يقضي المواطن ماجد شراب جل يومه بجانب عدد من "الغزلان الأوروبية" التي يهتم بتربيتها منذ أكثر من ست سنوات، في سابقة هي الأولى من نوعها بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
حلم "شراب" أصبح حقيقة بعد أن وصل عدد الغزلان التي يمتلكها لـستة منها "أربعة إناث وذكرين" بعد أن كان لديه غزال يتيم، تمنى في أحد الأيام أن يصبح واحد من عشرات الغزلان في حديقة حيوان مختلفة عن أقرانها في القطاع المحاصر.
البداية كانت عندما تمكن الأربعيني شراب من شراء "أنثى غزال" تنتمي لفصيلة الغزال الأوروبي بمبلغ يصل لقرابة ثلاثة آلاف دولار أمريكي، بعد تهريبها عبر الأنفاق التي تصل قطاع غزة بالشقيقة مصر قبل ست سنوات.
ويقول الرجل الذي يمتلك حظيرة لبيع وتربية "الطيور" في حديثه لـ "الرسالة" إنه "وضع الغزال آن ذاك إلى جانب المواشي والطيور التي يربيها في حظيرته، قبل أن تراوده فكرة بناء عائلة من الغزلان الأوروبية في قطاع غزة".
ويضيف أنه استعان بغزال "ذكر" من إحدى حدائق الحيوان في مدينة خان يونس، للبدء في تحويل فكرته إلى واقع من خلال عملية التكاثر، مشيرا إلى أن حلمه بدأ يتحقق بعد أن أنجبت أنثى الغزال أول يعفور-صغير الغزال- مما أدخل السعادة والسرور إلى قلبه.
وبعد تلك السنوات تمكن شراب من افتتاح أو حديقة حيوان للغزلان فقط، فيما يطمح إلى مضاعفة أعدادها خلال الأيام المقبلة.
ويحاول الرجل الذي دهم الشيب رأسه التغلب على عدم وجود الأكل الخاص بالغزال الأوروبي في غزة، باستبدالها بالعشب والحبوب والأعلاف والقش، منوها إلى أن هذا النوع من الغزلان يتصف بالقوة وتحمله للظروف المختلفة.
متعة كبيرة يجدها صاحب البشرة القمحية، في تربية الغزلان، رغم حاجتها إلى دخل شهري يقدر بمئتي وخمسين دولارا كمصروف لتوفير لها الطعام والشراب، كما يقول.
ويلفت إلى أن الصعوبات التي واجهها منذ تربيته للغزلان، تكمن في ندرة هذا النوع، الأمر الذي شجعه على الاحتفاظ بها والحرص على مضاعفة نسلها، منوها إلى أنها تنجب غزالا واحدا كل عام.
ويتمنى شراب أن يتم دعمه من قبل الجهات الرسمية في مشروعه الصغير، من أجل تنميته وتطويره ليصبح مزرعة كبيرة.
ويعاني قطاع غزة من حصار "إسرائيلي" مُطبق منذ أكثر من عشر سنوات، حيث تمنع إدخال احتياجات القطاع.