قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الضباب ورسائل القسام الأخرى

إبراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

إبراهيم المدهون

قبل أيام تم عرض فيلم الضباب عبر فضائية الاقصى وهو أحد الإصدارات المهمة لدائرة الاعلام العسكري في كتائب القسام، وقد احتوى الفيلم على تفاصيل عملية إنزال خلف خطوط العدو، ولكن هذه المرة ليست من تحت الأرض بل من فوقها تحديا لطائرات الاستطلاع، وقد شاهدنا مشاهد حية تنقل المقاومين واشتباكاتهم وقتلهم للجنود واستهدافهم للآليات، وقد تم تنفيذ عملية دمر خلالها اليات ودبابة وقتل مجموعة من جنود الاحتلال، وارتقى خلال هذه العملية الشهيد أحمد الجماصي، وقد شارك في العملية الشهيد ثابت الريفي الذي استشهد في رحلة الاعداد بعد أكثر من عام على الحرب، لا شك أن الفيلم حمل رسائل غير مباشرة ومؤثرة أبرزها عملية أسر الجندي شاؤول ارون، وعلامات الاستفهام حول مصيره، كما أظهرت قوة وبسالة رجال القسام. الضباب ليس الاصدار الوحيد في هذه الفترة فقد سبقه كمائن الموت ومجموعة أخرى رصدت عمليات محكمة نفذها القسام بالإضافة لتصريح أبو عبيدة المركزي في رفح، وكل ذلك جاء في سياق الاحتفاء في الذكرى الثانية لمعركة العصف المأكول، مع إظهار بطولة شعبنا ومقاومته، وتحفيز الأجيال الفلسطينية للالتحاق بركب المقاومة، فما عرض يُظهر حجم التجهيز والإعداد والتدريب الذي سبق المعركة، وهو نموذج ومثال يُحتذى به. وأعتقد أن العشرات من العمليات لم تعرضها بعد دائرة الاعلام العسكري، وستعمل على إخراجها في الوقت المناسب، فلدى كتائب القسام الكثير من أسرار وخفايا الحرب وترى قيادة القسام أنه من المفيد وطنيا نشرها للجمهور والتعريف بها، خصوصا أن هناك شهداء يجب ذكرهم وتعريف الناس بهم، وهناك أحداث من الضروري إيضاحها للناس لتظهر الصورة كاملة ولا شك أن مثل هذه الإصدارات والرسائل تعمل على تحريك ملف الأسرى، رغم أن صفقات التبادل تأخذ وقتا طويلا وهي عملية معقدة وتعتبر حربا نفسية وإعلامية وسياسية واستخباراتية وعملياتية متواصلة وعلى مدار الساعة، فهناك صراع أدمغة عنيف لا يقبل الخطأ، فالقسام يدير المعركة بروية وهدوء ولا يجعل سيف الوقت مسلطا عليه فما يهمه الوصول للهدف المنشود والإفراج عن مئات الأسرى الذين حكموا بالمؤبدات. ولا شك أن ما سربه القسام بطريقة مباشرة وغير مباشرة حرك المياه الراكدة وجعل أهالي الجنود الأسرى يتحدثون في الإعلام ويتحدون حكومة نتانياهو ويقومون بفعاليات ويتحركون للضغط وهذه خطوة ايجابية للوصول لصفق، مع العلم ما زال لدى القسام مساحات واسعة من المناورة يستثمرها بحكمة وروية دون عجلة ويظهر ما لديه في الوقت المناسب. في الختام لا علاقة لمثل هذه الاصدارات علاقة بقرب مواجهة جديدة مع الاحتلال، فما يحكم المواجهة والتهدئة معادلة ميدانية وسياسية معقدة ولم يعد من السهولة العدوان على غزة.

البث المباشر