دعت دراسة إعلامية حديثة، الصحف العربية إلى تسليط الضوء على كافة القضايا المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على غزة وآثاره، موصية الصحف العربية بضرورة تبني الاتجاه المؤيد للقضية الفلسطينية والداعم للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال، داعية منتجو الخطاب في الصحف العربية إلى التنويع في استخدام مسارات البرهنة والأطر المرجعية.
وكانت الجامعة الإسلامية بغزة قد منحت درجة الماجستير للزميلة أمينة رجب زيارة بعد مناقشة رسالتها في الصحافة والإعلام والتي حملت عنوان "الخطاب الصحفي العربي إزاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عان 2014م.
وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتور أحمد عرابي الترك أستاذ الصحافة المساعد في الجامعة الإسلامية مشرفاً ورئيساً، والدكتور طلعت عيسى أستاذ الصحافة المشارك في الجامعة الإسلامية مناقشاً داخلياً، والدكتور أحمد مغاري رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بجامعة الأقصى مناقشاً خارجياً.
وهدفت هذه الدراسة إلى رصد وتحليل الخطاب الصحفي العربي إزاء العدوان (الإسرائيلي) على غزة عام 2014م، والوقوف على أطروحاته، ومسارات البرهنة التي يستند إليها منتجو الخطاب، والوقوف على أوجه الاتفاق والاختلاف بين خطاب صحف الراية القطرية والرأي الأردنية والأهرام المصرية، ومعرفة ترتيب أولويات صحف الدراسة إزاء قضايا العدوان على غزة، والتعرف على الاتجاه السائد لموضوعات العدوان.
وتعد هذه الدراسة من البحوث الوصفية، واستخدمت منهج تحليل الخطاب، والدراسات المسحية الذي تم من خلاله استخدام أسلوب تحليل المضمون، ومنهج دراسة العلاقات المتبادلة، وتم في إطاره توظيف أسلوب المقارنة المنهجية، كما استخدمت الباحثة نظريتي "الإطار الإعلامي" و"الأجندة الإعلامية"، وتم جمع البيانات عن طريق أداتين، هما: استمارتا تحليل المضمون وتحليل الخطاب الصحفي.
واختارت الباحثة الصحف العربية "الراية القطرية، الرأي الأردنية، الأهرام المصرية"، أما المدة الزمنية للدراسة فتمثلت في حصر شامل لجميع الموضوعات التي طرحتها صحف الدراسة بما يخص العدوان الإسرائيلي على غزة من 1 يوليو/تموز إلى 10 سبتمبر/أيلول 2014م.
وخلصت دراسة تحليل المضمون إلى مجموعة من النتائج أبرزها، أن موضوعات التنديد والاستنكار تصدرت اهتمام صحف الدراسة الثلاث، وأن الاتجاه السائد للموضوعات التي ركزت على العدوان هو "المعارض"، وجاءت الأساليب التحليلية في مقدمة الأساليب الإقناعية التي اتبعتها صحف الدراسة، واعتمدت صحف الدراسة على نحو كبير على وكالات الأنباء العالمية في تغطيتها لأحداث العدوان، وتقدم فن الخبر الصحفي على بقية الفنون الصحفية المستخدمة في صحف الدراسة.
أما دراسة تحليل الخطاب فقد خلصت إلى مجموعة من النتائج أهمها، أن أطروحة "المجازر والمذابح الإسرائيلية" حظيت بأكبر نسبة من بين جميع الأطروحات في صحف الدراسة الثلاث، وتلاها أطروحة "العجز العربي والدولي"، وبالنسبة لمسارات البرهنة فقد اعتمد الخطاب الصحفي العربي على نحو أساس على "الاستشهاد بأدلة ووقائع وبراهين" في تناوله للعدوان على قطاع غزة عام 2014م، وعلى الأطر المرجعية السياسية على نحو أساسي.