قائد الطوفان قائد الطوفان

هل تطرق "التسهيلات المصرية" باب غزة بعد طول انتظار؟

الرسالة نت- محمود فودة

يبدو أن التسهيلات المصرية لقطاع غزة خرجت من كونها أفكارا تناقش في مؤتمر نخبوي إلى إجراءات سيشهدها سكانه خلال الفترة المقبلة، بعد انتظارها منذ سنوات.

وبالجمع بين حديث القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان صاحب العلاقة الفلسطينية الأقوى مع النظام المصري في الوقت الحالي –على الأقل، وتصريحات القيادي في حماس خليل الحية عن وجود تسهيلات لسكان غزة، لا يتبقى سوى انتظار الآليات الفنية للتنفيذ.

وتكررت تصريحات دحلان الذي يزور القاهرة منذ أسابيع أن لديه آمالًا عريضة بانفتاح مصري جدي نحو مشاكل وأزمات أهل غزة، متوقعًا أن يكون ذلك الانفتاح ثمرة لملتقى العين السخنة الذي نظم المركز القومي المصري منتصف الشهر الجاري.

وفي المقابل، أكد خليل الحية القيادي في حركة حماس أنهم سمعوا عبر الإعلام ومن مسؤولين أن هناك نوايا لدى الأشقاء المصريين للتخفيف من معاناة شعبنا في قطاع غزة، عبر فتح معبر رفح.

وشكر الحية مصر على فتح المعبر سبعة أيام، مضيفًا "نحن نتابع ونراقب ونشارك، ونشكر مصر على كل خطوة، ونتمنى أن يستعجلوا بفتح المعبر باستمرار؛ ونبارك كل الخطوات وسنسهل كافة الإجراءات لفتح المعبر، والتسهيل على التجار ورجال الأعمال، ليكون لنا معبر مصري فلسطيني خالص حتى لا تبقى غزة تحت أتون الحصار".

وأيا كان مصدر هذا التوجه المصري، أو مسبباته في الوقت الحالي، إلا أن المواطن في غزة يبقى في انتظار تغير النظرة المصرية تجاهه، بعد سنوات سادت فيها حالة من الخشونة البالغة لم تصل إليها العلاقات الفلسطينية المصرية من قبل.

وفي توجه مصر للحلحة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في غزة أهداف سياسية واقتصادية في آن واحد، فهي التي تريد دعم القيادي دحلان في مواجهة خصمه السياسي عباس في سباق القيادة الفلسطينية في المرحلة المقبلة التي تشكل فيها غزة أساسًا.

وكذلك الحال من الناحية الاقتصادية، بالنظر إلى العوائد التي يمكن لمصر أن تجبيها من خلال فتح أسواق مصر لغزة، عدا عن الفائدة الاقتصادية لحركة الغزيين اتجاه مصر، ولاحقا افتتاح منطقة اقتصادية حرة.

وأما في الوقت الحالي، تتراوح أمنيات غزة سكانا وفصائل في أن تفتح السلطات المصرية معبر رفح أمام حركة الحالات الإنسانية شهريا لعدة أيام، بعد أن اعتاد الجانب على إغلاقه لشهور طويلة؛ مما زاد من وطأة الحصار المفروض على القطاع.

ومن المتوقع أن تفتح السلطات المصرية معبر رفح مطلع الأسبوع المقبل لسفر الطلبة الذي سجلوا للسفر مؤخرا، ودفعة جديدة من الفئات النخبوية في غزة كالكتاب والفنانين ورجال الأعمال؛ للمشاركة في مؤتمرات في القاهرة.

  وفي تفاصيل التسهيلات المتوقعة لغزة، أكد أشرف أبو الهول نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية في اتصال مع "الرسالة" أن هناك توجهًا من قبل السلطات المصرية بفتح معبر رفح البري من 6-8 أيام شهرياً، مشيراً إلى أن المدة وطريقة الفتح ستحدد وفقاً للترتيبات الفنية وهي في مراحلها النهائية.

وقال أبو الهول المقرب من دوائر صنع القرار المصرية :"إن المسؤولين يبحثون الآن وضع آلية واضحة لآليات فتح المعبر, وهل سيكون مرة أو مرتين في الشهر, معتبراً أن مصر ستتعامل في قضية المعبر مع السلطة ومع محمد دحلان ومع الجميع .

وتحدث أبو الهول عن وجود تسهيلات قادمة وأنه سيتم استقبال وفود من كافة الأطياف الفلسطينية في قطاع غزة, على غرار مؤتمر عين السخنة, وهو مرتبط بتوجه مصري بالانفتاح على الجميع وحل جميع الأزمات الداخلية لقطاع غزة مما سيؤدي إلى تعزيز الأمن المصري.

وشدد أبو الهول أن مصر قررت إعطاء أولية لحلحة الأوضاع على حدود غزة, رغم ما تمر به مصر من أحداث وخاصة في سيناء,  معتقداً أن الفترة القادمة ستشهد تدخل مصري أكبر لحل المشكلات الفلسطينية لأن القضية الفلسطينية أكثر ما يؤثر على المنطقة.

على أي حال، تبقى الأيام القليلة المقبلة كفيلة بإثبات صدق النوايا المصرية اتجاه غزة، فإما أن تكون صفحة جديدة من العلاقات التي تجمع بين غزة والشقيقة مصر، أو مناورة سياسية مؤقتة يُراد منها تحقيق أهداف لصالح طرف ما.

البث المباشر