نصب المجاهدون "الكمين القاتل" ليشعلوا فتيل المعركة في العصف المأكول، فكانت بحق "جحيم المواجهة" على الاحتلال، فيما ارتقى القادة الشهداء ورفاق دربهم ينظرون إليهم "نظرة عشاق"، ويحفظون سيرتهم في "حكاية الرجال"، ولا زال "الضباب" يغطي ملفات لم تُفتح بعد!
كانت تلك الأسماء التي احتوتها الأقواس، عناوين لإصدارات إعلامية أطلقتها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، لتروي في كل إصدار حكاية جديدة، وتفتح ملف جديد لم يُفتح بعد من ملفات معركة العصف المأكول.
فقد سردت الكتائب حكايات عدة لعمليات متنوعة، وكانت البداية من فيلم "الكمين القاتل"، والذي احتوى على تفاصيل جديدة للكمين الذي أوقع قتلى وجرحى بصفوف جنود الاحتلال شرق خانيونس، فيما كانت أبرز مشاهده وضع أحد المجاهدين عبوة "شواظ" على جرافة إسرائيلية وتفجيرها من نقطة صفر.
ثم عرضت الكتائب فيلم "جحيم المواجهة"، والذي سرد حكاية كمين استمر أكثر من ساعتين في داخل أحد المنازل بمنطقة الزنة شرق خانيونس، وأصدرت كليب "حكاية رجال" بعد عرض عسكري مهيب وخطاب للمتحدث باسم القسام أبو عبيدة، وأظهر الكليب بعض نماذج العمليات التي نفذها الشهداء القادة الثلاثة في رفح.
حكايات بطولة لم تُروَ بعد
بدوره؛ أكد المحلل السياسي إبراهيم المدهون أن كثافة الإصدارات الإعلامية لكتائب القسام في هذا الوقت، جاءت لعدة اعتبارات أبرزها الذكرى الثانية لمعركة العصف المأكول، وإظهار البطولة التي خاضها مقاتلو القسام، وتحفيز الأجيال الفلسطينية للالتحاق بركب المقاومة.
وقال المدهون في حديثه لـ "الرسالة": "ما عرضته كتائب القسام خلال إصداراتها الإعلامية المكثفة الأيام السابقة، يُظهر حجم التجهيز والإعداد الذي كان قبل المعركة، وما تم عرضه جزء بسيط مما قد تشهده المواجهة المقبلة".
وأوضح المدهون أن ما تصدره كتائب القسام نموذج ومثال يُحتذى به، وأن العشرات من العمليات لم تعرضها القسام بعد، ستعمل على إخراجها في الوقت المناسب، مشددا على أن الاحتلال لديه مراجعات كبيرة واعتراف صريح بالفشل والاخفاق أمام بطولات المجاهدين.
ونفى أن يكون لهذه الإصدارات أي علاقة من قريب أو بعيد بأي حملة دعائية انتخابية، مؤكداً أن كتائب القسام لا تهتم بالتفاصيل المحلية وتركز جهدها على مقاومة الاحتلال وحشد الرأي العام لصالح المقاومة.
ورأى المدهون أنه ليس من العيب أن تستفيد حركة حماس من هذه الإصدارات لصالحها، "لأن المواطن عندما يدلي بصوته فهو ينتخب بشمولية، وكل الفصائل تفتخر بإنجازاتها الوطنية"؛ على حد قوله.
معركة إعلامية
من جهته؛ رأى اللواء يوسف الشرقاوي المحلل والخبير العسكري أن كتائب القسام أرادت أن تثبت للشعب الفلسطيني أن أداءها كان مميزا أثناء الحرب، وللعدو الإسرائيلي أنها قادرة على الإعداد وتنفيذ مهامها الدفاعية والهجومية على أكمل وجه.
وقال الشرقاوي لـ "الرسالة": "الإصدارات التي أطلقتها كتائب القسام جزء لا بد منه في إطار المعركة الإعلامية، وهذا شيء إيجابي جداً لرفع معنوية الشعب وجمهور المقاومة، وإبقائه في حالة ديمومة مع المقاومين، وإشاعة ثقافة المقاومة، وضرب معنويات العدو".
وأشاد بالجهد الإعلامي الكبير الذي تبذله الدائرة الإعلامية بكتائب القسام، مطالباً إياها أن تواصل هذا العمل من أجل إشاعة ثقافة المقاومة، وهز معنويات المجتمع الإسرائيلي.
وحول خطاب أبو عبيدة؛ أكد الشرقاوي أنه أعطى رسالة قوية ضللت العدو، وجعلت مجتمعه يضغط على حكومته من أجل المسارعة في صفقة تبادل، لافتا إلى أنه من حق المقاومة أن تعامل أسرى الاحتلال بالمثل، وألا تبالغ بالإنسانية نظرا لبشاعة المحتل.
وكان المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة قد تعهد أثناء خطابه بمهرجان يوم الانتصار والشهداء قبل يومين، بتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الصهيوني، مهددا بمعاملة أسراه لدى حركة حماس بنفس الطريقة التي يُعامل بها الأسرى الفلسطينيون.