قالت صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم الثلاثاء، ان تقديرات استخبارية (إسرائيلية) تشير إلى أن الأسابيع المقبلة قد تشهد المزيد من العمليات ضد قوات الجيش في الضفة المحتلة والقدس.
وقال المحلل العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هرئيل : "أن موجة العمليات الأخيرة لن يكون بالإمكان صدها بالوسائل التي استخدمت في السابق".
وبحسب هرئيل، فإن العمليات الأخيرة لم تفاجئ أجهزة الاستخبارات (الإسرائيلية)، التي قدرت حصول موجة عمليات جديدة في الفترة الممتدة ما بين نهاية عيد الأضحى والأعياد اليهودية في الأسابيع المقبلة.
وأوضح أن مواصفات أو سمات العمليات في هذه المرحلة وفي الهبة السابقة متشابهة جدًا، وبالأساس كونها "عمليات في أعقاب عمليات" أو ما أطلق عليه "عمليات تقليد لعمليات"، بحيث تقع معظم العمليات في المواقع ذاتها ويكون منفذ العملية على صلة عائلية لمنفذ عملية سابقة.
وأضاف هرئيل أن موجة العمليات الأخيرة لن يكون بالإمكان صدها بالوسائل التي استخدمت في السابق مثل التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية أو مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي.
و سارعت قوات الاحتلال في أعقاب العمليات الأخيرة إلى تعزيز انتشار قواتها كما أن أداء أفرادها في مواجهة العمليات "تحسن"، حسب تعبيره، في أعقاب "استخلاص العبر" من مئات العمليات السابقة.
وشملت الاستعدادات لمواجهة العمليات في الفترة الراهنة تحصين مواقع نشر قوات الجيش ونشر شبكات كاميرات مراقبة في أماكن عديدة.
لكن هرئيل لفت إلى أن هذه الإجراءات لن يكون بمقدورها إحباط وصد العمليات كليًا لكن من شأنها أن تخفض عدد الإصابات في الجانب (الإسرائيلي).
واتهم هرئيل نشطاء وأعضاء الكنيست من اليمين بتوتير الأجواء الذين حاولوا تنظيم مسيرة استفزازية في بلدة عارة – عرعرة في المثلث لكنهم واجهوا تصديًا من أهالي البلدة، بالإضافة إلى جولة قام بها نشطاء في اليمين في قرية سوسيا الفلسطينية جنوب الخليل.
وفي مقال اخر نشره هرئيل بصحيفة هآرتس قال "لأول مرة منذ بضعة أشهر ازدادت الأحداث هذا الاسبوع في المناطق؛ عملية طعن في القدس، محاولة دهس في الخليل وعمليتا طعن في الخليل".
وأوضح هرئيل، أن أسباب إعادة تجدد العمليات غير واضحة، ويمكن أنه يوجد تداخل بين أجواء الانفعال الديني على خلفية عيد الأضحى وعلى أعتاب أعياد "تشري" التي اندلعت قريبا من موعدها عمليات الفلسطينيين في شرقي القدس وانتقلت فيما بعد إلى الضفة وإلى داخل الخط الأخضر قبل عام.
وأضاف: "الشرطة (الإسرائيلية) ستعزز من تواجدها عشية الأعياد، ولكن إذا تبين أنه توجد موجة آخرى تغذي ذاتها في الخليل حيث يقوم اقارب وجيران القتلى بالخروج لتنفيذ عمليات، فإن الجيش سيضطر إلى ادخال المزيد من القوات إلى المدينة فيما بعد".
اليكس فيشمان – المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرنوت قال ان المخابرات" الإسرائيلية" نجحت في أن تحدد وتعتقل نحو 70 في المئة من المنفذين الأفراد المحتملين للعمليات، ممن أدانوا أنفسهم عن طريق البلاغات والثرثرات في وسائل التواصل الاجتماعي.
بدوره، قال الجنرال في جيش الاحتياط الإسرائيلي، إيتان دنغوط، إن انخفاض عدد العمليات في الضفة الغربية والقدس لا يعني أنها على وشك الانتهاء، واعتبر أن العمليات التي ينفذها الفلسطينيون "لن تنتهي أبدًا".
وقال دنغوط، الذي عمل منسقًا لعمل الحكومة في الضفة الغربية، إن ارتفاع وتيرة العمليات في الأسبوع الأخير كان سببها عدد الإصابات خلال المواجهات بين الشبان والجنود في الأسابيع الأخيرة، التي كانت تعقب كل اجتياح أو مداهمة لقرية أو مدينة، وذكر أن "العمليات مبنية على أساس قاتل يجر قاتل، والأجواء في السلطة الفلسطينية ساهمت في ذلك".
وأوضح الجنرال أن "الإحصائية لا تعكس الوضع القائم، حتى انخفاض وتيرة العمليات لا يعني انتهاءها، ولا يبشر بانتهاء موجة الإرهاب التي نعاني منها منذ أكثر من سنة".
وكان من المقرر أن تلتحق الكتيبة "شمشون" بقوات جيش الاحتلال، المتواجدة بمنطقة الخليل، خلال الأسبوعين المقبلين، لكن بعد الأحداث التي حصلت في الأيام الأخيرة، والتي قتل الاحتلال على أثرها 3 فلسطينيين وأردني، بزعم محاولة تنفيذ عمليات طعن ودهس، تعجل موعد الانضمام.