منذ بداية عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لم يشهد معبر رفح أي تحسن يذكر رغم الوعود المتكررة، لكن الأيام السبعة الماضية كانت مختلفة حينما نفذت السلطات المصرية وعودها بالتسهيلات التي كانت تعلن عنها طيلة السنوات الأخيرة.
التسهيلات التي طالت الغزيين على معبر رفح كانت تستهدف الفئات كافة "الطلبة والمرضى وأصحاب الإقامات"، ففي اليوم الواحد كان يسافر ما يقارب الـ 800 مسافر، علما أن هذا العدد يكون غالبا للمسافرين خلال ثلاثة أيام من فتحه كل شهرين أو أكثر في الفترة الماضية.
لم تكن التسهيلات في فتح معبر رفح وادخال أكثر من 4 الاف مسافر طيلة السبعة أيام فقط، بل وتحدث عدد من العالقين "للرسالة" أن الاجراءات داخل الصالة المصرية كانت افضل مقارنة بالسابق، كل ما سبق بعث الأمل لدى الغزيين العالقين ليأتيهم الدور قريبا ويخرجون لقضاء مصالحهم في الخارج، لاسيما وأن الأوضاع السياسية بين الجانبين المصري والفلسطيني باتت تأخذ منحى إيجابيًا خلال الفترة الحالية.
ممنوعين أمنيا
وعبر تصريحات صحفية نقلتها "الرسالة"، جاءت على لسان "ياسر عثمان" السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية، تفيد أنه سيتم ادخال مزيد من التسهيلات على آلية عمل معبر رفح خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن التسهيلات تأتي انطلاقا من سياسة مصر لدعم الغزيين وتخفيف الحصار المفروض عليهم.
وأوضح أن تلك التسهيلات خففت بشكل كبير التكدس الموجود على معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
ورغم التسهيلات المعلن عنها، اشتكى عدد من الشباب خلال أحاديث منفصلة مع "الرسالة" من صعوبة الإجراءات داخل الصالة، يقول أحدهم وهو الشاب أحمد خميس – 24 عامًا- إنه كان متوجهًا إلى ألمانيا للدراسة، لكن تم إرجاعه حينما وصل مطار القاهرة الدولي، وهناك كان اسمه مدرجًا ضمن الممنوعين أمنيًا.
ويضيف:" المعاملة كانت سيئة والإجراءات بطيئة رغم التسهيلات التي أعلنوا عنها (..) أخبرني الضابط المصري داخل المطار ألا أعود مجددا للسفر عبر مصر وليس من حقي التعليم".
في المقابل تحدثت زينة المصري – 25 عاما- سافرت برفقة عائلتها إلى الامارات بعدما بقوا عالقين في القطاع أكثر من ستة شهور، بأنهم مجرد دخولهم الصالة المصرية لم يمكثوا فيها كما اعتادوا ساعات طويلة، بل بالكاد مرت ساعة على تسليمهم لجوازات سفرهم حتى تم المناداة عليهم لاستلامها ودخولهم مصر للسفر عبر مطار القاهرة.
خط ساخن
ووقوفًا على معرفة الدوافع والأسباب التي دفعت النظام المصري إلى تقديم التسهيلات على معبر رفح منذ الأسبوع الماضي، يعلق تيسير محيسن المختص في الشأن السياسي قائلا:" الأمر يتعلق بالحالة السياسية الفلسطينية الداخلية، فيبدو هناك تغيرات على الساحة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الشهور المقبلة ستكشف اللثام عن جملة التسهيلات وذلك وفق حسابات سياسية لها علاقة بالموقف المصري تجاه عباس أيضا.
وأوضح محيسن، أن موقف عباس الرافض للتجاوب مع المطلب المصري بمصالحة دحلان، أثار حفيظة المصريين ودفعتهم إلى العمل كي يصبح دحلان أكثر قربا من سكان غزة، ويستعيد نفسه على الساحة الفلسطينية من بوابة محاولة مصالحته مع "حماس".
ولفت إلى وجود سبب آخر للتسهيلات يكمن بأن الجانب المصري طيلة فترة حكم السيسي وهو يحاول الضغط على "حماس" من خلال الإجراءات التي يتخذها لتشديد الخناق عليها لكن لم يجدِ ذلك نفعا، لذا بدأوا بتقديم التسهيلات للقطاع عبر بوابة "دحلان" وفرضه كشخصية بديلة عن عباس.
وعن امكانية تقديم المزيد من التسهيلات وفتح معبر رفح في الأيام المقبلة، يرى محيسن، أن الدلائل على أرض الواقع تشير إلى أن هناك المزيد منها سواء بحركة المسافرين أو ادخال البضائع، متوقعا ان تدخل مشاريع خارجية إلى غزة عبر مصر ضمن حركة التسهيلات.
سفر الطلاب
وفي سياق التسهيلات، كشف النائب اشرف جمعة أن الجهات الحكومية المصرية أعطت وعدا بسفر كافة الطلاب المتواجدين في قطاع غزة والراغبين بالالتحاق بجامعات المصرية والعربية سواء كانوا طلابًا جدد أو طلبة دراسات عليا.
وأكد جمعة خلال تصريحات صحفية، أن التسجيل للكشوفات الطلاب بدء منذ أمس الأحد ولمدة 48 ساعة، بالتعاون مع الجهات المختصة، وسيكون أمام الطلاب الفرصة الكاملة للتسجيل في مكاتب نواب حركة فتح في محافظات غزة، أو التسجيل لدى المشاركين في ندوة العين السخنة ومن ثم سترفع الأسماء للجانب المصري الذي سيعمل على فتح المعبر خصيصا لسفر الطلاب وضمان الالتحاق بجامعاتهم المصرية والعربية والأجنبية.