تتعمد آلة القتل (الإسرائيلية) تعطيل كل الخدمات المقدمة للمواطنين في قطاع غزة، ويستفزها عودة موظفي البلديات وغيرهم في كل مرة لإصلاح خطوط المياه، والكهرباء، والإنترنت، وضخ المياه عبر الآبار بإمكانيات بسيطة وسولار معدوم.
جهود عظيمة يبذلها الموظفون في محاولة لتوفير أبسط مقومات العيش للمواطنين في مدينة لم يعد فيها أي طريقة لإكمال الحياة.
يستهدف الاحتلال العاملين في البلديات وطواقم الدفاع المدني، وكل المؤسسات التي تقدم خدمات الإغاثة للمواطنين.
استشهد 6 موظفين من بلدية غزة بالأمس، جراء قصف (إسرائيلي) استهدفهم شرق حي التفاح في مدينة غزة، رغم أنهم حصلوا على تنسيق مسبق بواسطة منظمات دولية مع قوات الاحتلال (الإسرائيلي) للوصول إلى المنطقة.
ولكن هذا العدو الذي تمادى وفاق كل التصورات، لا يؤتمن، فقد قصف سيارات البلدية التي تحمل شعارًا يؤهلها للدخول إلى الأماكن المتضررة، ما يدل على استهدافهم بشكل متعمد.
حيث أن القصف أسفر عن إصابات لعدد من موظفي البلدية، فيما تم انتشال جثتين من الموظفين من منطقة (دولة) في حي الزيتون، ولم تستطع الطواقم الطبية الوصول إليهم.
ويقول شهود عيان إن ستة موظفين يتبعون لمصلحة المياه بينما كانوا في طريقهم لبئر مياه الصفا لتشغيله في شارع صلاح الدين شرق مدينة غزة، وكذلك تشغيل بعض الآبار الأخرى بعد حصولهم على تنسيق مسبق بواسطة الصليب الأحمر ومعهم سيارتين، وفور وصولهم لبئر الصفا تم استهدافهم، وعندما وصلت سيارة ثالثة لإسعافهم تم استهدافها أيضًا.
ولم تنته الحكاية هنا، فقد هاتف أحد الموظفين المصابين والذي يحمل تنسيقا تشغيل الآبار في المنطقة القريبة من حي التفاح شرق غزة، أو ما تسمى بآبار الصفا، اتصل بزوجته والتي تعمل حكيمة لتأتي لإسعافه وزملائه المصابين، فاستهدفتها طائرات الاحتلال مع أبنائها الذين خرجوا معها، فاستشهد واحد منهم.
وتكرر السيناريو قبلها بأيام حيث استهدف الاحتلال سيارة بلدية خزاعة شرق خانيونس جنوب القطاع، واستشهد أربعة موظفين يتبعون لمصلحة مياه الساحل كانوا في طريقهم لتشغيل خطوط المياه رغم التنسيق المسبق عن طريق الصليب الأحمر.
وليس هذا فحسب، بل قبل أشهر استهدف الاحتلال مقر نزوح عائلات العاملين في مصلحة بلديات الساحل، ما أسفر عن استشهاد أحد المهندسين العاملين، واستشهاد آخر من أبناء عائلة موظف آخر في مدينة رفح.
وقبل ستة أشهر بالتمام طالبت بلدية غزة بإجراء تحقيق فوري في جريمة استهداف الاحتلال (الإسرائيلي)، لموظفي بلدية غزة الذين يصنفون ضمن موظفي الإغاثة مما أدى إلى استشهاد خمسة من موظفي البلدية، حيث كانوا يعملون على ضخ المياه للمواطنين.
وطالبت البلدية، في بيان صحفي، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل لحماية موظفي البلدية الذين يعملون منذ بداية العدوان من أجل الاستمرار بتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
وقد استنكرت وزارة الحكم المحلي استشهاد موظفي بلدية خزاعة الأربعة: المهندسين غسان النجار وعاصم النجار، والموظفان: محمد أبو روك ومحمد قديح.
كما أدانت البلدية بشدة استمرار استهداف قوات الإحتلال (الإسرائيلي) لموظفي بلدية غزة المدنيين أثناء قيامهم بواجبهم المهني في خدمة المواطنين، رغم الإمكانيات المحدودة والمخاطر العالية.
وطالبت البلدية المجتمع الدولي بإجراء تحقيق فوري في جريمة استهداف موظفيها، الذين يُعدّون ضمن موظفي الإغاثة، علمًا بأن المكان المستهدف هو أحد الآبار المنسّق لها مع الاحتلال ويتم تزويده بالوقود بشكل دوري.