عبّرت كاتبة إسرائيلية عن حجم مخاوف تل أبيب من فوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية المقرر إجراؤها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وتوقعت فوز الحركة فيها وحذرت من "عواقب" هذا الفوز.
وقالت الكاتبة كارولين غليك في مقال لها بصحيفة معاريف الإسرائيلية تستشرف فيه الوضع في الأراضي الفلسطينية بعد تلك الانتخابات "الأجواء السائدة بين الفلسطينيين تشير إلى أن حركة حماس سوف تنتصر وتسيطر على السلطة في أغلبية المدن الفلسطينية، وهو ما يؤثر بدوره على صناع القرار في الملف الفلسطيني، حيث تشهد مدينة نابلس كبرى مدن الضفة الغربية حالة من الفوضى المطلقة، وبات عناصر حركة فتح يشكلون تهديدا على أبو مازن والسلطة الفلسطينية أكثر من حماس".
وترى الكاتبة أنه "بعد مرور 22 عاما على سلطة منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية، وتسع سنوات على سيطرة حركة حماس على قطاع غزة فإن الفلسطينيين لديهم إحباط كبير من سلطة أبو مازن، ويرغبون بتوسيع دولة حماس من غزة إلى الضفة".
وأضافت أن "السلطة الفلسطينية على وشك الانهيار، وقد تؤول إدارة الأوضاع في أراضيها للعصابات المسلحة في ظل غياب قيادة محلية قوية تحظى بشرعية جماهيرية، وبات ضبط الأمور الميدانية مرهونا بمجموعات متنافسة على شراء السلاح والمال والسيطرة، والمجموعات المسلحة المنتشرة في الضفة الغربية باتت تتحضر لليوم التالي لخسارة فتح في الانتخابات القادمة".
وبشأن تداعيات ذلك على إسرائيل قالت "إن الفوضى السائدة في الضفة من جهة، والدعم الشعبي الفلسطيني المتزايد لحماس من جهة أخرى يقدمان للإسرائيليين درسين مهمين، الأول أن حل الدولتين مع الفلسطينيين مات فعليا ولا يمكن إحياؤه مجددا، والثاني أنه آن الأوان للبحث مجددا في صيغة الحكم الذاتي للفلسطينيين".
وختمت أن "إعادة الحديث الإسرائيلي عن منح الفلسطينيين حكما ذاتيا ينبع من عدة أسباب، أهمها عدم رغبتهم في التعايش مع الإسرائيليين، وفرضية فوز حماس المتوقعة في الانتخابات المحلية القادمة، والمعركة التي يخوضها رجال فتح ضد أبو مازن، مما حول مدينة نابلس إلى العاصمة الصومالية مقديشو".