ثماني سنوات استطاعت بلدية جباليا خلالها تطوير خدماتها بشكل لافت، متغلبة على العديد من المشاكل الإدارية والمالية التي خلفها الحصار وسنوات ماضية تراكمت خلالها الديون عليها، مبرقة بذلك رسائل التحدي للمحاصرين، وبذات الوقت رسائل التفاني في خدمة المواطنين.
مشاريع نوعية تجاوزت قيمتها 43 مليون دولار نفذتها بلدية جباليا، كانت محور حديث "الرسالة" مع رئيس البلدية عصام جودة الذي استعرض أهم الإنجازات خلال الأعوام الثمانية الماضية في ظل قرب الانتخابات البلدية المقررة في الثامن من أكتوبر المقبل.
وضع صعب
يقول جودة إنه تسلّم البلدية في أغسطس عام 2008م في ظل ظروف صعبة من الناحية الإدارية والمالية، وما زاد الطين بلة هو تعرض المنطقة لمنخفض جوي خطير خلف أضراراً كثيرة بعد مرور شهرين فقط من تسلم البلدية، وتلاها تعرض القطاع لحرب الفرقان التي خلفت أثارا كارثية على المناطق الشرقية من المدينة".
وبين أنهم استطاعوا بنفس الكوادر البشرية تجاوز العديد من الأزمات بعد عملية إصلاح إداري ومالي خاصة بعدما خلفته الإدارة السابقة من ديون بلغت قيمتها 6 ملايين دولار كمستحقات للموظفين، ومليون دولار قرض بنكي، بالإضافة لمبالغ مستحقة للعديد من الشركات الموردة للبلدية.
وذكر جودة أنهم استطاعوا سداد تلك الديون، كما أنهم أمنّوا جزءا من المستحقات للموظفين، وحافظوا على صرف الرواتب كاملة بشكل شهري ما شكل حالة من الرضا الوظيفي لديهم. وبحسب رئيس البلدية، فإنهم شكلوا للمرة الأولى في تاريخ البلدية لجان أحياء تنبثق عنها لجنة متابعة تجتمع دورياً بالمجلس البلدي، وتقرر معه أهم السياسات، وتناقش هموم ومشاكل المواطنين.
أشركنا المواطن في رسم سياسات البلدية ووضع خطتها الاستراتيجية
وتهتم بلدية جباليا بنشر كل ما يتعلق بأمور البلدية أمام جمهورها، وخاصة على صعيد التقارير المالية والإدارية والموازنات، ومحاضر الاجتماع للمجلس البلدي من باب النزاهة والشفافية وحق المساءلة.
وأشار جودة إلى أنهم خلال ثماني سنوات وفّروا خدمة المياه لـ 95% من السكان من خلال زيادة عدد الآبار من 11 إلى 28 بالإضافة إلى 11 بئرًا غاطسًا، موضحا أنهم رفعوا نصيب الفرد من المياه يوميا من 70 لترً إلى 105 لترات بتكلفة بلغة 4 ملايين دولار.
وبحسب رئيس البلدية، فإن المشكلة الوحيدة التي تواجه بلديته هي موضوع المياه في المناطق الغربية نتيجة ملوحة الخزان الجوفي، موضحاً أن البلدية وقعت اتفاقية مع البنك الإسلامي لحفر 3 آبار مع خطوط ناقلة لتخدم المنطقة الغربية، مبشراً سكانها أن "الصيف القادم لن تكون مشكلة مياه لا في الكمية ولا النوعية".
وذكر أن شبكات الصرف الصحي باتت تغطي 90% من مناطق نفوذ البلدية بعد أن كانت تغطي 70% فقط، لافتاً إلى أن البلدية أقرت خطتها الاستراتيجية بحضور 600 شخصية نخبوية من مختلف الفئات، وقال: "هي عبارة عن خطة تسير عليها البلدية بتكلفة تجاوز 8 ملايين دولار".
مشاريع مائة رائدة
وبين رئيس البلدية أنهم أول من نفذ مشاريع لتجميع وحقن مياه الأمطار لدعم الخزان الجوفي وتخفيف الضغط على شبكات الصرف الصحي والاستفادة من المياه في حقن الخزان الجوفي كشارع بئر النعجة، وبركة تجميع المياه في منطقة خلف.
