد كل الركاب وحتى الأطفال منهم، ومنعهم من دخول الحمامات وتجريدهم من ملابسهم، وأنهما ظلا بملابسهما الداخلية الملطخة بدماء الضحايا حتى معبر طابا الحدودي، ولم يجدا ما يستران به نفسيهما.

البرلمان المصري

وروى النائبان، خلال جلسة عقدتها لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري عصر اليوم الثلاثاء، تفاصيل صعبة للغاية تؤكد تعمد جنود الاحتلال قتل بعض الركاب، وإهانتهم، وأنهم لم يراعوا حرمة شيوخ أو نساء أو أطفال وقيّدوا الجميع بقيود مؤلمة، وكانوا يشددونها كلما طلب منهم أحد النشطاء المحتجزين تخفيفها لشعوره بالألم، حيث رمي بغالبية المحتجزين في قعر السفينة، وتم منعهم من دخول الحمامات إلا في طوابير، وأكدوا أن السفينة التي كانوا بها كانت تكسوها الدماء.

وقال النائب الدكتور محمد البلتاجي الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين إن ما حدث مع "أسطول الحرية" بقرصنة وإجرام صهيوني، لن يثنيهم عن موقفهم الداعم لكسر الحصار، حتى لو كلفهم ذلك حياتهم، وإن عدد الشهداء- الذين تم التأكد منهم حتى وقت نزوله من على متن السفينة في التاسعة من مساء أمس الاثنين وصل إلى 16 شهيدًا، متوقعًا أن يزيد العدد لوجود إصابات بالغة؛ نتيجة إطلاق الرصاص عليهم وقت اقتحام السفينة، مؤكدًا أن الاقتحام الأول تم وهم يؤدون صلاة الفجر.

وذكر النائبان أنهما كانا متواجدين مع أفراد القافلة على مركب "مرمرة"، التي كانت تضم عشرات العجائز والشيوخ والأطفال والنساء والبنات دون 14 عاما، وكان 25 % من القافلة من الأوروبيين غير المسلمين، مواطنين عزل لم يكن مع أي منهم سكين واحدة أو حتى آلة للدفاع عن النفس، عكس ما زعمت (إسرائيل). وأنه في الساعة الثانية عشرة ليلة 31 أيار/مايو، فوجئ الجميع بسفن حربية إسرائيلية تحيط بالقافلة، ثم ابتعدت لفترة وعادت عقب صلاة الفجر مباشرة فى الرابعة ونصف صباحا، وهنا بدأت صافرات الإنذار من طاقم الطائرة، وأحاطت 10 قوارب و4 بوارج حربية و3 طائرات هليوكوبتر بهم، ثم تزايدت بعد ذلك.

وبدأ الجنود الإسرائيليون في محاولات الإنزال أكثر من ثلاث مرات، بعدها تم تصويب قنابل الغاز والرصاص الحي الذي حرص العديد من طاقم السفينة على الاحتفاظ به خصوصا الأوروبيين المرافقين كنماذج وفوارغ ليتعتدوا به كشاهد ودليل إدانة ضد إسرائيل، بخلاف القنابل الخارقة على سطح المركب، وبعد ذلك انهمر الرصاص وكأنها حرب لكن من جانب واحد، وأسفرت أول ضربة عن استشهاد أكثر من 8 أشخاص.

مدججون بالسلاح

وذكر الدكتور حازم فاروق أنه في ذلك الوقت كان داخل غرفة الإسعافات، بعد أن تزايدت الدماء والإصابات ليداوى مع الأطباء الموجودين هناك الجرحى، وبالفعل حاولوا إجراء الإسعافات الأولية للمصابين، إلا أن نقص المواد الطبية لمواجهة خطر الرصاص الذي لم يكن متوقعا، أدى إلى وفاة 4 أشخاص، واستمر الضرب حتى الساعة الخامسة حيث بدأت قوات الكوماندوز الإسرائيلي (ملثمون) تدخل السفينة وتجرد الجميع من متاعهم وأجهزة الاتصال وكل شيء، وعلى مدار الساعة تم إطلاق الرصاص على الجميع بمن فيهم الأطفال والشيوخ، وفوجئوا بأن كل جندى معه عشرات الأجهزة من لاسلكى واتصال وقنابل ورصاص وبنادق آلية وبنادق وأجهزة ليزر وخزائن إضافية للضرب، وكل من يريد أن يتحدث أو يتحرك يتم توجيه الرصاص الموجه بالليزر إليه.

