وعد المقاومة يواجه وعد بلفور!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

غزة-الرسالة نت

يوافق اليوم الأربعاء، الثاني من شهر نوفمبر 2016 الذكرى الــ99 لوعد بلفور الصادر عام 1917 وتضمن تعهد بريطانيا بإقامة كيان قومي لليهود في فلسطين، وذلك في ذكرى أليمة اعتاد الفلسطينيون إحياءها بالفعاليات الجماهيرية المعبرة عن آمالهم بإنجاز المقاومة لوعدها باسترداد الحقوق الفلسطينية السليبة.

تلك المقاومة علمت مبكراً أن وعد بلفور يؤكد أن هذا العالم لن يمنحنا وطناً، ولن يدافع لنا عن حق، خاصة وأنه منح الكيان الصهيوني كل مقومات الصمود والبقاء عبر الدعم السخي في المجالات العسكرية والاقتصادية.

التخلص من تبعات الوعد الذي "أعطى من لا يملك لمن لا يستحق" بدأ منذ أن غادر الاحتلال قطاع غزة بفعل ضغط المقاومة وتحت ضرباتها، في إنجاز تاريخي لازالت حلقاته تتواصل.

إحدى تلك الحلقات تمثلت في سلاح المقاومة الذي لا يزال يتطور وشكل توازنا في الرعب ظهر خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة حتى دفعت أعمال التطوير المفاجئة في تقنيات المقاومة التي تجلت في حرب الأنفاق، دفعت المراسل العسكري "روني دانيئيل" في التلفزيون الإسرائيلي للقول: "يبدو أننا خسرنا صراع الأدمغة في مواجهة حماس".

واتهم محللون عسكريون الجيش الإسرائيلي بالبطء والتأخر في البحث عن الحلول التكنولوجية والميدانية الملائمة لمشكلة الأنفاق وتطبيقها، رغم أن قادته أخذوا يتحدثون عنها منذ مدة من الزمن، باعتبارها سلاحاً "يخرق التوازن"، وقد يخرج الجيش في غزة عن أطواره واتزانه، لكن هذا الأمر لم يقُد إلى "خياطة البدلة الملائمة لمواجهة تهديد الأنفاق".

وعلق المراسل العسكري "عاموس هريئيل" على حرب الأنفاق قائلاً: "إذا كان ثمة شيء بات واضحاً تماماً في الحرب الطويلة التي تخوضها إسرائيل ضد الفلسطينيين، فهو ضرورة إبداء الحذر وضبط النفس عند الحديث عن نجاحات عسكرية تنفيذية، لأنه ما من انتصارات كبرى في هذا الصراع، ولا حتى حاسمة".

وبالتوازي مع ما حققته المقاومة في غزة بددت الضفة الغربية غيابها عن المشهد في أكتوبر من العام الماضي بعد أن تولى الشباب مسؤولية الدفاع على الأرض والمقدسات عبر عمليات فردية بثت الرعب في المستوطنين وألزمتهم مساكنهم في كثير من المناسبات.

"أولى النتائج السياسية التي حققتها الانتفاضة بشهرها الأول إعادة الاهتمام والاعتبار للقضية الفلسطينية بعد سنوات من التهميش والتراجع، وبعد أن غاب الصراع العربي الإسرائيلي عن الملفات المهمة بالمنطقة أصبح مركزًا للاهتمام الدولي من جديد".

ثمرات الاهتمام الدولي بدأ الفلسطينيين بقطافها منصف الشهر الماضي بقرار اليونسكو الذي أكد أن المسجد الأقصى هو تراث إسلامي خالص، ورفض مصطلح الهيكل والذي تعتره "إسرائيل" حقا لها.

وفي السياق قال النائب في المجلس التشريعي مشير المصري في تصريحات صحفية إن قرار اليونيسكو مؤخراً الذي أثبت ملكية الشعب الفلسطيني والمسلمين والعرب والمسلمين للمسجد الأقصى ولحائط البراق ولحواري المسجد الأقصى.

واعتبر أن القرار يؤكد مجدداً على بطلان المزاعم الدينية والتاريخية الصهيونية التي على أساسها استندت على احتلال الأرض الفلسطينية، ويؤكد مجدداً على عدم ملكية العدو الصهيوني لأي شبر من أرض فلسطين.

الثابت أن الفلسطينيين الذين فقدوا وطنهم إثر "وعد بلفور"، لم يكفوا لحظة منذ 99 سنة على رفض الوجود الصهيوني على أرضهم ومقاومته، مؤمنين أن هذه المقاومة هي الطريق لإسقاط الوعد واستعادة الأرض.

البث المباشر