قال الباحث الإسرائيلي داني أورباخ إن اغتيال أردوغان كان يجب أن يكون الهدف الذهبي الأول للانقلاب في تركيا، مشيرا إلى أن فشل المحاولة أصابت الإسرائيليين بالصدمة كما هو الحال في الدول الغربية.
وأشار إلى أن اغتيال أردوغان كان سيصعب على حزب العدالة والتنمية أن يحكم البلاد بدون شخصية قيادية في وزن الرئيس التركي، إذ إن اغتياله كان سيشجع باقي الجنرالات على الانضمام إلى الانقلاب.
وأوضح أن الظهور المبكر لأردوغان ورئيس حكومته بن علي يلدرم عبر وسائل الإعلام لعب دورا مركزيا في إحباط الانقلابيين, وقال إن الانقلاب لم ينجح في توجيه ضربة قاصمة للهدف المركزي كما حصل في انقلابات سابقة، ويتمثل هذه المرة في شخصية أردوغان، صاحب الشخصية الرمزية العالية.
وأضاف أورباخ -وهو باحث في شؤون الانقلابات العسكرية والاغتيالات السياسية- في ورقة بحثية نشرها موقع "ميدا" الإسرائيلي، إن محاولة الانقلاب في تركيا فشلت رغم أن منفذيها اتبعوا الإجراءات المتعارف عليها في الانقلابات العسكرية.
وتابع أن الانقلابيين فشلوا لعدة أسباب من بينها خروج المواطنين وتصديهم للدبابات في الشوارع رغم ما تعرض له العديد منهم لإطلاق النار المباشر, ورفض القوى السياسية كلها للانقلاب على النظام السياسي القائم.
وأشار أورباخ في هذا السياق إلى أن بوادر فشل الانقلاب بدأت مبكرا حين اعتقد منفذوه أنهم سيواجهون فقط أنصار الرئيس رجب طيب أردوغان في الميادين، لكن المفاجأة أنهم وجدوا أيضا أنصار المعارضة الذين يعارضون حكم حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وحسب تفسير الباحث الإسرائيلي, فإن الانقلابيين واجهوا دولة عصرية ومجتمعا مدنيا مؤمنا بالمؤسسات, ولاحظ أن من العوامل الأخرى لفشل الانقلاب وسائل التواصل الاجتماعي. وقال إنه حدث تعاون بين المواطنين ورجال الشرطة.
وبعدما أشار إلى أن سلاح الجو كان -على ما يبدو- حجر الزاوية في هذا الانقلاب إذ تم استخدامه أكثر من سواه، قال الباحث الإسرائيلي إن من أسباب فشل الانقلابيين أن القيادة العليا للجيش التركي لم تكن بجانبهم بخلاف ما جرى في الانقلابات السابقة.