قائمة الموقع

مقال: هل ستنجح فتح في تأجيل الانتخابات؟!

2016-08-11T05:21:54+03:00
إبراهيم المدهون

 من الصعب الحديث عن تأجيل الانتخابات، ولا يوجد أحد يملك هذا القرار والقدرة إلا الرئيس محمود عباس، وأعتقد انه لن يتوجه لهذا السلوك، رغم أن هناك ضغوطات واسعة وحقيقية من قبل حركة فتح لكي تأجل إلا أنه أبو مازن يدرك تداعيات هذا القرار وخطورته على الحياة الفلسطينية.

لهذا أتوقع مواجهة الرئيس للضغوطات، كما أن الاحتلال الاسرائيلي يستطيع التدخل بإجراءات تؤدي للتأجيل إلا أن الاحتلال غير معني بتحمل مثل هذه المسؤولية، وذلك بسبب مطلب القوى الدولية والغربية لهذه الانتخابات، وخشية من اتهامه بانه معطل لعجلة الديمقراطية، ولكن قد يكون هناك تعكير لهذه الانتخابات وتضييق عليها من أطراف تخشى من النتائج.

راهنت حركة فتح على رفض حماس دخول الانتخابات، وانتظرت هذا القرار لتتحمل غزة المسؤولية، ويزيد من عزلتها، ولهذا جاء دخول حماس بهذه القوة جعل حسابات فتح والسلطة وحتى الرئيس عباس تزيد تعقيدا، وهناك سيناريوهات فوز حماس المقلق خصوصا في الضفة الغربية الذي سيمنح حركة حماس مساحات عمل لا تقبلها القيادة الفتحاوية، بالإضافة أن حركة فتح تعاني بعض الانقسامات التنظيمية الداخلية وهي غير جاهزة بشكل سليم للانتخابات، وهناك تيارات فاعلة غير راضية على إدارة الرئيس محمود عباس، ويخشى من الدخول بقوائم فتحاوية متعددة تشتت الأصوات وتربك حسابات الرئيس، أو تصعد شخصيات محسوبة على محمد دحلان خصم أبو مازن.

اعتقد ان حركة حماس تجد في انتخابات البلدية فرصة لتعزيز شرعيتها، ولاكتساب مساحات واسعة وجديدة للعمل والتواجد خصوصا في ساحة الضفة الغربية، ولتثبت قوتها ومركزيتها في القضية الفلسطينية، وتوصل رسالة للأطراف المتعددة خصوصا الغربية منها انه من الصعب تجاوزها، كما أن الحركة تعتبر اجراء الانتخابات ثغرة في جدار الحصار وإمكانية نقل تبعات الخدمات على بلديات ومجالس يمكن للعالم التعامل معهم، ولهذا فهي ترفض مجرد طرح فكرة التأجيل وقد عزمت أمرها ودخلت الانتخابات بقوة وتحاول انجاح هذه الانتخابات، ولا يخفى أيضا انها تستثمر الانتخابات لخلخلة الصفوف الفتحاوية وإرباك حساباتهم، وحركة حماس تدرك الضعف التنظيمي لفتح بعكس واقعها التنظيمي المتماسك.

أي تأجيل لانتخابات البلدية سيعتبر فشلًا ذريعًا وكارثيًا للرئيس محمود عباس، وسيجر اهتزازات على مكانته كرئيس قادر على تجاوز حالة الانقسام، وسيعزز واقع التشظي الفلسطيني، وسيصب في صالح الاحتلال في فرض وقائع جديدة في الضفة الغربية في الوقت الذي سيشدد الحصار على قطاع غزة، وقد تفكر حماس بالمضي قدما في إجراء الانتخابات فعليا ببلديات القطاع، أو تعين قوائم، وقد تدعمها أطراف دولية في حال تأكدت من نزاهتها. وفي حال تأجلت الانتخابات فهذا يعني عدم الثقة بأي دعوة للانتخابات من قبل الرئيس عباس، وأنه غير جاد بالمضي قدما في حالة الاصلاح، وأنه أضعف من تحمل تبعات هذه المرحلة.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00