يندفع قادة الاحتلال الإسرائيلي العاجزين عن وقف انتفاضة القدس التي دخلت شهرها العاشر، نحو طرق أبواب حلول وأفكار جديدة بين الحين والآخر لمحاولة القضاء عليها، الأمر الذي يعكس تخبطهم أمام إصرار الشعب الفلسطيني على المضي بانتفاضته.
ويبدو أن حالة التخبط والإرباك انعكست بقوة على "حارس الساقطات" وزير أمن الاحتلال "الإسرائيلي"، أفيغدور ليبرمان الذي أعلن خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة "للكنيست" أنه ابتكر فكرة "الكرة السحرية" لوقف الانتفاضة.
وقال ليبرمان إن الفكرة تتمثل في بناء ملاعب كرة قدم في الضفة الغربية المحتلة ليلهو فيها الشبان الفلسطينيون بدلاً من المشاركة في الهجمات ضد جيش الاحتلال. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال، قبل يومين، عن ليبرمان قوله، إنه يعتزم الاهتمام ببناء عشرة ملاعب في الضفة، معتبرا أنها الطريقة الأفضل والبديل للفلسطينيين عن إلقاء الحجارة ومهاجمة المستوطنين.
وتعليقاً على ذلك، قلل مختصون في الشأن "الإسرائيلي" من إمكانية نجاح خطة ليبرمان في وقف الانتفاضة، معتبرين أنها ستقلب السحر على الساحر، وستكون محطة للشبان الفلسطينيين لمواجهة الاحتلال.
طريق مسدود
ويقول المختص في الشأن "الإسرائيلي" د. وليد المدلل: إن قيادة الاحتلال تعتقد أن المقاومة تخرج من مربعات الفقر والحرمان، ولا تدرك أنها نتيجة لعوامل أخرى أبرزها استمرار الاحتلال والضغط على الفلسطينيين".
ويوضح المدلل في حديثه لـ "الرسالة" أن خطة ليبرمان جاءت بعد وصوله لطريق مسدود وعجزه الكلي عن وقف الانتفاضة، مما دفعه إلى تجريب وابتكار وسائل جديدة لم تجرب في السابق. ويلفت إلى أن إجراءات الاحتلال في تحسين أمور الحياة للفلسطينيين عبر بناء الملاعب ومنحهم فرص عمل لن يضعف الانتفاضة أو يوقفها، مرجعاً ذلك إلى أن القضية سياسية ووطنية وليس معيشية.
سطحي وساذج
ويتفق الكاتب والمختص في الشأن "الإسرائيلي" أكرم عطا الله مع سابقه، مبيناً أن تلك الخطة جاءت في إطار الخشية "الإسرائيلية" من الجيل الفلسطيني الجديد الذي بدأ يجسد تجربة مختلفة ولا ينصاع للاحتلال والسلطة الفلسطينية.
ويؤكد عطا الله لـ "الرسالة" أن المقاومة الفلسطينية ردة فعل طبيعية على جرائم الاحتلال، وليس فعلا، معتبرا أن زيادة التصاريح والملاعب لن تنجح في رد الفلسطينيين عن مقاومة العدو.
وأشار إلى أن اقتراح ليبرمان إنشاء ملاعب كرة للفلسطينيين يدلل على تفكيره السطحي والساذج الذي لا ينسجم مع طبيعة الفهم التاريخي لطبيعة الصراع على مر التاريخ.
وبالعودة إلى المدلل فإنه يتوقع أن تكون تلك الملاعب الرياضية في حال إقامتها، مناطق تجمع للشباب لمقاومة الاحتلال ومواجهته، مستبعداً في الوقت ذاته أن ينجح في كي وعي الفلسطينيين عبر هذا الطرح.
وفي المجمل يمكن القول إن وسائل قادة الاحتلال لوأد انتفاضة القدس لن تنجح، وستقلب عليهم في ظل استمرار احتلاله واعتدائه على الأراضي الفلسطينية.