تبرز الخلافات الفتحاوية على السطح مجددًا؛ لكن هذه المرة عبر تعدد تشكيل القوائم الانتخابية المحسوبة على الحركة في ظل تشظي الوضع الداخلي للحركة.
خلال الفترة الوجيزة الماضية، أميط اللثام عن 3 قوائم انتخابية لتيارات الحركة المتنازعة، في ظل تعنت رئيس السلطة محمود عباس في دمج التيارات المتصارعة داخل الحركة.
القائمة الأولى هي التابعة لفريق الرئيس، وهي التي ستفجر الوضع داخل فتح إذا أخفقت في تشكيل حالة تجمع رغبات البيت الفتحاوي الجامح في الوصول الى سدة الحكم.
ورغم تطمينات محمود العالول نائب رئيس فتح بالعمل على تشكيل قوائم من شخصيات وطنية، "ووجوه غير كالحة" بوصف جبريل الرجوب، إلّا أن ذلك لم يعط ضمانات داخل الحركة بإمكانية استثناء شخصيات وزانة على حساب تشكيلة لا تراعي المعايير.
وبحسب حاتم عبد القادر القيادي المقرب من مروان البرغوثي، فإن عدم مراعاة تلك المعايير، سيدفع تيار مروان، لتشكيل قائمة انتخابية، "فهذا حق لكل شخصية فتحاوية".
وأكدّ عبد القادر لـ"الرسالة نت" أنّ إمكانية خوض انتخابات المجلس التشريعي بقائمة منفردة عن القائمة الرسمية واردة، اذا ما اصر رئيس السلطة محمود عباس وفريقه تجاوز الرغبة الفتحاوية بتشكيل قائمة حركية تحظى باحترام القواعد والجمهور الفتحاوي.
أما القائمة الثالثة، فهي خاصة بالتيار الإصلاحي المنبثق عن الحركة، الذي يتزعمه القيادي المفصول محمد دحلان.
دحلان الذي أعلن عن رغبته تشكيل قوائم خاصة به، سيخوض العملية الانتخابية بشكل محسوم خارج قوائم الحركة، بعد اخفاق الجهود للتوصل لمصالحة فتحاوية داخلية، رغم تدخل أطراف إقليمية ودولية.
وأكدّ المتحدث باسم فتح حسين حمايل، أن دحلان لم يعد ضمن التنظيم ولن يرشح تياره ضمن قوائم الحركة.
في موازاة ذلك، يجري التداول في أوساط فتحاوية عن رغبة شخصيات قيادية من "الحرس القديم" في حركة فتح ممن لديهم مواقف سلبية من رئيس السلطة نتيجة لإقصائهم بتشكيل قائمة مستقلة.
تلك القائمة يقف خلفها، بحسب المصادر الخاصة بـ"الرسالة نت"، شخصيات وازنة من مركزية فتح سابقا ابرزهم احمد قريع، إلى جانب شخصيات قيادية سابقة في السلطة ومنظمة التحرير كنبيل عمرو وياسر عبد ربه.
ووفق بعض المصادر، فإن هذه الشخصيات تجري بحثا معمقا حول إمكانية خوض العملية الانتخابية في قائمة منفصلة وبدعم واسناد من قريع الذي يمثل أحد أبرز أعمدة فتح السابقين، قبيل اقصائه عن المشهد السياسي.
لم تفصح المصادر عن طبيعة الأسماء التي ستلتحق بتشكيلة هذه القوائم، لكنّ هذا التوجه يكشف عن احتدام صارخ داخل البيت الفتحاوي.
احتدام الوضع الداخلي، عبر عنه رئيس السلطة محمود عباس الذي هددّ بـ"قتل" من يرشح نفسه خارج أطر الحركة، في إشارة الى حجم الرعب والارتباك الذي يسيطر عليه وشعوره بعمق الأزمة، وفق توصيف القيادي في فتح عبد الحميد المصري.
ودفع الوضع الراهن القيادي بفتح سلطان أبو العنين المستشار السابق لرئيس السلطة للقول: "بئس الانتخابات التي ستمزق صفوف حركة فتح الممزقة أصلا".
وكتب أبو العنين عبر حسابه الشخصي على موقع فيسبوك: "بمرارة أصارحكم أننا دخلنا بتنافس مر وشرس بين فتح وفتح ولوائح أخرى عديدة"
وأضاف: "تشتد المنافسات والخلافات واللوائح - المتصارعة قبل الزمن المحدد، نعم هذا الوقت ليس مثاليا لتصفية الحسابات، اليوم هو يوم العمل وتغليب مصلحة الوطن أولا والحركة ثانيا".
ويبقى السؤال لدى ابن فتح، "لأي فتح ستصوت؟"، خاصة في ظل تنظيم باتت تسيطر عليه حسبة الراتب والمال.