كثيرة هي الكتب التي نقرؤها، غير أن قليلا منها فقط ما يضيف لدينا أفكارا ورؤى جديدة كانت غائبة عنا، بلا شك مثل تلك الكتب من الجنون التفريط فيها.
إدارة الحياة احد هذه الكتب الملهمة
والكتاب من تأليف مايكل فورتين، ترجمه محمد شاهين إلى اللغة العربية، يتسم بعمق المعنى.
بخلاف معظم الكتب التي تدعوا إلى التضحية والاحتراق من أجل الوصول إلى أهدافنا وتحقيق مزيد من الإنجاز والنجاح، يذهب مايكل فورتين في جهة أخرى تماما، فهو يرى أن النجاح في الحياة المتعلق بقدر الإنجاز الذي يحققه الفرد يبدو ناقصا، وينتقد العقلية السائدة التي تشجع التركيز على النتائج والوصول إلى الأهداف.
يقول فورتين إن التركيز على النجاح الخارجي الذي يعني المزيد من الإنجاز يقابله فشل في نواحي أخرى أكثر إنسانية، كما أن أصحابه غالبا ما يبدون في عمل دائم دون تحقيق شيء ذي قيمة.
يعتبر الكتاب أن نجاح الإنسان يكمن في جوهره وفي داخله لا خارجه، بهذا يصبح التركيز على المعنى الذي ننشده أهم من ملاحقة الإنجاز، ومن ثم فهو يدعو إلى البحث عن القيم العميقة الخاصة بنا، من خلالها ستتوجه بوصلة حياتنا وأولوياتنا في التصرف وفق ما نريده حقا، يضيف مايكل إننا بهذه الطريقة نرضي أنفسنا ونحقق السلام الداخلي ونعيش في راحة البال وفي نفس الوقت تتحقق أهدافنا التي تدور حول معنى واضح في حياتنا.
يضع مايكل مجموعة من المقترحات التي قد تساعدنا في تحديد أولوياتنا وقيمنا الخاصة، لكنه في الأخير يعتبر كتابه ليس مقدسا، ولا هو الطريق الوحيد للنجاح، إلا أنه يؤكد على ضرورة تحقيق النجاح الشخصي الذي نرغبه بالفعل.
معظم أفكار هذا الكتاب تم تحويلها إلى فيلم سينمائي، تابعه.
ساسة بوست