عام بالتمام والكمال مضى ودخلنا في العام الثاني ولا يزال الشبان الأربعة مغيبين قسرا بعد أن تم اختطافهم على يد مجهولين معلومين لدى كل الناس إلا الأغبياء المتذاكين والذين يظنون أنهم بصمتهم يخدعون الشعب الفلسطيني، وأن نكرانهم لعملية الخطف التي وقعت في مربع أمني محكم، وبشكل مسرحي هزيل لعبه أحد الاجهزة الأمنية وعلى الأرجح جهاز الاستخبارات العسكرية ، هذا النكران لم يخدع الاطفال حتى يخدع الكبار.
عام كامل وأقمار غزة عبد الله ابو الجبين، حسين الزبدة، عبد الدايم ابو لبدة، وياسر زنون يقبعون في سجون عبد الفتاح السيسي يعذبون ويغيبون وينكر وجودهم لا لجريمة ارتكبوها أو مخالفة اقترفوها؛ ولكن غيبوا بسبب حبهم للجهاد ولفلسطين، هذه التهمة التي من اجلها خطف السيسي عبر زبانيته من الاجهزة الامنية الشبان الاربعة بعد أن سمح لهم بدخول الاراضي المصرية عبر البوابة السوداء (معبر رفح ) الذي تحول إلى معبر موت وحصار وعذاب وخطف، كيف تسمح لهم سلطات المعبر بالدخول بعد أن تم ختم جوازاتهم بالأختام الرسمية ودخلوا الأراضي الرسمية بشكل رسمي ثم يتم خطفهم من الحافلة التي اقلتهم ظانين أنهم اصبحوا بأمن وأمان ولم يخطر ببالهم أنهم وقعوا فريسة لشيطان اسمه الأمن المصري خدمة للعدو الصهيوني وبأمر منه، ليحقق معهم ويحرموا من النوم والأكل بل وأكثر من ذلك يحرموا من الصلاة وينكل بهم، والهدف معرفة أسباب رحلتهم، والمكان الذي يريدون التوجه إليه، والجهاز المقاوم الذي يتبعون له.
سأل الاخوة في حركة حماس يوم أن كانوا في القاهرة عنهم جهاز المخابرات المصرية الذين التقوا بهم عن مصير الشبان الأربعة الذين تم خطفهم على بعد مئات الامتار من معبر رفح داخل الاراضي المصرية فأنكروا علمهم مدعين أن مجهولين قاموا بذلك، عار ما بعده عار أن يحدث اختطاف في أرض تخضع للسيادة المصرية وعلى بعد أمتار من جيش مصر العظيم !، وهل يا مخابرات مصر تعتقدون أن أحدا قبل روايتكم وصدق عدم معرفتكم، إذا كان قولكم صحيحا فهذا عار عليكم والمفترض أن تلبسوا(طرحا) على رؤوسكم وأن يبحث كل واحد منكم عن جحر يختبئ به فهذا أشرف لكم .
ونسأل أبو الشرف عبد الفتاح السيسي الرئيس المصري وكونه رئيس مصر أو غير ذلك فهذا شأن الشعب المصري وهو الذي يقرر في الأمر، يا سيد عبد الفتاح يا سيسي لصالح من يختطف الشبان الأربعة ؟، وهل باتت مصر العظيمة بأهلها وكيلا أمنيا للاحتلال الصهيوني ؟ إذن من وجهة نظرك أم مصلحة مصر بالعمل على خدمة الصهاينة وتقديم الطاعة لنتنياهو وأن يكون نظامك جسرا لعبور الصهاينة عليه للتطبيع مع العرب ، فهذا شأنك رغم ما يلحق بنا من ضرر شديد، والأمر كله يرد إلى الشعب المصري الذي سيقرر الأمر ويضعه في نصابه الصحيح، ولكن يا سيسي أفندي ما ذنب عائلات الشبان من آبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأطفالهم وأحبائهم أن يعذبوا بهذه الطريقة التي لا يقبلها منطق أو عقل.
يا سيسي أفندي ماذا لو قامت عصابة مجرمة بعملية خطف لابنك وأطفاله كما قامت العصابة المجرمة قبل عام بخطف الشبان الأربعة، ماذا ستفعل عندها؟، وكيف ستتصرف؟، هل ستصمت وتتحمل أن يغيبوا عنك عاما كاملا ويدخلوا في العام الثاني ( ولا حس ولا خبر).
بأي لغة تريد أن نخاطبك نحن وعوائل الشبان الأربعة، أبلغة الأدب وأنت فاقدها بعدما خاطبوك بها منذ عام ولازالوا ولكن دون جدوى، ما السبيل كي يقنعوك بأن جريمة خطف الشبان الاربعة عار على مصر وعار أشد عليك، إلى متى ستبقى هذه العائلات في العذاب ولا تنام إلا وهي تلهج بالدعاء إلى الله المنتقم الجبار بأن ينتقم من كل ظالم تسبب بعذاباتهم وعذابات أطفالهم الناجمة عن غياب أبنائهم وعدم معرفة مصيرهم .
سيسي لو كنت تملك الشجاعة والجرأة قدم الشبان الاربعة الى المحاكم، وجه لهم تهمة لمحاكمتهم عليها، نحن على يقين أن الشبان الأربعة أطهار وأبطال وشرفاء وليس لديك ما تقدمه ضدهم ، فأشرف لك ولجيشك ولأمنك ولمصر كلها أن تعيدهم بعد أن خطفتهم، ونعدك بأن أحدا لم يتحدث عن شيء وسنقول خُطفوا وعادوا والحمد لله.