يواصل مقاتلو المعارضة السورية المسلحة تمشيط مدينة جرابلس المتاخمة للحدود التركية إثر سيطرتهم الكاملة عليها بدعم من الجيش التركي وطائرات التحالف الدولي، بعد معركة مع تنظيم الدولة الإسلامية استغرقت عشر ساعات.
وأفاد مراسل الجزيرة معن الخضر بأن المرحلة الحالية تشمل تمشيط محيط جرابلس والسيطرة على قرية تبعد ثلاثة كيلومترات عن جنوب المدينة، والسيطرة على مواقع أخرى في الريف القريب منها.
وأشار المراسل إلى وجود تحليق مكثف لطائرات التحالف الدولي فوق جرابلس، وتوقع أن تشهد الساعات القادمة اقتحام مناطق أخرى لتنظيم الدولة.
ولفت إلى أن تنظيم الدولة لم يخض اشتباكات خلال الساعات الماضية مع المعارضة، واختار الانسحاب نحو مناطق سيطرته في عمق ريف حلب الشرقي تجنبا للمواجهة.
وأوضح المراسل أن العملية بدأت في الساعة الرابعة فجر اليوم الأربعاء عبر إطلاق عدد من قذائف المدفعية التركية، تلاه دخول عدد من القوات الخاصة والدبابات التي فتحت ممرات على الحدود، ثم دخول نحو ألف مقاتل إلى التلال المطلة على شمال وغرب جرابلس حيث سيطروا على عدة قرى.
من جهته قال مراسل الجزيرة محمد عيسى -من بلدة الراعي السورية- إن المعارضة المسلحة سيطرت على بلدة العمارنة جنوب جرابلس بعد اشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودَها الفقري.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) مشاركتها بغارات جوية في عملية "درع الفرات" التي أطلقتها تركيا لتطهير مدينة جرابلس من تنظيم الدولة.
وأوضح مسؤول في البنتاغون أن مقاتلات التحالف الدولي شنت غارات لدعم قوات الفصائل السورية المدعومة من القوات التركية في هذا الهجوم.
ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن الولايات المتحدة استخدمت مقاتلات وطائرات بلا طيار في تنفيذ ثماني ضربات جوية ضد تنظيم الدولة في جرابلس.
وتأتي العملية العسكرية المشتركة بين قوات تركية والمعارضة السورية المسلحة بعد تصاعد الأحداث بمحاذاة الحدود السورية التركية، وكان آخرها الهجوم الانتحاري الذي أوقع عشرات القتلى في مدينة غازي عنتاب بتركيا. وقد توعدت أنقرة برد حازم لتطهير الحدود من المنظمات الإرهابية.