يبدو أن الاحتلال الصهيوني لم يكتفِ بحصار غزة على مدى السنوات العشرة الماضية، أو لم تعجبه آثار هذا الحصار ويريد مزيد من الموت والقهر والمعاناة لمليونين من البشر يعيشون في قطاع غزة، ثمانين بالمئة منهم يعيشون تحت خط الفقر ونسبة البطالة فيه في تزايد مستمر وصلت حدا قياسيا، ويبدو ايضا أن الاحتلال رغم كل هذه الظروف التي يعيشها قطاع غزة لم يرق له استمرار الحياة فيها وتحديه لها واستمرار مقاومته لها والتفاف جماهيره حول المقاومة.
وعلى ما تقدم وضع الاحتلال لنفسه هدفا وهو مزيد من الحصار ومزيد من المعاناة من خلال ما اعتبرته سلطات الاحتلال العمل على تشويه صورة حماس عالميا من خلال حملة مدروسة تقودها الخارجية الصهيونية عبر ذراع أجهزة الأمن الصهيونية المختلفة، وكان أول الخطوات محاربة المؤسسات الدولية التي تقدم مساعداتها لقطاع غزة والعمل على تلفيق التهم وبث الاكاذيب المختلفة بأن هذه المؤسسات تقدم الدعم لحماس والأدهى والأمر أن مساعدات هذه المؤسسات تصل إلى كتائب القسام، وكأن ملاحقة المقاومة يأت من خلال ملاحقة المساعدات الدولية للسكان وحرمانهم من بعض ما يبقيهم على قيد الحياة.
بدأت الحملة الصهيونية باعتقال الحلبي العامل في مؤسسة فيجن الأمريكية العاملة في قطاع عزة كعمل إغاثي غير حكومي وادّعت بأن الحلبي قدم ملايين من الدولارات التي تأت كمساعدات إنسانية لسكان القطاع، وكأن أموال هذه المؤسسات بلا حسيب أو رقيب سواء من الدولة الأم و من إدارة المؤسسة والتي اكدت على أن الاتهامات الصهيونية كاذبة ولا اساس لها من الصحة وبين حجم الأموال التي ادخلت الى القطاع القليلة بالمقارنة لما يدعيه الاحتلال من اموال وصلت حماس والقسام وكأن المؤسسة طوال عملها في قطاع غزة على مدي سنوات كان فقط توصيل الاموال للقسام وحماس.
وتستمر الحملة الصهيونية للتأثير على المؤسسات الدولية الانسانية وتعلن قبل عدة أيام أنها اعتقلت فلسطيني يعمل بمؤسسة دولية ويقدم الدعم لحماس ويساعدها في إعادة اعمار البيوت التي دمرها الاحتلال في عدوانه الارهابي 2014.
العقل والمنطق يقول بأن حماس معنية بإعادة الاعمار واستمرار تقديم المعونات للسكان والعمل على تخفيف الحصار عن قطاع غزة لا زيادته، وسياستها رغم كل ملاحظاتها على المؤسسات الدولية ودورها في قطاع غزة والذي لا يقتصر على المساعدات الانسانية وتتعامل معها بمنتهى الاحترام وتتعاون معها لتسهيل مهمتها الانسانية، فكيف يمكن لها ان تسخر هذه المؤسسات لخدمتها وهي تعلم أنها مراقبة بدقة من المخابرات الامريكية والصهيونية وأن كل مليم يدخل ًو يخرج يكون خاضع لحسابات مختلفة وفي نفس الوقت هي تريد الحفاظ على استمرار عملها في القطاع.
وسط هذه المعادلة تدرك حماس طبيعة الامور ولا تتدخل في عملها وخاصة الشأن المالي إضافة أن حماس والقسام لهم طرقهم الخاصة في إدخال الاموال اليها وهي طرق بعيدة عن أي جهة دولية أو إنسانية والاحتلال واعوانه يعرفون ويعملون على محاربته بكل السبل.
الاكاذيب التي يروجها الاحتلال والاتهامات للعاملين في المؤسسات الانسانية الدولية والاهلية تهدف في الاساس تشديد الحصار على قطاع غزة بعد أن شعر الاحتلال ومن يحاصر غزة فشل سياسة الحصار في تركيع الشعب الفلسطيني لذلك هم يريدون مزيد من الحصار إلى جانب العمل على اظهار حماس بأنها تعمل على استغلال هذه المؤسسات لخدمة مشروعها المقاوم في مواجهة الاحتلال دون أي اعتبار للمعاناة الانسانية لسكان القطاع والاحتلال يريد ان يحمل حماس المسئولية عن الحصار إضافة إلى ممارسة الضغط على الدول التي ترعى هذه المؤسسات لوقف مساعداتها لقطاع غزة بدعوى أن هذه المساعدات تعود لحركة حماس.
حماس هي جزء من الشعب الفلسطيني وافرادها جزء من النسيج الاجتماعي ويتلقون مثلهم مثل بقية الشعب الفلسطيني مساعدات وبيوتهم تعمر كما كل البيوت التي دمرت، فلا فرق بين مواطن ينتمي لحماس وآخر لا ينتمي لحماس لأنهم جميعا من جنس واحد ولون واحد ويقعون جميعا تحت ارهاب الاحتلال ولا يحمل أي منهم شارة تميزه عن غيره من الفلسطينيين.