وحول مشاريع البلدية لتخفيف غرق المنازل في فصل الشتاء، قال جودة: "إن البلدية وضعت مشروعًا من ثلاث مراحل، نفذت المرحلتين الأولى والثانية لتخفيف الضغط عن بركة أبو راشد من خلال فصل المنطقة الغربية من المدينة وربطها مباشرة بأحواض بيت لاهيا، فيما تقوم المرحلة الثانية على حقن مياه المنطقة الشرقية من مكسر جباليا في باطن الأرض".
وأضاف: "ستساهم المرحلة الثانية والتي تنتظر التطبيق-وهي فصل منطقة جباليا خلال العام الجاري، والمقبل البلد- في جعل محيط بركة أبو راشد بأمان بنسبة 80%"، وفيما يتعلق بالمعسكر أوضح أنهم في تواصل تام مع الوكالة، وقال: "هناك ضغوط نمارسها عليهم لتنفيذ العديد من المشاريع".
تعزيز النزاهة والشفافية
وأكد أن البلدية اهتمت بقطاع الطرق ومنحته موازنة تقدر بـ ـــ25 مليون دولار، مضيفاً أن ذلك "رقم قياسي مقارنة بالسنوات التي سبقتها"، مشيرا إلى أنهم ركزوا على الشوارع الشريانية في المدينة والتي تخدم عدد كبير من المواطنين. ووفق جودة، فإن البلدية مع نهاية العام الجاري ستنهي العمل في ثلاثة شوارع رئيسية بدعم كويتي بتكلفة 2.25 مليون دولار.
حققنا نقلة نوعية بنفس الكادر البشري وبموارد مالية محدودة
وعملت البلدية على تحسين شبكة إنارة الشوارع من خلال استخدام الطاقة الشمسية في عدد من الشوارع الرئيسية بالمدينة كشارع بئر النعجة وشارع الرشيد الذي مازال تحت التنفيذ، وهو ما يضمن توفير في التيار الكهربائي وإنارة طوال الليل حتى في ساعات انقطاع التيار الكهربائي.
ويشير جودة إلى أنهم استطاعوا إنشاء عدد من الحدائق العامة والمرافق منها مبنى البلدية المكون من خمسة طوابق بالإضافة للمسلخ البلدي والعديد من المراكز الثقافية والملاعب المعشبة.
ووفق رئيس البلدية، فإنهم اجتازوا شوطا كبيرا على صعيد إجراءات الحكومة والحكم الرشيد من خلال التوقيع على مدونة سلوك لرئيس البلدية وأعضائها تحكم العلاقة بين الموطن وموظف البلدية لضمان النزاهة والمساءلة، فيما وقعت البلدية مذكرة تفاهم مع الائتلاف من أجل النزاهة الشفافية بهدف تطوير منظومة الشفافية في أنظمة البلدية.
ولفت إلى أنهم خصصوا رقما مجانيا للشكوى مع الاحتفاظ بسرية وهوية المشتكي بالتعاون مع منظمة أمان للإبلاغ عن أي واسطة أو محسوبية داخل البلدية ومعاقبة أي متجاوز للقانون، موضحا أنهم وقعوا على العديد من مواثيق الشرف ومذكرات التفاهم مع العديد من مؤسسات المجتمع المدني.
وعملت البلدية على تخصيص عشرات الدونمات بهدف إنشاء ثلاث مدارس تخدم سكان المدينة وتم التواصل مع وزارة التربية والتعليم والتي بدأت بتنفيذ المشاريع. وبحسب رئيس البلدية فإنهم خصصوا قطعة أرض لإنشاء مركز صحي متطور بتمويل من أحد فاعلي الخير لخدمة منطقة بئر النعجة، لافتا إلى أن البحرين ستموّل مركزًا صحيًا آخر لخدمة سكان المدنية.
وسعت بلدية جباليا لعمل توأمة مع عدد من البلديات على مستوى العالم في تركيا وموريتانيا وإيران والمغرب، فيما تسعى لتوسيع علاقتها بعدد آخر في المزيد من الدول. وتشغل بلدية جباليا عضوية العديد من المنظمات والهيئات الدولية بهدف تطوير عملها.