قائد الطوفان قائد الطوفان

قبل مغادرته البيت الأبيض

مخاوف إسرائيلية من القرارات الأخيرة للرئيس أوباما

خاص الرسالة
خاص الرسالة

غزة-رشا فرحات

مجدداً تجاهر سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتخوفها من القرارات الأخيرة التي يمكن أن يتخذها الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل انتهاء ولايته بشهر، متوجسة من إقدامه على معارضة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتخشى سلطات الاحتلال من سعي أوباما لتحديد معالم اتفاق سلام نهائي لم يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون من التوصل إليه منذ توقيع الاتفاقات الانتقالية مطلع تسعينات القرن الماضي. وبحسب بيان سلم للمستوطنين من مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، فإن هناك تأكيدا لهذا التخوف، مبدياً أمله بألا يتصرف أوباما في الشهر الأخير لولايته بأي شكل لإيقاف الاستيطان.

وتنتقد الولايات المتحدة الأمريكية عادة (إسرائيل) بسبب مسعاها الاستيطاني في الضفة الغربية، حيث وجهت واشنطن في وقت سابق هذا الشهر انتقاداً قوياً لخطط (إسرائيل) لبناء مستوطنات يهودية جديدة، موضحة أنها "ستدمر فرص السلام مع الفلسطينيين".

وفي هذا السياق، يستبعد المحلل السياسي خالد منصور، المختص بقضايا الاستيطان، أن يقوم أوباما بترجمة مخاوف (إسرائيل) على أرض الواقع، ويقول للرسالة: "لا أعتقد أن مخاوف (إسرائيل) مبررة في هذه القضية، وهي تروج لهذه الأخبار في محاولة لابتزاز إدارة أوباما للحصول على مساعدات أكثر وضمانات لمصالحها".

ويضيف: "لم أجد رئيساً أمريكياً ترك بصمة لصالح الشعب الفلسطيني، صحيح أنهم بعد أن يتركوا ولايتهم يصبح خطابهم أقل حدة، لكنه لا يشكل أي موقف إيجابي تجاه القضية، خصوصا في ظل هذا الضعف والتهافت العربي للتطبيع مع (إسرائيل) إرضاء للولايات المتحدة"، مبيناً أن اوباما يبتز العالم العربي نحو التطبيع مع الاحتلال.

وفي وقت سابق، تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن نوايا للرئيس الأمريكي باراك أوباما لطرح خطة جديدة لتحريك عملية التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل انتهاء فترة ولايته الثانية.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن البيت الأبيض يقول: إن الخطة تسعى لاستئناف المفاوضات بين الجانبين في العام الحالي، ناقلة عن مسؤولين أمريكيين تأكديهم "أن واشنطن تدرس إمكانية إدراج هذه الخطة في قرار يصوت عليه مجلس الأمن الدولي".

وأشارت إلى أن الخطة ستطالب (إسرائيل) بوقف أعمال البناء في المستوطنات كلياً، وباعترافها بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، فيما يتوجب على الفلسطينيين الاعتراف بـ(إسرائيل) "دولة يهودية" والتنازل عن حق العودة بالنسبة للاجئين الفلسطينيين.

وفي المقابل، لم يستبعد الدكتور عمر جعارة المختص بالشأن الإسرائيلي، هذا السيناريو، وقال للرسالة: (إسرائيل) لها سابقة مشابهه مع الرئيس الأمريكي أيزنهاور الذي قرر قبل ساعات من انتهاء ولايته إجبار (إسرائيل) على الانسحاب من شبه جزيرة سيناء والانسحاب بعدها من قطاع غزة، لذلك من حق (إسرائيل) أن تتخوف"، وفق قوله.

ووصف جعارة العلاقة الامريكية الإسرائيلية بأنها علاقة مصلحة أمريكية، وأمريكا هي التي تدير هذا العالم بما فيه (إسرائيل)، واصفا (إسرائيل) بأنها أرخص حاملة طائرات أمريكية في الشرق الأوسط، وأمريكا هي التي تتحكم بكل الأمور والقرارات بما فيها قرارات متعلقة بـ(إسرائيل) والمفاوضات واستمرار الاستيطان أو توقفه، بناء على مصلحتها.

وتوقع عمر جعارة في سياق حديثه أن تستمر هيلاري كلينتون إذا ما فازت في الانتخابات الأمريكية على نهج أوباما "الذي يعد الأخطر"، مبرراً ذلك بأنها "سياسة خلقت نهج قتل العرب للعرب والقتل بالولاية، بمعنى أنها خلقت حلفاء يقتلون ويطبقون أهداف الولايات المتحدة كروسيا وايران".

وتابع قوله: "هذا يعني أن أوباما يمكن أن يتخذ قرار يوقف الاستيطان إذا كانت مصلحة الولايات المتحدة تقتضي ذلك، وليست مصلحة (إسرائيل)، لأن الولايات المتحدة لا تهتم كثيرا لـ(إسرائيل) كما هو ظاهر إعلاميا، بل تهتم لمصلحتها فقط، وهي تعلم تمام العلم متى يجب ان تطلب من (إسرائيل) أن تنسحب، او تحارب بناء على أوامرها فقط، لأنها صاحبة القرار والمصلحة".

ومن المقرر أن يدلي الأمريكيون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الثامنة والخمسين لاختيار الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة، وذلك يوم الثلاثاء 8 نوفمبر 2016. وسيقوم الناخبون فيها بتحديد المجمع الإنتخابي من الرئيس ونائب الرئيس من سنة 2017 إلى سنة 2021، وبحسب التعديل للمادة 22 من الدستور الأمريكي يمنع الرئيس باراك أوباما من الترشح لولاية ثالثة.

البث المباشر