الكعبة المشرفة تكتسي بثوب غير تقليدي هذا العام

صبيحة يوم عرفة الموافق التاسع من ذي الحجة من كل عام تكتسي الكعبة المشرفة ثوبها الجديد المصنع من الديباج الأسود المطرز بالذهب والشهادتين والآيات القرآنية، والذي صنعه أكبر فناني العالم الإسلامي.

يرجع تاريخ كسوة الكعبة إلى 5400 عام، تحديداً إلى قوم "تبع"، ويذكر أن أول من كساها هو تبع أسعد أبو كرب الحميري ملك اليمن، ومنذ ذلك الوقت بدأ الاهتمام بكسوة الكعبة، وتم توارث هذا العمل حتى بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- ليكون أول من كسا الكعبة في الإسلام بعد أن حرقتها امرأة، حيث كساها -صلى الله عليه وسلم- بالثياب اليمانية، ثم توالى الخلفاء من بعده بالاهتمام بها.

الخلافة الراشدة: في عهد الخلفاء الراشدين كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أول رجل في الإسلام يضع على الكعبة كسوتين.

عهد الدولة الأموية: جعلت الدولة الأموية يوم عاشوراء للكسوة الأولى، والثانية آخر رمضان، وكانت ترسل الكسوة من دمشق إلى مكة.

الدولة العباسية: قامت الدولة العباسية بكساء الكعبة المشرفة ثلاث مرات في السنة: الأولى من الديباج الأحمر تكسى الكعبة بها يوم التروية، والثانية من القباطي تكسى بها غرة رجب، والثالثة من الديباج الأبيض تكسى بها يوم السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك.

الانتقال إلى مصر: في عهد دولة المماليك انتقلت صناعة الكسوة إلى مصر، فكان أول من كساها من ملوك مصر الظاهر بيبرس، وظلت ترسل من مصر عبر قرون إلى أن توقف إرسالها نهائياً من مصر.

الاستقرار في السعودية: في شهر محرم 1346هـ أصدر الملك عبدالعزيز أوامره بإنشاء دار خاصة بصناعة الكسوة، ومنذ ذلك الوقت اختصت السعودية بصناعة كسوة الكعبة المشرفة حتى يومنا هذا.

تغييرات جديدة على كسوة الكعبة المشرفة هذا العام على النحو التالي:

تثبيت أربعة قناديل "الله أكبر" متصلة فوق بعضها البعض تحت الحزام أعلى زاوية ركن الحجر الأسود، تتخللها فراغات متساوية وبطريقة منسقة بينها.

وضع شريط لاصق بعرض 10 سنتيمترات على طرفي كل جانب لجوانب الكسوة وبشكل متقطع.

مراحل التصنيع الحديث: تمر صناعة الكعبة في الوقت الحالي في عدة مراحل على النحو التالي:

الصباغة.

النسيج الآلي.

المختبر، حيث يتم فيه اختبار جودة القماش ومدى متانته.

الطباعة والتطريز.

الخياطة والتجميع.

ومن الجدير بالذكر أن التكلفة الحالية لصنع الكسوة تبلغ 17 مليون ريال سعودي، حيث يتم استخدام 670 كيلوغراماً من الحرير الخالص، و15 كيلوغراماً من الذهب للتطريز، ويتألف قماش الكعبة من 47 قطعة يبلغ طولها 14 متراً.