قالت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية إنها لم تتسلم أي نص رسمي عن الاتفاق الأميركي الروسي، وفي حال استلامها ستدرس تفاصيله ومعرفة آليات وضمانات تطبيقه.
وقبل إعطاء أي رد رسمي، ستجتمع الهيئة مع المكونات السياسية والمدنية وقيادات الجيش الحر والفصائل الثورية للتشاور في هذا الأمر.
وجاء موقف الهيئة بعد سلسلة تصريحات لمتحدثين باسمها أو منتسبين إليها أظهرت تحفظا شديدا على خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف التي أعلناها فجر اليوم السبت بشأن الأزمة السورية، معتبرين أن الخطة ركزت على الجوانب الأمنية والعسكرية ولم تعط تصورا لحل سياسي.
وجاءت هذه الردود عقب إعلان كيري أن خطة السلام السورية قد تضع قطار السلام في البلاد على السكة، معتبرا أن من شأن تنفيذها على أرض الواقع أن يخرج البلاد من أزمتها.
لكن رأي المعارضة كان مخالفا، حيث قالت مستشارة الهيئة العليا لـالمفاوضات السورية المعارضة مرح البقاعي للجزيرة إن هذه الوثيقة روسية وافقت عليها واشنطن تحت ضغط من موسكو.
وأشارت البقاعي إلى أن فحوى الاتفاق يتلخص في "محاربة الإرهاب" باتفاق وتنسيق عسكري أميركي روسي، موضحة أن ما جاء في الاتفاق يتعارض مع الرسالة التي وجهها المبعوث الأميركي إلى سوريا مايكل راتني في الثالث من سبتمبر/أيلول 2016 إلى المعارضة السورية.
وقد حصلت الجزيرة على نسخة من رد المعارضة على الخطة التي طرحها راتني، حيث أبدت المعارضة ما سمته "جملة من الاعتراضات والاستفسارات" منها رغبتها في اتفاق لا ينسف القرارات الدولية الخاصة بسوريا والصادرة عن مجلس الأمن ولا يحد من تطبيقها.
كما طالبت المعارضة بتوضيح الآليات التي ستتخذ لإلزام أطراف الصراع بالتطبيق، والآلية التي ستتبع في حال استخدم النظام طائراته.
من جهته اعتبر المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية رياض نعسان آغا أن الأطراف السورية كانت هي الحاضر الغائب في المفاوضات.
وأضاف آغا أنه "من المخجل" أن الخطة لم تتطرق للحديث عن حل سياسي، ولا عن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا أن القضاء على الإرهاب لن ينجح بوجود النظام السوري "لأنه مصدر كل الإرهاب في سوريا".
بدوره، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات منذر ماخوس إن المعارضة لا تزال في انتظار معلومات مفصلة من الجانب الأميركي، لكن من حيث المبدأ فإنها تطالب بـوقف إطلاق النار على كل مناطقها مع رفع الحصار عنها وإيصال المساعدات لمناطق المعارضة وفي مقدمتها حلب.
أما الكاتب والمعارض السوري بسام جعارة، فقال إن إعلان كيري ولافروف استهداف جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الإسلامية ما هو إلا غطاء لاستهداف الشعب السوري.
وبشأن موقف الفصائل المسلحة، قال مراسل الجزيرة في حلب عمرو حلبي إنه لم يصدر حتى الآن موقف رسمي، إلا أن التعليقات الصادرة من فصائل المعارضة تشكك في الاتفاق وفي مدى نجاح تطبيقه وترى أنه متناقض.
وبيّن حلبي أن استثناء جبهة فتح الشام من الاتفاق رغم إعلانها تخليها عن انتسابها لـتنظيم القاعدة كان من أهم الثغرات وفق ردود الفعل، لافتا إلى أن الطائرات الروسية قصفت اليوم مواقع المعارضة في غرب وجنوب حلب.
وجاء الإعلان عن هذه الخطة بعد محادثات طويلة في جنيف الجمعة، أعلن في ختامها كيري ولافروف مساء الاثنين موعدا لبدء الهدنة، لتتزامن بذلك مع أول أيام عيد الأضحى.
وقال كيري إن "الولايات المتحدة وروسيا تعلنان خطة نأمل أن تسمح بخفض العنف" وفتح الطريق أمام "سلام عن طريق التفاوض وانتقال سياسي في سوريا" مؤكدا أن موسكو "أطلعت الحكومة السورية على هذا الاتفاق وهي مستعدة لتطبيقه".
من جانبه، أكد لافروف أن موسكو أبلغت دمشق الخطة وهي مستعدة لتنفيذها، ودعا فصائل المعارضة السورية إلى أن تنأى بنفسها عن تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام.
وقد رحب الموفد الخاص لـالأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا بالاتفاق. وقال إنه "ينتظر من كل الأطراف أن تسهل جهود الأمم المتحدة التي تهدف إلى تسليم المساعدة الإنسانية إلى السكان الذين يحتاجون إليها بما في ذلك الذين يعيشون في المناطق المحاصرة".
وأضاف دي ميستورا أن "الأمم المتحدة تأمل أن تكون الإرادة السياسية التي أوصلت إلى هذا الاتفاق دائمة".
الجزيرة نت