وذكرا النائبان أن عدد القتلى تزايد مع مرور الوقت بسبب عدم علاجهم من الإصابات، التي تفاوتت بين رصاص مخترق الصدر والجسم وقاذفات غاز أحدثت ارتجاجا وحالة من الهلع أصابت الأطفال والنساء، أو كسور نتيجة الدفع واختناق فى الصدر، بجانب عدم تقديم الأدوية لكبار السن خاصة مرضى القلب والسكر والضغط.

وأوضح فاروق أنه شاهد بعينيه كيف كان الجندي الإسرائيلي يضرب أحد النشطاء بالرصاص ثم يدوسه بقدمه ويوجه له البندقية بعد تأكده من الوفاة ليطلق رصاصة أخرى زيادة في التأكيد، بخلاف المعاملة الكريهة والسيئة للمدنيين العزل وكأنه فيلم مافيا أمريكي يتم تصويره على ظهر السفينة أو فيلم لإحدى عصابات الأدغال التي تقتل بدون رحمة، أو حتى مراعاة لقانون أو أخلاق، حسب تعبيره.

تركوهم ينزفون ليموتوا!

وأضاف النائبان "وفي هذه الأثناء، وبدءاً من الساعة السابعة صباحا، تم اقتياد جميع من على المركب إلى سطحه وتقييدهم وتكبيلهم من أيديهم وأقدامهم وتركهم يجلسون على دماء الشهداء، ورفض الجنود أن يتم تقديم الإسعافات للمصابين خاصة المصابين إصابات خطيرة"، وأكد فاروق أن أكثر من أربعة أشخاص توفوا نتيجة تركهم ينزفون دون تقديم الإسعافات لهم، بينما بدأت القوات الإسرائيلية في نقل الشهداء وكأنهم بضائع وربطهم من أقدامهم أيضا بصورة وحشية وهمجية، لدرجة أنه تم الاستمرار فى نقل جثامين الشهداء والجرحى دون حتى وضع ضمادة أو منع الدماء من النزيف أو حتى ربط الجروح، مما انتهى بوفاة خمسة تقريبا نتيجة هذه الطريقة الهمجية في نقلهم.

وقال النائب فاروق إن جنود الاحتلال كانوا يتزحلقون على الأرض من كثرة الدماء التي سالت دون إسعافات، وأنهم استمروا في تقييدهم منذ الفجر وحتى الثالثة والنصف ظهرا، رغم إصابة الكثيرين وحرارة الشمس، ووصل الأمر لإصابة كثيرين بضربة شمس وحاولت بعض النساء التدحرج تحت مقاعد سطح السفينة نتيجة الإعياء، وبعدها جمعوا الناس وهم مقيّدون إلى قاع المركب.

وكشف فاروق والبلتاجي أن جميع من على ظهر المركب تعرض للضرب والتجريد من الملابس والأحذية والتفتيش والإهانة، في توقيت كانت قنابل الصوت والقنابل المسيلة للدموع والقنابل الحارقة يتم إطلاقها من كل مكان حولهم من البارجات والسفن الحربية، ووصف فاروق ما حدث بأنه "بلطجة وقرصنة العصر الحديث ودعارة إسرائيلية تمارس كل ألوان الزيف بتأييد أمريكي ومن الأمم المتحدة"، حسب وصفه.

