مع اقتراب إغلاق الباب أمام ترشيح القوائم للانتخابات المحلية والذي يصادف نهاية اليوم الخميس، وبظهور القوائم الرسمية والمسربة، بدأت تتكشف ملامح الترشيحات التي اعتمدها المشاركون على صعيد الفصائل والمستقلين.
ورغم قلة عدد القوائم التي تسلمتها لجنة الانتخابات المركزية بشكل رسمي والذي بلغ 20 قائمة حتى صياغة كلمات التحقيق، إلا أن القوائم المسربة والتي ترجح المصادر أنها صحيحة أظهرت أن الفصائل وحتى المستقلين اعتمدوا على العائلات والعشائرية كثقل لهم في العملية الانتخابية.
في حين أن ظهور شخصيات ذات وزن ومقبولة في الشارع كان علامة لافتة في العديد من القوائم وهو ما شكل صعوبة في تشكيل تلك اللجان وأدى لتأخير الإعلان عنها.
وتظهر القوائم المعلنة أن حماس لم تعتمد اسما محددا لقوائمها بل لجأت لدعم عدد من القوائم الموزعة على المحافظات، والتي ضمت في غالبيتها شخصيات إعلامية شبابية للمرة الأولى. إحدى القوائم التي أعلنت بشكل رسمي ودعمتها حركة حماس هي "قائمة الكفاءات الوطنية" في رفح والتي شملت وجوها ذات قبول شعبي وفصائلي، إذ أن قائمة الكفاءات شخصيات من عائلات معروفة، ويعملون في مناصب مرموقة في عدد من المؤسسات المحلية.
وبحسب جميل الخالدي مدير لجنة الانتخابات المركزية الإقليمي في غزة فإن عدد القوائم التي وصلتهم حتى منتصف نهار الأربعاء بلغ 20 قائمة فقط، موضحا أن تلك القوائم لا تنسب لأي من الفصائل.
وبين أنهم يتوقعون وصول المزيد من القوائم قبل نهاية مدة الترشيح والتي تصادف منتصف ليل اليوم الخميس.
من جانبه يرى المحلل السياسي د. تيسير محيسن إن كل التيارات المشاركة اعتمدت البعد العائلي والعشائري في اختيار المرشحين بنسبة 80% في القوائم، بالإضافة للكفاءة المهنية والقبول الشعبي.
وبحسب محيسن فإن قطاع الشباب كان حاضرا بنسبة عادية لا تتجاوز الـ40 % في بعض القوائم وخاصة القوائم المتعلقة بالمستقلين.
ويعتبر أن المراحل الانتخابية تجري بشكل سلسل على عكس المتوقع وبعيدا عن التشنج سوى من بعض المشادات الفتحاوية التي جرت في بعض المناطق والاتهامات بدمج ما يسمنوهم متجنحين في بعض القوائم، مشيرا إلى أن الوضع الحالي يبدد المخاوف من التأجيل أو أي انتكاسة في الانتخابات.
وعلى صعيد الضفة ذكر أن موضوع التوافق لقي قبولا في العديد من المناطق خاصة بين التيارات الإسلامية واليسارية، فيما جرى توافق في بعض المدن بين حركتي فتح وحماس.
بدوره اعتبر طلال عوكل المحلل السياسي إن الملاحظ على القوائم أن النخبة عاكفة عن المشاركة في الانتخابات، وان الميل جرى أكثر للشخصيات الحزبية، موضحا أن الفصائل وجدت صعوبة في تطبيق ما وعدت به بأنها ستلجأ للكفاءات بعيداً عن الحزب.
وحول السبب في تأخير الإعلان عن القوائم المشاركة في حين تتحدث معلومات سربت "للرسالة" إن فصائل ذات ثقل في الساحة لم تنجح حتى اللحظة في تشكيل قوائم في بعض المناطق يرى محيسن إن كل التيارات السياسية التي قررت المشاركة تبحث عن شخصيات ذات طابع واحد وهو ما يجعل المهمة صعبة عليها.
وذكر أن البدائل المتاحة ليست سهلة، خاصة وأن الكثير من الشخصيات الملائمة من نظر الفصائل لديها عزوف عن المشاركة في قوائم تنتمي لأي من التيارات السياسية.
ويؤكد محيسن بحسب معلومات لديه أن تيارت وازنة ما زالت عاجزة حتى الآن عن إيجاد شخصية واحدة تدعم فيها قوائمها.
ويوافقه الرأي عوكل الذي يعتقد أن الفرصة ما زالت متاحة أمام القوائم إلا أن التأخير يدلل على صعوبة واجهتها الفصائل في تشكيل القوائم.
وذكر أن اليسار أخذ وقتا طويلا في تشكيل القوائم ولا ندري إذا كان نجح في المهمة خصوصا في ظل الخلافات لأنها كانت التجربة الأولى التي تضم قوى اليسار مجتمعة، موضحا أن التأخير أيضا انعكس على خلافات داخل فتح كذلك.
بدوره ورغم اقتراب موعد انتهاء الترشيح إلا أن القيادي في حركة فتح فايز أبو عيطة نفى عبر صفحته على الفيس بوك علاقتهم بكل القوائم المنسوبة لهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن وجهات مدسوسة تعمل على خلق حالة من الإرباك تقوم بنشر قوائم بأسماء تدعي أنها قوائم لمرشحي حركة فتح في الانتخابات البلدية.
وأكد أن قيادة الحركة عاكفة على الإخراج النهائي للقوائم التي سيتم الاعلان عنها بشكل رسمي في وقته المحدد، وبعد تسليمها للجنة الانتخابات المركزية.