بدأ الاجتماع الرسمي للمشاركين في لقاء لوزان بشأن سوريا، وذلك عقب سلسلة من اللقاءات الجانبية، آخرها بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وسط تشاؤم بشأن الخروج بنتائج فورية.
وأفاد مراسل الجزيرة رائد فقيه بأن ممثلي مصر والأردن والعراق سينضمون إلى الاجتماع الرسمي في وقت لاحق.
وقبل انطلاق هذا الاجتماع، التقى الوزير الروسي لافروف مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا، قبل أن يجتمع لافروف مع نظيره الأميركي في أول لقاء ثنائي منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي عندما أعلنت واشنطن تعليق التنسيق مع موسكو على خلفية اتهامات متبادلة بشأن انتهاك وقف إطلاق النار في سوريا.
وقبيل هذا اللقاء اجتمع كيري مع نظيره السعودي عادل الجبير، تمهيدا للاجتماع الدولي الذي تشارك فيه كل من الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وقطر وتركيا، إضافة إلى إيران والعراق.
كما بحث الجبير في اجتماع آخر مع وزيري الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والتركي مولود جاويش أوغلو الموضوعات المطروحة في جدول أعمال لقاء لوزان.
تشاؤم
وقال مراسل الجزيرة رائد فقيه إن اللقاءات الجانبية تكتسب أهمية خاصة، لأن اجتماع لوزان برمته جاء على عجل ومن دون جدول أعمال واضح، مشيرا إلى أن مثل هذه اللقاءات قد تسهم في بلورة القضايا المطروحة.
ولكن المراسل ذكر أن جميع المصادر الدبلوماسية التي تحدث إليها لديها شبه إجماع على أنه لا يمكن التعويل على اجتماع لوزان، ولكنهم أشاروا إلى أن ثمة محاولة لتحريك الجمود السياسي.
ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي أن المحادثات ستكون صعبة جدا، وأنها لن تتوصل إلى حل فوري، لكنها قد ترسي قاعدة لعملية جديدة.
وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم كشف هويته- أن الولايات المتحدة التي لم تعد تريد بحث القضية السورية في لقاءات على انفراد مع موسكو ترغب في حضور دول المنطقة "الأكثر تأثيرا على الوقائع على الأرض" إلى طاولة المفاوضات.
أما مكتب كيري فقد أعلن أن "الموضوع الرئيسي للاجتماع سيكون الوحشية المستمرة في حصار حلب".
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لا يعتزم طرح أفكار جديدة في لوزان، وأضاف "لا أتوقع شيئا محددا من هذا الاجتماع".
ولكن نائبه غينادي غاتيلوف قال إن روسيا تريد مناقشة عرض دي ميستورا بالإضافة إلى عناصر اتفاق الهدنة الذي فشل الشهر الماضي ولا سيما عمليات توصيل المساعدات الإنسانية وانسحاب قوات الطرفين من طريق الكاستيلو، وهو طريق إمداد رئيسي.
ونقلت وكالة الصحافة عن مصادر دبلوماسية أن اجتماع لوزان سيدرس خطة اقترحها مؤخرا دي ميستورا، وتهدف إلى تأمين خروج آمن لمقاتلي تنظيم فتح الشام (جبهة النصرة سابقا).
وقبيل اجتماع لوزان أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا، وإدخال المساعدات فورا، وإجراء مفاوضات سياسية من أجل بدء عملية انتقالية.
وكانت الهدنة التي اتفقت عليها موسكو وواشنطن في سبتمبر/أيلول الماضي قد انهارت بعد أيام من إعلانها، وذلك جراء التصعيد العسكري الروسي.