قبل أن يهل شهر رمضان من كل عام تتسابق المحال التجارية وأصحاب البسطات المختصة بألعاب الأطفال بعرض الألعاب النارية من "مفرقعات وصواريخ وقنابل " ذات أصوات مرعبة، تفزغ الآمنين في بيوتهم فيقع الخوف في قلوبهم، ومع ذلك يصاب العشرات من الأطفال الذين يلهون في تلك الألعاب إما بحروق أو اصابات.
مجرد أن تثبت رؤية هلال رمضان، تسمع صوت الفراقيع من كل حدب وصوب، ويقفز الأطفال في الشوارع يلوحون "بأسلاك الجلي" المشتعلة بالنار فتصيب بعضهم في وجوههم مما يسبب لهم حروق مختلفة، وآخرون يبدؤون بإشعال الفراقيع التي تأخذ وقتا في أيديهم فتصيبهم بحروق وأحيانا كثيرة تؤذي أطرافهم.
يذكر أن هذه الألعاب الخطيرة مرتبط ظهورها بقدوم شهر رمضان، وتختفي بقية الشهور تقريبا، حيث يستهلك الصغار آلاف الشواكل لشرائها، رغم أن وزارة الداخلية والجهات المختصة سنويا تطلق التحذيرات من استخدام تلك المفرقعات التي تفسد روحانيات رمضان ويكدرون صفو عائلاتهم.
تحدثت "الرسالة" إلى الطبيب نافذ أبو شعبان استشاري ورئيس مركز عدنان العلمي للحروق في مجمع الشفاء الطبي، حيث ذكر أنه سجل عدد من الإصابات منذ الأيام الأولى لشهر رمضان من حروق بفعل استخدام الألعاب النارية وسلك الجلي.
وأوضح أبو شعبان أن سلك الجلي الذي يستخدمه الصغار ليلهون به في المساء يسبب حروق عميقة تنتهي بتشوهات، داعيا الأهالي إلى تقييد الألعاب الخطيرة التي يلهو فيها صغارهم.
ولفت إلى أن الالعاب النارية أيضا تسبب حروق عميق أو إعاقة خاصة في حركة الأصابع، ولو كانت الإصابة في الوجه تسبب تشوه كبير.
وأكد أبو شعبان أنه رغم حديث المختصين عبر وسائل الاعلام المختلفة لتوعية المواطنين من خطورة تلك المفرقعات الا أنهم يصرون على شرائها وتدمير صغارهم، لافتا إلى أن هناك عددا لا بأس به من الوفيات بسبب الألعاب النارية.
وعن الطرق السليمة التي يجب اتباعها فور حدوث حروق بفعل الألعاب النارية، شدد الطبيب المختص على ضرورة وضع الجزء المصاب بالحرق مدة عشرة دقائق بالماء العادي، منوها إلى عدم استخدام أدوات وأساليب أخرى لمعالجة الحروق في البيت، ولابد من الابتعاد عن استخدام الماء الساخن الذي يسبب تلف الأنسجة.
وقال:" بعد وضع الجزء المصاب بالماء العادي يجب احضار المصاب إلى أقرب مركز صحي"، مضيفا: كثيرا من الحالات يأتون ويضعون بعض الأساليب العلاجية الخاطئة كالصلصة ومعجون الأسنان والبن والبيض لكن كل ذلك يسبب تلوث ومضاعفات للمريض هو في غنى عنها.
وتتسبب الألعاب النارية في مخاطر جمّة على الفرد عند استخدامها بطرق خاطئة، إضافة إلى أن الدخان المنبعث منها يحمل مواد ضارة تؤثر على صحة الأطفال، مما دفع ببعض المواطنين إلى مطالبة الجهات الأمنية بالتصدي لهذه الظاهرة ومكافحة بائعيها.
ومع أن هذه الألعاب النارية تعتبر خطرة ومزعجة للكبار لاسيما وأنها تصيب صغارهم بأضرار بالغة، إلا أن لديهم في بعض الأحيان مبررات لاستخدامها "وين يروحوا يلعبوا" في إشارة منهم لقلة مساحات اللعب في قطاع غزة.