قائد الطوفان قائد الطوفان

فتح ستدّعي دعم القوائم الفائزة

المشهد الانتخابي بالضفة ضبابي والغلبة للشخصيات العشائرية

الرسالة نت-لميس الهمص

يبدو المشهد في الضفة الغربية ضبابيا على صعيد الانتخابات البلدية والقوائم المرشحة لخوض غمار المنافسة فيها، وظهر جلياً أن حالات القمع والانتهاكات جعلت حركة فتح تخوض الانتخابات شبه وحيدة في العديد من القرى والمدن، فيما خلت أخرى من أي قوائم.

واعتمدت فتح في قوائمها الانتخابية في الضفة على شخصيات فتحاوية، وكذلك اتخذت من العشائر وأسماء العائلات رافعة في عدد من القرى، كما اعتمدت في اختيار الشخصيات على النفوذ ووفق ما يحقق مصالحها، حيث تعمدت اختيار قيادات بارزة ولامعة، فكان الفصيل هو من سيطر على القوائم بعيداً عن المهنية في الكثير من المناطق.

المحلل السياسي خالد العمايرة من مدينة الخليل رأى أن القوائم طغى عليها الطابع العشائري بعيداً عن البعد الوطني والمهني، وهو ما يعبر عن انحدار -من وجهة نظره- في الثقافة الوطنية، مشيراً إلى أن ما يحدث هو نتاج لثقافة أوسلو التي جعلت الوطن للمقاولين الذين يعملون لدى الاحتلال، وفق تعبيره.

وبحسب العمايرة فإن فتح لجأت للتحالف مع العائلات، موضحا أن إحدى القوائم التابعة للحركة يترأسها شخصية فتحاوية ومن ثم تتلوها شخصية عشائرية تحوم حولها شكوك في العديد من القضايا الوطنية.

ووفق الإعلان الصادر عن لجنة الانتخابات المركزية، فإن قائمة واحدة فقط ترشحت في 181 مجلسًا محليًا جميعها بالضفة الغربية، ما يعني فوزها بالتزكية، "أي أن 43.5% من المجالس حسمت نتائجها بشكل مسبق قبل الانتخابات، فيما لم تتقدم أي قوائم في 38 مجلسًا، بينما تقدمت قوائم متنافسة في 196 مجلسا من أصل 416 إجمالي عدد المجالس".

ولعبت الأجهزة الأمنية وتدخل جهاز الأمن الوقائي في العديد من مدن الضفة لتهديد المرشحين وإجبارهم على سحب طلبات الترشح دورا في إضعاف المشهد الانتخابي في الضفة الغربية، وبحسب المحلل السياسي الدكتور صالح عبد الجواد فإن غياب حماس عن المنافسة في بعض المناطق جعل الانتخابات تفقد حرارتها، مبيناً أن المواطنين ملوا من الفصائلية، لذا حاولت فتح تطعيم قوائمها بشخصيات مهنية إلا أن مصالح الفصيل تغلبت وتحكمت في النهاية.

بدوره، قال المحلل السياسي الدكتور عادل سمارة: إن الانتخابات قبل السلطة كانت تعتمد على أن المرشح مؤيد لمنظمة التحرير وأصحاب خبرات، إلا أنها تحولت حالياً لصراع سياسي"، معتبراً أن الانتخابات البلدية من المفترض أن تمثل القاعدة الشعبية وذات علاقة بالخدمات، إلا أن ما يحدث هو صراع في منتهى "الغرابة والصعوبة"، على حد وصفه.

ويرى سمارة أن القوائم المرشحة غير مؤهلة فنيا وتقنيا، وستعطي نتائج سيئة، مبينا أن الانتخابات البلدية لا تقيس شعبية أي فصيل، محذرا من اشتباكات يوم الانتخابات نتيجة التعبئة والحشد في الساحة الضفاوية والحالة الوطنية المأزومة.

وفي السياق، اشتكت حركة حماس من تهديدات وضغوط تعرض لها مرشحون محسوبون عليها، بحسب ما قال ممثل الحركة في لجنة الانتخابات فايز أبو وردة.

وبحسب مصادر خاصة، فإن الضغوط التي مارستها الأجهزة الأمنية أجبرت عددًا من مرشحي قوائم طولكرم وبيتونيا والخليل على الانسحاب، فيما أدت ضغوطها في بلدة عنبتا لانسحاب الجبهة الشعبية من التحالف مع حماس مما أدى لفشل القائمة المشتركة.

وفي ظل حالة الفوضى نصح علاء الريماوي حركة حماس بالإعلان من خلال مؤتمر صحفي عن قوائمها التي تدعمها بالضفة، خاصة في ظل حالة الفوضى الراهنة.

ويرى مراقبون أن الغلبة الأكبر ستكون للقوائم العشائرية، معتبرين أن حركة فتح من السهل أن تدعي أنها كانت تدعم أيا من القوائم الفائزة في ظل الضبابية والعربدة من الأجهزة الأمنية.

البث المباشر