رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتقادات الغربية لحملة الاعتقالات التي تشنها السلطات ضد من تتهمهم بالتورط في عملية الانقلاب الفاشلة، وأكد أن الاعتقالات ستستمر لتطال كل المذنبين.
وقال أردوغان إن تحذيراته السابقة ممن وصفهم بالخونة صدقت، وإن الشعب وقف ضد انقلابهم الفاشل.
وأضاف الرئيس التركي خلال زيارته مبنى القوات الخاصة في أنقرة أنه إذا كان هناك مزيد من المذنبين فإن الاعتقالات ستزيد، وقال إنه ليس من حق المسؤولين الأميركيين إصدار تصريحات تنتقد الإجراءات التركية.
من جهته، عبر وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو عن أسفه لتصريحات رئيس الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر الذي انتقد فيها حملة الاعتقالات. وقال إن تطهير الجيش سيجعله أكثر فاعلية في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف أن العلاقات بين تركيا وروسيا ليست بديلا عن العلاقات مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.
وكان كلابر قال -في منتدى آسبن الأمني بولاية كولورادو- إن عمليات تطهير الجيش التركي بعد محاولة الانقلاب تضر بالتعاون في قتال تنظيم الدولة.
وفي المنتدى ذاته، كشف قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل أمس الخميس عن أن عددا من أوثق حلفاء أميركا العسكريين في الجيش التركي أودعوا السجون عقب المحاولة الانقلابية.
وفي هذا السياق أيضا، أدان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس الخميس حملة التطهير، واعتبر أنها "تتجاوز كل حدود" و"لا يمكن السكوت عليها".
وقال الوزير في تصريحات صحفية "لحسن الحظ أن الانقلاب أحبط، لكن ردود الفعل الآن تتجاوز كل حدود".
وأوقفت السلطات التركية نحو 16 ألف شخص منذ محاولة الانقلاب في الـ15 من يوليو/تموز الجاري، ونفذت عمليات تطهير في الجيش وسلك القضاء وقطاع التعليم والإعلام، مما أثار انتقادات حادة بأوروبا والولايات المتحدة.
ففي إزمير أوقفت قوات مكافحة الإرهاب التركية 158 من الشرطة يشتبه بهم في الانتماء إلى منظمة فتح الله غولن التي تتهمها الحكومة بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل.
ومن بين الموقوفين 13 مدير أمن، و46 ضابطا، إضافة إلى 99 شرطيا من رتب مختلفة، بينما يستمر البحث عن 45 آخرين.
وفي الأثناء، أعلن مجلس التعليم العالي إغلاق جامعتين بشكل مؤقت، ووقف عمل 23 أكاديميا وعشرين موظفا في جامعات أخرى بإزمير إلى حين استيفاء التحقيقات الأمنية.
كما أعلن المجلس نقل طلاب الجامعتين إلى جامعات الدولة حتى البت في قضية إغلاقهما.