قائمة الموقع

​إضراب الأسير كايد يفضح تقصير السلطة اتجاه "الأسرى"

2016-08-18T05:34:14+03:00
​الرسالة نت-محمد العرابيد

لا تزال السلطة الفلسطينية ومؤسستها المعنية تمارس سياسة "الإهمال" بحق الأسرى في سجون الاحتلال وعلى رأسهم الأسير بلال كايد المضرب عن الطعام لأكثر من شهرين متتالين رفضاً لاستمرار اعتقاله الإداري، في ظل تردي وضعه الصحي.

ومنذ إصدار رئيس السلطة محمود عباس قرارا بتحويل وزارة الأسرى إلى هيئة في حكومة التوافق، بدأ واضحاً تقصير السلطة ومؤسستها تجاه قضية دعم الأسرى وفي مقدمتهم الذين يخضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام.

وتعتبر قضية الأسرى في سجون الاحتلال من أبرز القضايا لدى الفلسطينيين، حيث قدمت غالبية العائلات الفلسطينية أبناءها أسرى، وكان لا بد من وجود جهة لتقديم الخدمات للأسرى وذويهم ورعايتهم أثناء وبعد الاعتقال إلا أن السلطة ومؤسساتها تخلت عن هذا الدور.

تواطؤ مع الاحتلال

القيادي في الجبهة الشعبية خالد بركات حمّل، الرئيس محمود عباس والسلطة المسئولية المباشرة عن حياة الأسير بلال كايد، المضرب عن الطعام، وقال في تصريح لـ "الرسالة": إن عباس والسلطة عطّلا المؤسسات الفلسطينية، والسفارات، وممثليات المنظمة في الهيئات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والمجلس العالمي لحقوق الإنسان وغيرها".

واعتبر أن هذا التعطيل والتجاهل لقضية الأسير كايد يمثّل تواطؤا واضحا مع الاحتلال، داعيا إلى رحيل مؤسسات المنظمة والسلطة "إذا لم تقم بواجباتها اتجاه الحركة الأسيرة"، ومضى يقول: "السلطة التي تعتقل المناضلين، وتختطف الشباب في إطار التنسيق الأمني مع الاحتلال، لا يمكن أن نثق بها أو تكون مؤتمنة على قضية الأسرى".

وتساءل بركات: "لماذا لا يقوم ممثل دولة فلسطين في الأمم المتحدة بمسؤوليته ودوره؟!"، وتابع مجيباً: "لأنه يخاف من الاحتلال، ولأن هناك فيتو أمريكي على قضية الأسرى؛ بسبب ارتباطها بقضية المقاومة على وجه الخصوص".

ودعا القيادي بالشعبية إلى تصعيد مظاهر "التمرد الشعبي" في الوطن المحتل والخارج؛ لإسناد "الأسرى الرفاق" في معركة الحرية حتى تحقيق النصر، وكسر قرار الاحتلال.

وكان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، حذّر من تعرض الأسير بلال كايد المضرب عن الطعام، لجلطة أو موت فجائي جراء إضرابه عن الطعام رفضاً لاستمرار اعتقاله الإداري.

تقصير واضح 

وقال إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس، "إن هناك تقصيرا واضحا من السلطة الفلسطينية ومؤسستها الحقوقية في متابعة قضية الأسرى في سجون الاحتلال وعلى رأسهم المضربين عن الطعام". وشدد رضوان في تصريح لـ"الرسالة" على ضرورة تحرك السلطة العاجل لدى محكمة الجنايات الدولية ورفع دعاوي قضائية لمحاكمة قادة الاحتلال لارتكابهم جرائم لا إنسانية بحق الأسرى المضربين عن الطعام.

وأكد على ضرورة أن تتخلى السلطة عن موقفها من الاحتلال ووقف التنسيق الأمني وطريق المفاوضات، وأن تنحاز لخيار المقاومة لتحرير الأسرى الفلسطينيين. وأضاف رضوان: "رسالتنا للفصائل بأن تستمر على طريق المقاومة والبندقية وأسر جنود الاحتلال لمبادلتهم بأسرانا في السجون الإسرائيلية".

وتابع:" ثقتنا في شعبنا ومقاومتنا كبيرة، لأن طريق البندقية وأسر الجنود هي اللغة التي تجبر الاحتلال على الرضوخ لمطالب شعبنا".

وحملت الفصائل الفلسطينية الاحتلال المسؤولية عن صحة الأسرى المضربين عن الطعام إسناداً للأسير المضرب بلال كايد، وعن تداعيات الإجرام الذي يمارس بحق أسرانا في سجون الاحتلال، داعية الأمة العربية إلى الاهتمام بقضية الأسرى من خلال دعم صمودهم، مطالبة المؤسسات الحقوقية والإنسانية برفع دعاوي قضائية بحق قادة الاحتلال للضغط عليهم للإفراج عن الأسرى.

فعاليات غير كافية

بدوره، اعتبر مركز أسرى فلسطين للدراسات، الفعاليات التضامنية والمساندة للأسير المضرب عن الطعام "غير كافية، وليست بالمستوى المطلوب، ولا توازي حجم المخاطر التي يتعرض لها الأسير بعد تراجع وضعه الصحي بشكل كبير".

وقال رياض الأشقر المتحدث الإعلامي للمركز، في تصريح صحفي وصل الـ "الرسالة": إن الفعاليات الشعبية والرسمية لها دور مهم وكبير في دعم وإسناد الأسرى في خطواتهم النضالية داخل السجون، وهي تحقق هدفين مهمين، الأول هو رفع معنويات الأسرى وذويهم، والثاني هو تحريك الرأي العام مما يشكل ضغطا على الاحتلال للاستجابة لمطالب الأسرى.

وأشاد بالفعاليات التي نظمتها جهات ومؤسسات مختلفة في الضفة وغزة والقدس وحتى داخل أراضي ال48، وكذلك أمام المستشفى التي يقبع بها الأسير كايد، مستدركاً أن هذه الفعاليات غير كافية.

يشار إلى أن الأسير كايد بدأ إضرابه المفتوح عن الطعام بتاريخ 15 حزيران/ يونيو، تنديدًا بقرار الاحتلال بتحويله للاعتقال الإداري، حيث يعاني من أوضاع صحية صعبة، ونقص في مستوى الضغط والسكر، ونقص في الوزن، حيث يقبع في العناية المركزة بمستشفى "برزلاي" الإسرائيلي.

اخبار ذات صلة