في صبيحة 28 سبتمبر/أيلول 2000، اقتحم زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرئيل شارون باحات المسجد الأقصى، بحماية نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة، وبموافقة من رئيس الوزراء في حينه إيهود باراك، فاندلعت مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال.
رد الاحتلال بعنف على احتجاجات المرابطين والمصلين بالأقصى، وفتح نيران أسلحته نحوهم؛ فاستشهد سبعة فلسطينيين خلال ساعات، وأصيب العشرات بجراح، وسرعان ما امتدت المواجهات بالحجارة إلى كافة نقاط التماس في الأراضي الفلسطينية، ثم تحولت إلى انتفاضة مسلحة واجتياح للأراضي التي كانت تخضع لإدارة السلطة الفلسطينية.
ارتقى خلال سنوات الانتفاضة الخمس الأولى التي لا يمكن تحديد تاريخ نهايتها 4412 شهيدا، ونحو 49 ألف جريح فلسطيني، بينما قُتل 1100 إسرائيلي، بينهم ثلاثمئة جندي، وجرح نحو 4500 آخرين.
اجتياح واغتيالات
وخلال اجتياح الضفة الغربية دُمرت البنى التحتية الفلسطينية وممتلكات المواطنين، ومؤسسات السلطة الفلسطينية، واغتال الاحتلال شخصيات بارزة، بينهم مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين والقيادي بالحركة عبد العزيز الرنتيسي، إضافة إلى أمين عام الجبهة الشعبية أبو علي مصطفى، وقائد الجناح المسلح لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) رائد الكرمي، بينما تشير أصابع الاتهام إلى إسرائيل بتسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2004.
خلال انتفاضة الأقصى زجّ الاحتلال بكل من القائدين مروان البرغوثي وأحمد سعدات في السجون وعشرات من قادة الفصائل الفلسطينية، واتُّهم سعدات وتنظيمه بالمسؤولية عن اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي.
وفي عام 2002 بدأ الاحتلال من القدس بناء الجدار العازل لمنع دخول الفلسطينيين من محافظات الضفة الغربية داخل الخط الأخضر ومدينة القدس المحتلة.
وكان من أبرز أحداث انتفاضة الأقصى اجتياح مخيم جنين ومقتل قائد وحدة الهبوط المظلي بالإضافة إلى 58 جنديا، وإصابة 142 جنديا في المخيم، وإعدام الطفل الغزّي محمد الدرة الذي حاصرته النيران الإسرائيلية وهو في حضن والده في صورة هزت العالم.
من تداعيات الانتفاضة الثانية تطور صناعة الصواريخ في قطاع غزة لكافة الفصائل، وإلحاق الخسائر باقتصاد الاحتلال ومستوطناته وقطاع السياحة.
الجزيرة نت