وقال إنهم ظلوا حتى الساعة 9 صباحا ومحاولات الإنزال الإسرائيلي وتقييد المتواجدين على المركب مستمرة، وأن المراسلين والصحفيين المرافقين للقافلة تصدوا أكثر من مرة لمحاولة تقييد النساء والشيوخ، لكن محاولتهم فشلت، وأنه بالعكس كان يتم التشدد في ربط من يطالب المتواجدون بتقليل قيده، فلم تسلم الفتيات البحرينيات ولا التركيات والكويتيات وهن دون الرابعة عشرة من القيود، فلم يسلم جميع من على ظهر المركب إلا المطران كابتشونى الذي كان مصابا في قدمه بطلقة نارية وعمره تعدى 84 عاما، وكان تم إبعاده عن فلسطين عام 1974 بعد السجن في (إسرائيل).

الجنود سرقوا أموال النشطاء وأمتعتهم!

وأكد النائب المصري أن جنود الاحتلال سرقوا متاع الركاب وأموالهم، حيث أفرغوا قاع المركب والأمتعة وسرقوا جميع الأموال ومنها 18 ألف جنيه للنائبين (البلتاجى وفاروق) وكاميرات تلفزيونية لطواقم التلفزيونات (الجزيرة والحوار والأقصى والتلفزيون التركى وبعض القنوات الأوروبية)، وكاميرات رقمية للأفراد وأجهزة كمبيوتر وملابس وغيرها، حتى أن جميع الملابس والأرضيات والأمتعة ظهرت وكأنها مخلوطة بالدماء نتيجة كثرة النزيف من المصابين.

وذكر البلتاجى وفاروق أن من يريد قضاء حاجته كان يستأذن فيتم تجميع عدد مع بعضهم البعض ويتم ربطهم في طابور ويتم إدخالهم واحدا تلو الآخر، ولا يتم فك قيده إلا أمام الحمام وبعدها يتم ربطه بأشد مما كان، ولم يتم السماح لهم بالمياه.

التحقيقات والمساومات

وقال النائب فاروق إن هذه الوضع استمرت حتى الساعة العاشرة مساء، وبعدها بدأوا في إخراج الأطفال والشيوخ والنساء إلى ميناء أسدود، حيث وحدات احتجاز تم تجهيزها لذلك، وأخرجوا أربعة من الأعضاء القافلة من فلسطيني الأراضي المحتلة عام 1948 هم رائد صلاح المصاب بجرح غائر والنائب حنين الزغبى والشيخ حماد ومحمد زيدان رئيس اللجنة العربية في الأراضي المحتلة.

وأضاف النائبان أنه بعدها تم إخراج الأفراد واحدا تلو الآخر، وجمعوا من يحمل جوازات سفر برلمانية للتحقيق، مؤكدا أنهم جميعا اتفقوا قبل أن يخرجوا للتحقيق مع النواب العرب على رفض التوقيع على أي أوراق طبية أو أمنية.

وقال فاروق إن جنود الاحتلال طلبوا منهم التوقيع على أوراق تفيد أنهم دخلوا إسرائيل أثناء مناورات حربية وتحت قيادة جيش (إسرائيل) بدون إذن السلطات، ورفضوا جميعا التوقيع على ذلك، ثم طلبوا منهم التوقيع على أوراق طبية أثناء التحقيق تفيد بخلوهم من الأمراض المعدية لكنهم رفضوا جميعا ذلك.

ووصف حازم فاروق الحالة التي كانا عليها بأنها مزرية بسبب الأوساخ والتجريد من الأحذية والملابس، بجانب أن ملابسهما الداخلية (الفانلة والشورت) كانت مليئة بدماء الشهداء، وظلا على هذه الحال من التجريد من الملابس حتى دخلا أرض طابا المصرية بدون جنيه واحد وبدون حتى شراب أو حذاء أو "جاكيت" يستران به نفسيهما.

وبعد أن تم الكشف الطبي عليهما وعمل مسح شامل وتفتيش كامل لهما، حضر إليهما القنصل المصري الذي وجدا معه جوازي سفرهما وأخذهما مباشرة إلى ميناء طابا بسيارة دون أن يتم ختم جوازيهما لدى سلطات الاحتلال، ولكن بها أوراق ترحيل عن طريق القنصلية، وبعدها وصلا إلى مصر.

 

 

البث المباشر