فتحي الشقاقي من الكنوز الفلسطينية المخبأة، ابن رفح ومؤسس حركة الجهاد الاسلامي، مثقف صاحب قلم وكلمة وإبداع ورؤية تجديدية، انتمى للإخوان المسلمين في بدايات حياته ونشاطاته، وترك الإخوان إثر الثورة الإيرانية وتأثره بشخصية الخميني، وكتب كتابه (الخميني، الحل الإسلامي والبديل) والذي أدى لاعتقاله لدى السلطات المصرية، ومع هذا بقي متأثرا بالثورة الإيرانية حتى وفاته رحمه الله.
اختلف مع الشيخ أحمد ياسين حول سياسة تقديم التربية وبناء المؤسسات على الجهاد المسلح، فاستعجل حمل السلاح واعتمد على قول الله تعالى "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين"، ووجهة نظره رحمه الله اعتمادا على هذه الآية أنه بمجرد الجهاد سيفتح الله السبل والطرق ويهذب النفس.
لهذا شكل الخلايا العسكرية قبل انتفاضة الحجارة، واعتقل أول مرة عام 81، وأعيد اعتقاله عام 86 حتى أبعد عن فلسطين في عام 88، اليوم ذكرى استشهاده والتي أعقبت تنفيذ حركة الجهاد الاسلامي لعملية بيت ليد البطولية، والتي قتل فيها عشرات الجنود الصهاينة وكانت من أروع العمليات الاستشهادية وشكلت صدمة لرابين رئيس الحكومة آنذاك، وأحدثت هزة شديدة في الكيان الصهيوني.
ولا يمكن الحديث عن بيت ليد دون ذكر الشهيد محمود الخواجا مؤسس الجهاز العسكري للجهاد الاسلامي والمسؤول المباشر عن العملية ومجموعة عمليات اخرى، والذي اغتيل في مخيم الشاطئ في العام نفسه عبر قوات خاصة في عهد السلطة.
من لطيف سيرة الدكتور فتحي الشقاقي أنه درس الرياضيات وتخرج من بيرزيت، وعمل في التدريس ثم أعاد الثانوية العامة لإصراره على دراسة الطب وكان له ذلك حيث التحق بكلية الطب جامعة الزقازيق 1974. وبعد تخرجه عمل طبيبا بمستشفى فيكتوريا بالقدس وبعد ذلك عمل طبيبا للأطفال في قطاع غزة.
رحم الله الشهيد الشقاقي واليوم حركة الجهاد الاسلامي مكون أصيل من مكونات الخارطة الفلسطينية، وتعتبر فصيلا مقاوما له صولاته وجولاته، وتقدم أمينه العام عبد الله شلح بمبادرة سياسية حملت مضامين وطنية يمكن الاعتماد عليها في الخروج من النفق الفلسطيني المظلم كل صاروخ اليوم وبندقية ومجاهد في سرايا القدس هو غراس الشقاقي رحمه الله، والذي يثمر يوما بعد يوم حتى التحرير الكامل لفلسطين.