قائمة الموقع

ماذا وراء التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع بأجواء غزة؟

2016-08-20T14:41:48+03:00
صورة أرشيفية
غزة-محمود فودة

يشتكي سكان قطاع غزة منذ أيام من تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية، المعروفة شعبيا باسم (الزنانة)، تسبب في الوقت نفسه بقلق من أهداف هذه الطلعات الجوية.

وغصّت صفحات التواصل في غزة بعشرات المنشورات التي أبدى فيها المواطنون انزعاجهم من التحليق المكثف والمنخفض لـ"الزنانة"، فيما استثمر بعضهم خاصية البث المباشر عبر "فيسبوك" لنشر فيديوهات ليلية لصوت تحليق الطيران.

وتنوعت آراء المتابعين للشأن "الإسرائيلي" والمختصين الأمنيين حول الهدف الإسرائيلي من تكثيف الطلعات الجوية لطيران الاستطلاع، بعضهم اتجه إلى القول بأن الاحتلال يحاول جمع معلومات استخباراتية حول تطور القدرات العسكرية للمقاومة، فيما اعتبره آخرون تحليقا دوريا لا يستدعي القلق.

ويعتمد أصحاب الرأي الأول في توقعاتهم على بعض تصريحات قادة الاحتلال المتعلقة بجبهة غزة، أو الحديث عن إعادة الجنود المفقودين، فيما اعتمد أصحاب الرأي الثاني على أن طرفي الساحة (إسرائيل) والمقاومة ليستا في وارد الدخول في معركة جديدة حاليا؛ لأسباب منطقية لكليهما.

المتابع للشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي توقع في حديث مع "الرسالة نت" أن تكون قيادة جيش الاحتلال قد اتخذت قرارا بتكثيف الجهد الاستخباري في قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة؛ بهدف إعادة ملء بنك الأهداف، بالإضافة إلى رصد قدرات حركة حماس بشكل فعلي، ومحاولة معرفة ما تخطط له.

ورأى الرفاتي أنه بعيدا عن الهدف الاستخباري ربما يكون تكثيف تحليق الطيران هدفه إعاقة عمل المقاومة وتجهيزاتها، بعدما تنبهت الأخيرة لخطورة طيران الاستطلاع أثناء الإعداد والتجهيز للمفاجئات.

وقال: "ربما بدأ جيش الاحتلال سياسة التضييق المشدد في التعامل مع الإعداد والتجهيز الذي تعده المقاومة؛ بهدف عدم إعطاءها أي وسيلة للعمل بأريحية، وإبقائها تحت حالة من الضغط وقلة الإمكانيات، والخوف من التصعيد في أي لحظة".

ومن ناحية أخرى ربما يكون التصعيد الإسرائيلي في أجواء غزة وعلى الحدود الشرقية، هدفه إيصال رسالة لحماس مفادها أن الجيش مستعد لأي تصعيد في حال فكرت الحركة بتسخين الجبهة، وفق الرفاتي.

وعلى النقيض، يقول الدكتور هشام المغاري الخبير الأمني إن حالة الردع القائمة بين المقاومة و"إسرائيل" تشجع على استبعاد نشوب أي مواجهات عسكرية في المرحلة المقبلة بينهما.

وأوضح أن "إسرائيل" لا تدخر جهدا في سبيل جمع أكبر قدر من المعلومات الاستخبارية عن جهود المقاومة؛ لزيادة قوتها وتطوير أداءها، "وهذا ما يدفعنا إلى توقع أن تكون حالة تكثيف تحليق الطيران ضمن عمل استخباري دائم".

وأوضح أن ازدياد تحليق طيران الاستطلاع يستدعي رفع مستوى السرية لدى المقاومة في تحركاتها، وتجهيزاتها العسكرية؛ لانزعاج "إسرائيل" من جهود الإعداد المستمرة منذ انتهاء العدوان الأخير على غزة صيف 2014.

ودعا إلى طمأنة الشارع الفلسطيني بغزة بأن الأشهر المقبلة لا يمكن أن تحمل أي مواجهات عسكرية؛ بالنظر إلى الأسباب المنطقية التي تدفع الطرفين إلى التمسك بالهدوء القائم على الحدود، "بغض النظر عن بعض الأحداث الأمنية التي تقع بين الفينة والأخرى".

على أي حال، لا يمكن للمقاومة أن تأمن مكر الاحتلال، وخصوصا بعد تعيين أفيغدور ليبرمان وزيرا للحرب، الذي قد يرى في الاتجاه لمواجهة مع غزة نقطة لإثبات قوته أمام محور الحكومة، بعد مواقفه المتشددة في المعارضة.

اخبار ذات صلة