قالت مصادر في المعارضة السورية إن الفصائل المسلحة قبلت باتفاق الهدنة الأميركي الروسي وسترسل ملاحظاتها عليه، وبينما رأت جبهة فتح الشام أن اتفاق الهدنة لا يصب في مصلحة السوريين، رحبت به إيران.
وصرح زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لتجمع "فاستقم" وهو أحد فصائل المعارضة المسلحة، بأن المعارضة سترسل إلى الجانب الأميركي ملاحظاتها على بعض بنود الاتفاق, ومن أبرزها ما يتعلق بآلية ضمان التزام النظام بوقف إطلاق النار وآلية محاسبته في حال حصول اختراقات.
وكانت واشنطن وموسكو أعلنتا في الساعات الأولى من صباح أمس السبت عن خطة لوقف إطلاق النار في سوريا، وإيصال المساعدات للمناطق المحاصرة، والاستهداف المشترك لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام. ويطلب الاتفاق من فصائل المعارضة النأي بنفسها كليا عن جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وتنظيم الدولة.
النواحي السياسية
وأكد ملاحفجي أن المعارضة لا تزال تدرس بنود الاتفاق في نواحيه السياسية، لكن فيما يتعلق بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات فلا شك أن المعارضة تقف مع كل ما يضمن حماية المدنيين.
وأضاف أن هناك ملاحظات أخرى بشأن جبهة فتح الشام وإغفال المليشيات الموالية للنظام، مؤكدا أن المعارضة التزمت بكل الهدن التي تم الاتفاق عليها من قبل، ولكن النظام هو من كان يخرقها.
بالمقابل، قال المتحدث الرسمي باسم جبهة فتح الشام حسام الشافعي في مشاركته برنامج "حديث الثورة" الذي تبثه الجزيرة، إن الاتفاق الأميركي الروسي لا يصب في مصلحة الشعب السوري وإنما يصب في مصلحة روسيا وتثبيت نظام بشار الأسد.
وأضاف الشافعي أن الاتفاق يفتقر إلى حل سياسي للأزمة السورية، خاصة ما يتعلق بمستقبل الأسد، مشيرا إلى أن خطة واشنطن وموسكو سينقل المعركة في سوريا من معركة فصائل ثورية ضد نظام مستبد إلى معركة دولية.
وقالت الهيئة العليا للمفاوضات السورية أمس السبت إنها لم تتلق نسخة من نص الاتفاق الأميركي الروسي، وإن موقفها لن يتحدد إلا بعد التشاور مع الأعضاء. ورحبت متحدثة باسم الهيئة في وقت سابق بأي اتفاق ينقذ أرواح المدنيين، لكنها شككت في قدرة موسكو على الضغط على حليفتها دمشق لوقف عمليات القصف العشوائي.
ترحيب إيراني
من جانبها، رحبت طهران اليوم باتفاق الهدنة بسوريا الذي توصلت إليه روسيا والولايات المتحدة، داعية إلى وضع "آلية مراقبة شاملة" لتجنب استغلال وقف إطلاق النار من لدن "الإرهابيين".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن نجاح الهدنة "مرتبط بإنشاء آلية مراقبة شاملة، وخصوصا مراقبة الحدود لوقف وصول إرهابيين جدد، وكذلك أسلحة وموارد مالية إليهم".
ولم يعلق نظام بشار الأسد رسميا على الاتفاق الروسي الأميركي، لكن أغلب وسائل الإعلام السورية تحدثت عنه بشكل إيجابي.
الجزيرة نت