أكدّت أحزاب مصرية على ضرورة استمرار المواقف الإيجابية لبلادهم الرسمية تجاه قطاع غزة، مؤكدين أن أي تحسن في العلاقة يصب لصالح الطرفين.
ونصح سياسيون واقتصاديون بإقامة علاقات اقتصادية بين الجانبين، خاصة وان ذلك سيوفر عملة صعبة مهمة لمصر، في ظل تدهور الجنيه المصري أمام العملات الصعبة
الخبير المصري محمد النجار أستاذ علوم الاقتصاد في جامعة بنها بالقاهرة، قال إن من مصلحة بلاده إقامة "علاقة اقتصادية صحيحة" مع غزة؛ لما ستوفره من أسواق مهمة للمنتجات المصرية.
وأكد النجار في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، أن هذه العلاقة سينتج عنها عوائد مالية لمصر تقدر بمليارات الدولارات، مستندا الى ما كانت تحققه التجارة في السابق قبل عقد من الزمان على بلاده، اضافة الى العوائد التي حققتها الانفاق الأرضية الحدودية طيلة السنوات الماضية.
وأضاف النجار: "غزة كانت تورّد لمصر أفضل أنواع الملابس، وفي المقابل تعتبر من أكبر وأهم الاسواق، كونها سوقا استهلاكية غير انتاجية"، موضحا أن العلاقة الاقتصادية معها ستوفر عملة صعبة مهمة لمصر، في ظل تدهور الجنيه المصري أمام العملات الصعبة.
ونصح الخبير الاقتصادي حكومة بلاده بالتفريق بين البُعدين السياسي والاقتصادي في العلاقة مع غزة، وترتيب الأوضاع بما يؤسس لتدشين مرحلة اقتصادية جديدة معها، "وبما يشكل دعمًا استراتيجيًا للاقتصاد المصري، في ظل الحاجة الى موارد جديدة لحل أزمة البلاد".
وفي المقابل، اعتبر النجار أن فتح اسواق جديدة مع غزة سيزيل عن كاهلها عبء الحصار، وسيعزز من مقومات صمودها كخاصرة مهمة في الأمن الاستراتيجي القومي المصري.
وتقدر الجهات الاختصاصية في غزة، العوائد المالية على مصر من إقامة علاقة اقتصادية مع القطاع، بحوالي 3 مليارات دولار في أول عامين، وقد تزيد لتصل إلى خمسة مليارات دولار في حال تدشين منطقة تجارية حرة بين الجانبين.
من جهتها شددت أحزاب مصرية في تصريحات خاصة بـ"الرسالة"، على ضرورة إبقاء لغة الحوار واضفاء الأجواء الإيجابية في العلاقة، مشيدين بالتسهيلات وفتح معبر رفح لليوم السابع.
وفي السياق أكدّ أحمد الفضالي رئيس حزب السلام الديمقراطي، على ضرورة أن تشمل العلاقة جميع الأطراف الفلسطينية وعدم اقتصارها في حزب فلسطيني بمفرده.
وقال الفضالي لـ"الرسالة نت"، "يجب أن تكون علاقتنا جيدة مع كل الشعب الفلسطيني سيما وأن هذه العلاقة لها خصوصية فريدة، في ضوء ما قدمه الشعب المصري من تضحيات للقضية الفلسطينية.
وأوضح أن تحسين العلاقة تعبر عن روح الشعب المصري تجاه غزة، واستجابة لرغبات الشعب في تأييده لقضيته الأولى، معربا عن ثقته بان الموقف الفلسطيني مساند لمصر في مواجهتها لأي خطر يداهمها.
أمّا محمد سامي رئيس حزب الكرامة الناصري، فأكدّ أن القضية الفلسطينية هي جزء أساسي من أدبيات وتوجهات الشعب المصري، ويتعامل معها من منطلق الثوابت.
وقال سامي لـ"الرسالة نت"، علينا أن نستعيد سويا دفء العلاقة وأن يستمر الموقف الرسمي في ترجمة مواقف مساندة للفلسطينيين في غزة التي تتعرض لعدوان دائم من الإسرائيليين.
من جهته، أكدّ أحمد بهاء الدين شعبان مؤسس الحزب الاشتراكي المصري، على ضرورة أن تفتح مصر، قنواتها على جميع الفلسطينيين، وأن تستثمر كافة المواقف التي تؤدي في النهاية إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية.
وقال شعبان لـ "الرسالة نت"، لدينا رغبة أن نترجم الموقف الرسمي بمزيد من الخطوات الإيجابية تجاه قطاع غزة، تحديدا في الجانب الإنساني الذي يزداد تعقيدا في القطاع المحاصر.
من جهته، أكدّ موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد المصري، أن أهل غزة "أخوة لا فرق بيننا وبينهم، وهم بالتأكيد معنيون بأمننا".
وشدد موسى لـ"الرسالة نت"، على أهمية إيجاد حلول تُزيل كل الخلافات العالقة بين الطرفين، وتوفّر الأمن للجميع، مشيرا الى أنه "لا توجد مصلحة لأي حالة عداء".
وذكر أن مصلحة مصر بأن تلعب دورا ايجابيا في العلاقة مع حماس؛ لأنها ستصب في صالح القضية الفلسطينية.
واعتبر موسى أن "المصالحة بين القاهرة وحماس" فرصة مهمة لتعزيز القوى الموجودة داخل الأمة الاسلامية والعربية، التي تتعرض لاعتداءات مباشرة من اطراف عدة.