قائمة الموقع

الصالة المصرية تنغص فرحة أهالي الشهداء بأداء الحج

2016-09-18T17:43:07+03:00
صورة للحجاج
الرسالة نت- محمود فودة

بعد 12 ساعة من المكوث الاضطراري دون سبب في الصالة المصرية وصل قطاع غزة فوج حجاج المكرمة السعودية لأهالي الشهداء، بعدما نغصت ساعات الانتظار الطويلة فرحتهم بزيارة البيت العتيق وأداء الركن الخامس في الإسلام.

بخلاف التوقعات بأن تحترم السلطات المصرية ضيوف الرحمن، كيف لا تفعل ذلك وهم أهالي شهداء لهم المكانة الرفيعة بين الأحرار! إلا أن التعامل جاء على عكس الأمل، إذ مكث الحجاج في الصالة المصرية ساعات طويلة دون مبرر.

وفي تفاصيل الرحلة الشاقة، قال أبو سليم أحد الحجاج الذين مكثوا 12 ساعة في الصالة المصرية: "غادرنا مطار القاهرة الساعة السادسة صباحاً، وتوقعنا أن نصل غزة قبل العصر، إلا أننا وصلنا بعد 24 ساعة".

وغادر حجاج المكرمة قطاع غزة عبر معبر رفح في الخامس من سبتمبر الماضي، وفي حينها لاقوا ذات المعاناة بل أشد، إذ مكثوا على بوابة المعبر 10 ساعات في انتظار السماح لهم بالدخول للصالة المصرية، ولم تكتفِ السلطات المصرية بذلك، بل أجبرتهم على المبيت ليلتهم في وضع إنساني صعب للغاية في صالة تفتقر للخدمات الأساسية.

وبالنظر إلى كون حجاج المكرمة غالبيتهم من كبار السن، فإنهم بحاجة إلى رعاية إنسانية وصحية خاصة، إلا أنهم تُركوا دون تقديم أي خدمات تخفف من معاناتهم، ويضيف الحاج أبو سليم: "اشتهينا المياه النظيفة في الصالة المصرية، لا نعرف سبب كل هذا التأخير، رغم أن جوازاتنا محضرة منذ ساعات".

ورغم وصول الحجاج إلى بوابة المعبر الخارجية وقلة عددهم، إلا أن السلطات المصرية أدخلتهم للصالة الداخلية على دفعات، مما أبقى أعدادا كبيرة منهم في الخارج دون أي دورات مياه أو شبكات اتصال أو طعام وشراب.

وشددت السلطات المصرية من إجراءاتها على الحجاج، وهذا ما أكده عدد من الحجاج بأنه تم تفتيش حقائبهم بشكل دقيق للغاية، رغم أنهم مروا على أجهزة التفتيش داخل المعبر وفي مطار القاهرة الدولي الذي رحلوا منه بواسطة حافلات.

ويقول الحاج محمد عودة لـ"الرسالة": "ما حصل معنا في الصالة المصرية مقصود، إهانة للحجاج، وإجبارهم على الانتظار في ظروف إنسانية صعبة، بعد تفتيش على عدة حواجز للجيش وإعاقة لمسيرنا من المطار للمعبر".

وعلى النقيض تماماً، لم يخفِ حجاج المكرمة افتخارهم بالتعامل الكريم الذي لاقوه من السلطات السعودية وأجهزتها المختلفة منذ وصولهم للمملكة، وحتى مغادرتها.

ويضيف الحاج عودة أن لا مقارنة بين تعامل السلطات المصرية والسعودية، بقوله: "هناك تعاملوا معنا على أننا حجاج وأهالي شهداء، أما هنا فتعاملوا معنا على أننا أرقام لا أكثر، شتان شتان !".

وفي تفاصيل ما جرى، قال هشام عدوان مسير أعمال معبر رفح: "أبلغنا من السلطات المصرية بفتح المعبر الساعة الثانية ظهراً لوصول حجاج المكرمة، إلا أننا فوجئنا بالتأجيل ساعة تتلوها ساعة".

وأوضح عدوان في تصريح لـ"الرسالة نت" أن أولى الحافلات وصلت إلى الجانب الفلسطيني الساعة الثانية عشرة فجرا، فيما وصلت الحافلة العاشرة والأخيرة الساعة الرابعة فجرا، رغم أن عدد الحجاج 470 حاجا فقط.

ودعا السلطات المصرية إلى تفادي ما حصل مع حجاج المكرمة خلال وصول أفواج الحجاج نهاية الأسبوع الحالي؛ نظرا إلى حالة الإعياء التي ظهرت على الحجاج حين وصولهم إلى الجانب الفلسطيني من المعبر.

ويظهر من تعامل السلطات المصرية مع الحجاج، أن سياسة التعامل لا تميز بين الفلسطينيين قاطني غزة، فكل من يريد المرور عبر البوابة السوداء، لا بد له أن يذوق المعاناة بالنكهة المصرية.

اخبار ذات صلة